دعت شخصيات دولية وصحية وأكاديمية وممثلو منظمات حقوقية، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والصحية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح المعابر ورفع الحصار عن دخول الأجهزة والأدوية الطبية إلى قطاع غزة .
وحذر هؤلاء خلال مؤتمر نظمته الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بالشراكة مع جامعة الأقصى، من سياسة الابتزاز التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق المرضى وحرمانهم من السفر العلاجي.
وشارك في المؤتمر الذي عقد تحت عنوان: "الصحة وحقوق الإنسان" في فندق المتحف بمدينة غزة اليوم، العديد من الهيئات والمنظمات الحقوقية الرسمية والدولية ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات وطنية، وطلبة من الجامعات الفلسطينية.
حصار جائر
وأكد رئيس المؤتمر كمال الشرافي أن الوضع الصحي في قطاع غزة يعاني الأمرين سواء من الحصار الجائر المفروض عليه، أو من الانقسام وتداعياته التي جلبت الويلات على الشعب الفلسطيني وأدى إلى تدهور كل ما من شأنه النهوض بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي وحتى السياسي.
وأشار رئيس مجلس أمناء جامعة الأقصى إلى أن الاحتلال يُخضع المرضى الفلسطينيين للاستجواب على المعابر ويؤخر وصولهم إلى المستشفيات في ظل صمت دولي مخز، دون إدانة أو موقف من الإجراءات التي تمس حياة المواطنين.
من جانبه أوضح مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في قطاع غزة د. محمود ضاهر، أن غالبية الفلسطينيين محرومون من العلاج الطبي بسبب الإغلاق والحواجز الذي تفرضه قوات الاحتلال.
وأفاد بأن البحث الأخير لمنظمة الصحة العالمية بيَّن أن خروج المرضى للعلاج بالخارج يبلغ ما نسبته 37%، من إجمالي المرضى في قطاع غزة.
بدائل للتحويلات
من جهته استعرض عضو مجلس مفوضية الهيئة المستشار سلامة بسيسو في كلمته الصعوبات التي تواجه القطاع الصحي في فلسطين نتيجة الحصار والإجراءات العدوانية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي، مطالبًا السلطة في رام الله بضرورة توفير البديل للتحويلات الطبية التي أوقفتها مؤخرًا.
ودعا بسيسو المجتمع الدولي لتوفير الأجهزة الطبية للمستشفيات في قطاع غزة، وخاصة المتعلقة بأمراض السرطان والأمراض الخطيرة، مؤكدًا أن الحصار أثر على جميع مناحي الحياة.
وعدّ بسيسو سياسة الاحتلال بابتزاز المرضى ومساومتهم واستغلال حاجتهم في الحصول على العلاج "حالة صارخة للمعاملة المهينة والمذلة للكرامة الإنسانية، حيث تجند دولة الاحتلال أجهزتها الأمنية لابتزاز المرضى بأبشع وجه للممارسات غير القانونية واللاأخلاقية".
انتهاك القانون الدولي
بدوره أكد المقرر السابق للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية ريتشارد فولك، أن (إسرائيل) قوة احتلالية تمارس السيطرة الفعالة على فلسطين المحتلة برًا وبحرًا وجوًا، ولا تلتزم بالاتفاقات الدولية بما في ذلك التزاماتها تجاه سكان قطاع غزة، بوصفه إقليمًا واقعًا تحت الاحتلال، وتقيد حركة مواطنيه دون مبرر قانوني ودون أن يمثل المرضى أية مخاطر على دولة الاحتلال.
وقال فولك في كلمة مسجلة: (إسرائيل) تستخدم القوة المفرطة ضد الشعب الفلسطيني، وتفرض الحصار الظالم على أهل قطاع غزة وهذا انتهاك واضح للقانون الدولي"، مؤكدًا أن سلطات الاحتلال لم تلتزم بالاتفاقيات الموقعة التي تتعلق بحماية المدنيين وحقوق الإنسان.
إنقاذ غزة
بدورها قالت الأكاديمية من جامعة تلمسان الجزائرية د. فليح غزلان: "إخواننا في غزة وجميع أنحاء فلسطين لهم علينا حقوق عديدة، نشعر جميعا بالألم وتدمع قلوبنا بسبب ما يتعرض له أهلنا من اعتداءات إسرائيلية، ومن هنا نأمل بأن نتكاتف جميعا لتقديم العون المطلوب، وكلي أمل بأن يسهم المؤتمر في دعم الواقع الصحي بغزة".
وشددت فليح في كلمة مسجلة على ضرورة إنقاذ قطاع غزة من الوضع الصحي الكارثي، والعمل على تقديم المزيد من العون للشعب الفلسطيني.
من ناحيتها طالبت الأكاديمية في جامعة فلوريدا المركزية الأمريكية د. يارا عاصي، منظمات المجتمع المدني بدور أكثر فاعلية في تعزيز حق المرضى بالوصول للخدمات الصحية، مؤكدًا أن ممارسات الاحتلال بحق المرضى تشكل انتهاكًا للحق الإنساني الدولي بتلقي خدمات صحية والقدرة على الوصول إليها دون أي معيقات ودون أن يشكل ذلك خطرًا على حياتهم، خاصة في الدولة الواقعة تحت النزاعات.
وفي كلمته عن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، طالب أحمد الغول السلطة في رام الله بوقف سياسة منع جوازات السفر لبعض المرضى، مؤكدًا أن منع جهاز مخابرات رام الله جوازات السفر عن عشرات المواطنين والمرضى يمثل انتهاكا واضحًا لحقوق الإنسان.