قائمة الموقع

تُناصِر المرأة الفلسطينية.. لوحات فنية "تتكلم" في غزة

2019-10-14T09:07:25+03:00
صورة أرشيفية

لوحات فنية مصفوفة وبجانبها رساموها وأخرى قيد الرسم، كأنما تتكلم وتنطق بألوانها، وهي تسرد قصصًا عن المرأة الفلسطينية، وتأكيد وجوب تكريمها، ومناهضة العنف الذي يمارسه الاحتلال تجاهها، أو أي عنف فردي من داخل مجتمعها.

محترفو فن الرسم في قطاع غزة عبروا عن ذلك في رسوماتهم، تجاه المرأة التي تحمل هموم وطن، وليس فقط المنزل أو غيره.

ولكون المجتمع الفلسطيني عامة يولي المرأة قيمة عالية لكونها شريكة للرجل في جميع أوجه الحياة وتحمل المسؤوليات، جاءت مضامين اللوحات الفنية برفض أي عنف تجاهها.

الفنانة آمنة بهار التي تجلس بجوار رسوماتها لم تجد أهم من هذه القضية لتشارك فيها، بحسب حديثها، وهي التي بدأت احتراف مهنة الرسم منذ خمسة أشهر فقط.

وتقول بهار لصحيفة "فلسطين": "لكوني امرأة من الضروري أن أستفيد من موهبتي في الرسم في التعبير عن قضية قد تواجه المرأة"، مؤكدة أهمية تعزيز دور النساء في محاربة أي عنف.

"رسمت لوحة تعبر عن قمة العنف الذي يمكن أن تلقاه المرأة في حياتها، بطلتها الأسيرة الجريحة إسراء جعابيص، التي رأت من الاحتلال صنوفًا من التعذيب والتعنيف" تواصل حديثها.

وتبين أن المرأة تعاني عنف الاحتلال الإسرائيلي، وقد يصيب بعض النساء أيضًا أذى من المنزل أو غيره، وأن اختيارها شخصية جعابيص كان لأنها تريد أن توصل رسالتها إلى العالم، وأن يعرف أن هناك امرأة تعيش فصول عنف لا يخطر على بال بشر.

وتذكر بهار أن الفنان قادر على التعبير بإحساسه ومشاعره عن أي قضية يؤمن بها، مشيرةً إلى أن أي شيء تدخل فيه المشاعر فمن السهل أن يصل إلى قلوب الناس، خاصة أن الرسم نفسه وسيلة يمكن أن تصل إلى كل العالم دون أي حواجز.

ولا تزال نحو 43 فلسطينية أسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وفق إحصاءات هيئة شؤون الأسرى والمحررين.

وجاءت مشاركة الفنانين والرسامين ضمن مبادرة أقامها مركز الرياديين الفلسطينيين الثقافي تحت عنوان: "مناصرة المرأة ضد العنف".

وليس ببعيد تجد لوحة لفتاة، عندما تنظر إليها عن بعد تجدها جميلة جدًّا، ولكن ما إن تقترب منها تبدو في تفاصيلها جروح، ومحاولات للشفاء من آثار ضرب.

وتوضح الفنانة شيماء الحداد أنها تولي معالجة "العنف تجاه النساء" أولوية على الصعيد الشخصي، إذ عرفت بين الفنانين والرسامين والمهتمين بهذا المجال بأنها تفضل الرسم في هذه القضية.

وتبين لصحيفة "فلسطين" أنها تحاول أن تستفيد من موهبتها وشغفها بالرسم في التعبير عن المعاناة التي تقاسيها المرأة من مرض أو عنف قد تواجهه.

وتقول الحداد: "المرأة تمثل كل شيء في المجتمع، ولكوني فتاة من واجبي أن أخصص موهبتي للتعبير عن قضية مهمة وخطيرة قد تواجه المرأة".

وتضيف: "اللوحة التي أشارك بها تحكي عن جرح يصيب المرأة رغم جمالها، وأن هذه الجروح لا يمكن شفاؤها، وتبقى هناك علامات على جسد وروح المرأة تعكس كم الانكسار الذي يوجد بداخلها".

وتشير الحداد إلى أن هذه اللوحة فيها تجسيد لمشاعر الجمال، وأيضًا الألم الذي يمكن أن تشعر به المرأة بسبب أي عنف قد تلقاه.

قيود محتملة

أما الفنان محمد شهاب فيؤكد أن هذه القضية تجذب فضول كل فنان للرسم فيها، خاصة أن أي إيذاء للمرأة هو غير مقبول من أي طرف.

ويقول لصحيفة "فلسطين": "رسمت أكثر من لوحة تعبر عن العنف تجاه المرأة، وعن أنواعه، ومنه الجسدي بالضرب وحرمانها ممارسة حياتها ممارسة طبيعية".

ويضيف: "لوحة أخرى تعكس العنف الذي قد تلقاه المرأة بمنعها من التعبير عن رأيها بكل حرية أو ممارسة حياتها طبيعيًّا، أما اللوحة الثالثة فهي تعبر عن قيود محتملة قد تفرض على المرأة وتمنعها من أن تعيش حياتها بحرية".

"من المهم أن يقوم الفنان بدوره في التعبير عن هذه القضايا والاهتمام بها، وأن تحمل لوحاته رسالة تدعو لوقف أي عنف تجاه المرأة: ضرب، أو تقييد حرية، أو عدم مؤازرة في حالة المرض، أو حرمان من التعليم، وغيرها الكثير من القضايا" يكمل كلامه.

وكانت قضية وفاة الشابة إسراء غريب عن عمر 21 عامًا من بيت لحم أثارت في المدة الأخيرة الرأي العام الفلسطيني على نطاق واسع، إذ أكدت النيابة العامة تلقيها عنفًا جسديًّا ونفسيًّا من أفراد من عائلتها.

اخبار ذات صلة