فلسطين أون لاين

أول الربيع وأول الأمل

أبعاد

تونس تخرج من دائرة التطبيع مع العدو، وتعود إلى فلسطين والأقصى. قيس سعيد الرئيس التونسي الجديد الفائز بـ(٧٢٪‏) من أصوات الناخبين يعلن على الملأ بلا خوف، وبلا وجل، وبلا تلعثم، فلسطين عربية، وتونس في حالة عداء مع المحتلين لفلسطين، ولن يدخل حامل الجواز الإسرائيلي إلى تونس بعد اليوم.

قيس سعيد عبّر بكلماته المقتضبة عن فطرة الشعوب العربية التي تحتضن فلسطين في أفئدتها، رغم انحراف قادة الأنظمة العربية عن فطرة حبّ فلسطين؟! الرجل التونسي، رجل القانون المستقل قيس، أعاد الأمل لفلسطين وشعبها، وقال إن انحراف الرؤساء والملوك يجب تعديله، بإعادتهم إلى الأصول.

الأصول تقول لهم فلسطين عربية، مسلمة، ويجب أن تعود عربية مسلمة، والاعتراف بدولة العدو، والتطبيع معها خطأ وخيانة. والأصول تقول على العرب التصدي للضغوط الأميركية والغربية، الداعية للاعتراف والتطبيع. الأصول تقول إن فقر الدولة وحاجتها للمساعدات الغربية لا ينبغي أن تكون على حساب الحقوق الفلسطينية.

قيس سعيد في المسألة الفلسطينية الآن يمثل نموذجًا عربيًّا قوميًّا استثنائيًّا بين الزعماء العرب، الذين باتوا يبدؤون علاقاتهم مع أميركا من تل أبيب. قيس يبدأ علاقاته مع العالم الخارجي من القدس، من الحقوق الفلسطينية. هذه البداية العلنية، كما قال وائل قنديل تعرض الرجل للخطر، كما عرّضت محمد مرسي من قبل. نعم. قنديل مصيب في تشخيصه، ولكن على التونسيين تقع مسؤولية حماية رئيسهم من صهاينة العرب، ومن صهاينة يهود في العالم.

إذا كان أردوغان قد دفع ضريبة باهظة لدفاعه عن الحقوق الفلسطينية، وحاكت (إسرائيل) وأميركا ضده انقلابا خطيرا، فإن قيس قد يتعرض لمثل ذلك، لذا يجدر بالشعب أن يبرهن على وعيه وحبه وحمايته لرئيسه المنتخب.

في فلسطين توافقت جميع الفصائل والشعب على الترحيب بفوز قيس سعيد، وتمنى الجميع لتونس الاستقرار والرفاهية، ونأمل أن تصل الحكم حكومة تونسية ثماثله في حب فلسطين والدفاع عن حقوق الفلسطينيين. تونس كانت أول الربيع، وهي الآن أول الأمل. تحية للرئيس وللشعب.