ناشد العشرات من أهالي الأسرى والناشطين في الدفاع عنهم المجتمع الدولي للعمل على الإفراج الفوري عن الأسرى القدامى والمرضى والأسيرات، مؤكدين أنهم يعيشون ظروفاً اعتقالية بالغة السوء في سجون الاحتلال.
وطالب هؤلاء خلال الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة أمس بضرورة إنجاز الوحدة الوطنية التي تعتبر الركيزة الأساسية للدفاع عن الأسرى، معربين عن دعمهم وإسنادهم لمعركة "الأمعاء الخاوية" بسجون الاحتلال.
وردد المعتصمون هتافات تدعو لحرية الأسرى ومنها: "يا أسرانا يا أبطال أنتم شعلة النضال" و"الأسير حيو حيو اللي عمله ما في زيو" و"تحيتنا عالية للأمعاء الخاوية"، و"سمع صوتك كل الناس أسرانا هما الأساس"، ويا أسير سير حتى تقرير المصير" و"بدنا الأسرى محررين مش شهداء وجثامين"، و"تحيات معطرات" للأخوات الأسيرات".
الناشطة في الدفاع عن حقوق الأسرى هنادي نصر الله -التي أحضرت لمقر الاعتصام قالباً من "الكيك" مرسوماً عليه جنود الاحتلال الأسرى لدى المقاومة– قالت إن ذلك يأتي تنفيذاً لوصية الأسير الشهيد بسام السايح "بأن لا نترك أسرانا وحدهم".
وقالت لـ"فلسطين": "طبعنا صورة هؤلاء الجنود لنؤكد للاحتلال أنه إذا ما استشهد أسرى آخرون بسبب الإهمال الطبي فإنه سيدفع الثمن غالياً، وندعو المقاومة للضرب بيد من حديد على أيدي الاحتلال نصرة لأسرانا".
ودعت المقاومة بالضفة لاستهداف جنود الاحتلال، والسلطة لوقف التنسيق الأمني في ظل ارتقاء المزيد من الأسرى بسبب الإهمال الطبي وفشل محكمة "الجنايات الدولية" في نصرتهم.
أما والدة الأسير ضياء الأغا "المحكوم بالمؤبد والذي تصادف الاعتصام مع دخوله العام الثامن والعشرين في الأسر، فأكدت أنها منذ اعتقاله وهي تنتظر بقلب يعتصره الألم والحزن لحظة الإفراج عنه، قائلة:" أتمنى أن أراه وأطمئن عليه كأي أم أسير تحرر واطمأنت عليه أمه".
وأضافت لـ"فلسطين":" شاركت في عدة مؤتمرات دولية مطالبة العالم بالوقوف لجانب أسرانا والضغط على الاحتلال لإطلاق سراحهم لكن هذا العالم أصم عن مطالبنا، فدموعي لم تجف ليلةً واحدة منذ اعتقاله وأتمنى أن أراه قبل أن أموت".
ودعت السلطة الفلسطينية والمقاومة إلى أن يبذلوا أقصى جهودهم للإفراج عن الأسرى رأفة بأمهاتهم اللاتي يعانين ويتأملن منهم أن يفعلوا قضية الأسرى شعبيا ودولياً.
بينما أكد الأسير المحرر تيسير البرديني من مفوضية الشهداء والأسرى والجرحى التابعة لـ"فتح" ضرورة إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام من أجل إنقاذ الأسرى من غياهب السجون، مبيناً أن الأسرى القدامى رغم ما يعانونه من آلام إلا أنها لم تزدهم إلا إصراراً وتحدياً للسجان.
وحيا الصمود "الأسطوري" للأسير سامر العربيد في أقبية التحقيق وصمود الأسرى المرضى الذين يتعرضون للإهمال الطبي حيث ينهش المرض أجسادهم ليقضوا شهداء دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً كما حدث مع الأسير بسام السائح مؤخراً.
ولفت النظر إلى معاناة الأطفال الأسرى الذين شوه الاحتلال ملامح طفولتهم وغيبهم عن منازلهم ومقاعد دراستهم، مثلهم كمثل قادة الشعب الفلسطيني الذين غيبتهم السجون كـ"فؤاد الشوبكي وحسن سلامة وعباس السيد وأحمد سعدات"، كما قال.