فلسطين أون لاين

​التهويد في القدس

بعد مضي 52 عامًا على الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وكامل مدينة القدس، لا تزال المدينة تعاني الظلم والقهر والتهويد المستمر، حيث نرى أشد أنواع العنصرية والاستعمار التي عرفتها البشرية في التاريخ المعاصر، ولم يفتأ الاحتلال الإسرائيلي ينتهك شتى القوانين والقرارات الدولية بحق الأرض والإنسان.

عمل الاحتلال الإسرائيلي منذ احتلال الشطر الغربي للقدس عام 1948م على تهويد المدينة المحتلة، على الصعد الدينية والثقافية والديموغرافية، استهدفت سياسات الاحتلال التهويدية المقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، هذه السياسات التي تهدد "الذاكرة والتاريخ" الفلسطينيين في القدس.

تتلخص أهداف الاحتلال بفرض سيطرته على أكبر مساحة ممكنة من القدس وفلسطين، وطرد أكبر عدد ممكن من السكان الفلسطينيين، وإحلال أكبر عدد ممكن من المستوطنين اليهود مكانهم، واستندت الإستراتيجية الإسرائيليّة لتهويد القدس على ثلاث ركائز، هي: "طرد المقدسيين، وإحلال المستوطنين، وتغيير هوية المكان"، ويعمل الاحتلال في سياق تهويد القدس على تحقيق عدد من الأهداف، على رأسها:

1. توفير حزام أمني محيط بالقدس، والحفاظ على المواقع العسكرية المهمة في مرتفعات القدس، وإيجاد طرق آمنة بين المستوطنات الإسرائيلية.

2. عرقلة النمو العمراني والسكاني الطبيعي للمقدسيين وتفكيك التواصل الجغرافي بين أحياء القدس وعزلها عن المدن الفلسطينية.

3. تعزيز مكانة القدس عاصمة لدولة الاحتلال، إذ يفرض الاحتلال نفسه مشرفًا على المسجد الأقصى، وباتت الاقتحامات أمرًا واقعًا على فترتين صباحية والثانية بعد الظهر شبه يومي.

4. يفرض الاحتلال عقوبات عديدة في حق المصلين والمرابطين، أهمها الإبعاد ومنع الصلاة والغرامات المالية والسجن، ويمنع الاحتلال الأذان عبر مكبرات الصوت في مساجد القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م بقانون "الكنيست" من الـ11 مساء إلى 7 صباحًا.

5. يُبعد الاحتلال الفلسطينيين رواد الأقصى مددًا تراوح من 3 أيام إلى 6 أشهر، مع إمكانية تجديد المدة.

6. يعرقل الاحتلال عمل دائرة الأوقاف الإسلامية لترميم مباني المسجد الأقصى المبارك وصيانتها، لجعلها آيلة للسقوط أو غير قابلة للاستخدام.

7. يسعى الاحتلال إلى تزوير الحقائق والتاريخ بإعطاء الشوارع والأحياء والمعالم المقدسية أسماء عبرية لا تمت إلى القدس بصلة، فجبل المكبر أصبح "هار أوفل" وباب الأسباط أصبح "شاعر هأريوت"، وغير ذلك.

8. يضيق الاحتلال على الفلسطينيين في القدس، خاصة القاطنين في البلدة القديمة، بمنعهم من البناء، فلا يوافق إلا على 2% من الرخص المقدمة في كامل القدس، التي تتطلب إجراءات عديدة وتكاليف مالية باهظة تصل إلى 70 ألف دولار أمريكي، ويستمر الاحتلال في هدم مباني الفلسطينيين، وبلغ عدد المباني المعرضة للهدم نحو 20 ألف مبنى بحجة عدم الترخيص.

9. يسمح الاحتلال للجمعيات الاستيطانية بالاستيلاء على منازل الفلسطينيين في القدس، وتستهدف هذه الجمعيات المناطق القريبة من الأقصى، خاصة منطقة سلوان.

10. يستهدف الاحتلال قطاعي التعليم والصحة في المدينة المحتلة، ويفرض مناهجه الإسرائيلية في المدارس، في حين تعاني المدارس الفلسطينية نقص الغرف الصفية، وتعاني المؤسسات الصحية الديون وشح التمويل، ويفرض على المقدسيين التسجيل بالتأمين الصحي الإسرائيلي.

11. يحاصر الاحتلال المقدسيين ويصادر رزقهم، إذ ترتفع سنويًّا نسبة العائلات الفلسطينية التي تعيش تحت خط الفقر في القدس إلى نحو 76%، وبلغت نسبة البطالة بين المقدسيين نحو 31%.

12. يستمر تضييق الاحتلال على عمل المؤسسات الأهلية في القدس التي تدعم المقدسيين وتساندهم في جوانب الإغاثة والتعليم والصحة، فيعمل على التضييق عليها ثم حظرها.

13. أقام الاحتلال 37 مستوطنة وبؤرة استيطانية إسرائيلية في محافظة القدس، تضم نحو 340 ألف مستوطن، وطرد جدار الفصل نحو 80-120 ألف مقدسي خارج القدس، وصادرة نحو 163 كلم2.

14. يخطط الاحتلال لتغيير واجهة المدينة العربية والإسلامية، كمشروع "وجه القدس- المدينة الحديثة"، ببناء أبراج وأسواق ومبان ضخمة في المدخل الرئيس للقدس من الجهة الغربية.


عربي21