في سبعينيات القرن الماضي، قضت المناضلة الفلسطينية فاطمة الحلبي 7 سنوات من عمرها في سجون وزنازين الاحتلال الإسرائيلي، خضعت خلالها إلى تحقيق قاس شاركها فيه والدها المناضل عمر الحلبي.
تلك السنوات التي قضتها جاءت بعد مقارعة الاحتلال في قيادتها قوات التحرير الفلسطينية، فقدت ابنها الوحيد "بهاء" شهيداً، بعد سنوات من حريتها، عندما قاتل الاحتلال في لبنان عام 1998.
وبعد تلك المرحلة النضالية، فاضت روح الحلبي أمس إلى بارئها عن عمر يناهز (72 عاماً)، بعد أن غرست في نفس الإنسان الفلسطيني، حب الوطن والتضحية له، وتربية جيل فلسطيني محافظ على ثوابت وحقوق أجداده، ومقارع للاحتلال حتى نيله الحرية والاستقلال.
وتعد الحلبي نموذجاً للمرأة الفلسطينية، التي تعالت على جراحها ومرضها، فهي ابنة الشهيد عمر، وزوجة الشهيد زياد الحسيني ووالدة الشهيد بهاء الحسيني، واستمرت في عملها الوطني والنضالي، رغم حكم الاحتلال عليها بالسجن 35 عاماً، قضت منها 7 سنوات قبل أن يتم إبعادها إلى خارج فلسطين، لتعود بعدها إلى قطاع غزة متمسكة بمنهجها الكفاحي والنضالي.
ومع عودتها للقطاع، لم تتحقق مقولة أحد الضباط الإسرائيليين حينما كان يحقق مع الحلبي: "لا تحلمي أن نعيدك لغزة ما دامت (إسرائيل) في الوجود"، لتكون إرادتها أكبر من أحلام الاحتلال.
ونعت وزارة الأسرى والمحررين الأسيرة المحررة الحلبي، بعد صراع طويل مع المرض، مؤكدة أنها أفنت عمرها في خدمة الأسرى وقضيتهم العادلة.
وتقدم وكيل الوزارةبهاء المدهون، بخالص العزاء للشعب الفلسطيني والحركة الأسيرة والأسرى المحررين وعائلة الأسيرة بوفاة الحلبي.
بدورها، قالت جمعية واعد للأسرى والمحررين: "حق للأجيال أن تدرس سيرة الحلبي وأن تمضي نهجها وأن تقتفي أثرها، وحق لفلسطين والقدس أن تفخر بهذا الأنموذج الفلسطيني الفريد". واصفة إياها بـ"سليلة المجد والفخار".
والراحلة الحلبي، شقيقة مسؤولة الحركة النسائية في حركة حماس رجاء الحلبي .
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، رثى عدد من الإعلاميين والنشطاء الراحلة الحلبي.
وقالت الصحفية هدى نعيم: "إنا لله وإنا إليه راجعون، زوجة وأم الشهداء والأسيرة المحررة والفدائية ..فاطمة الحلبي .. في ذمة الله، تقبل الله صبرك وجهادك وأنزلك منازل الشهداء والصالحين".
وأضافت: "خبر يوجع القلب هذه السيدة من سيدات غزة العظيمات صاحبة أثر وبصمة لا يمكن أن تنسى".
وكتب الناشط أدهم أبو سلمية: "الأسيرة المحررة المجاهدة/ فاطمة عمر الحلبي في ذمة الله، ابنة شهيد، وزوجة شهيد ووالدة شهيد، مجاهدة مكافحة وأسيرة محررة حكمت بـ35 عاما قضت منها سبعة أعوام ثم أبعدت لأكثر من دولة خارج فلسطين قبل عودتها إلى غزة".