بات تكثيف المستوطنين اقتحاماتهم للمسجد الأقصى أمرًا مألوفًا لدى المقدسيين، خاصة مع حلول الأعياد التلمودية، التي يمارسون خلالها الطقوس التلمودية، وسط حماية كبيرة من شرطة الاحتلال، في محاولة لاستفزاز مشاعر المقدسيين.
وانطلق موسم الأعياد التلمودية في 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، احتفالًا بما يُسمى "رأس السنة العبرية"، و"عيد الغفران"، حيث دأبت منظمات الهيكل على الدعوة مسبقًا لتكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى في تلك الأعياد.
وقبيل انطلاق موسم الأعياد تصعّد قوات الاحتلال من حملات اعتقالات المقدسيين، كما تسلم العشرات منهم قرارات جائرة بالإبعاد عن المسجد الأقصى ومحيطه؛ بهدف إتاحة أجواء هادئة لمقتحمي المسجد الأقصى من المتطرفين.
في المقابل، يتسلح المقدسيون أمام هذه الأفعال "العنصرية" بقوة العزيمة وبما يتاح لهم من أدوات الصمود والبقاء مرابطين في المسجد الأقصى، لإيصال رسالة للاحتلال: "لن أترك الأقصى لاقتحاماتكم".
كارثة حقيقية
المرابطة المقدسية زينة عمرو، ترى أن الأعياد التلمودية تعد "كارثة حقيقية" على القدس والأقصى بشكل خاص، حيث تتزايد اقتحامات المستوطنين للمسجد.
وتؤكد عمرو في حديثها لصحيفة "فلسطين"، أن مدينة القدس تعيش ظروفًا قاسية، لا سيَّما في الأعياد اليهودية، حيث تتحول لثكنة عسكرية بإغلاق المداخل الرئيسة ومنع دخول المواطنين إليها.
وتقول: "في الآونة الأخيرة يعد الاحتلال الأعياد وسيلة وفرصة مناسبة لفرض سياسة الأمر الواقع على القدس والأقصى بشكل خاص، من أجل تحقيق حلمهم المزعوم ببناء الهيكل"، مشيرةً إلى أن أعداد المقتحمين تتزايد يومًا بعد آخر.
وتوضح أن الاحتلال يواصل سياساته العنصرية ضد الأقصى، بهدف فرض التقسيم الزماني والمكاني، مؤكدة أن المقدسيين يحرصون على التواجد في القدس منذ ساعات الصبح قبيل اقتحام المستوطنين.
وتشدد عمرو على ضرورة "شد الرحال إلى المسجد الأقصى والتواجد في ساحاته بشكل مستمر، من أجل التصدي لاقتحامات المستوطنين وإيصال رسالة لهم أنكم لن تستفردوا في الأقصى".
كما تطالب قيادة السلطة في رام الله بموقف ملموس واستخدام أوراق القوى التي تمتلكها قبل فوات الأوان، مناشدةً الأمتين العربية والإسلامية بالتدخل للدفاع عن الأقصى وتكثيف التواجد فيه لحمايته.
وتختم حديثها بتجديد تأكيدها "الأقصى في خطر وعلى الأمة أن تؤدي دورها بحمايته من الضياع لأن ما يُخطط له كبير جدًّا، لا سيَّما أن مخططات الاحتلال لم تعد سرًّا".
ولم يختلف الحال كثيرًا لدى المرابطة زينات الجلاد، التي تؤكد أن المستوطنين يكثّفون اقتحامهم للمسجد الأقصى خلال الأعياد اليهودية، وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال.
وتوضح في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن المستوطنين يقتحمون المسجد من باب المغاربة، ويكثّفون تواجدهم في ساحة باب الرحمة والمصلى القبلي، مشيرةً إلى أن حاخامات المستوطنين باتوا يشاركون في تلك الاقتحامات بشكل كبير.
وتشير إلى ممارسة المستوطنين طقوسًا تلمودية تستفز مشاعر المرابطين، عوضًا عن تشديد الخناق عليهم وإبعادهم عن المسجد ومنعهم من التواجد في ساحاته لعدة ساعات.
وتطالب الجلاد الكل الفلسطيني بضرورة حماية المسجد الأقصى، والتواجد بشكل دائم في باحاته، مشددة على أن "كل مسلم له الحق بالتواجد في الأقصى وحمايته".
وكانت الهيئة الإسلامية العليا، وجهت دعوة عاجلة للتصدي لمحاولات منظمات الهيكل المزعوم، اقتحام المسجد الأقصى المبارك، خلال الأعياد اليهودية الشهر الجاري.
ودعت الهيئة في القدس بتصريحات صحفية، إلى التصدي لدعوات ما تسمى بـ"منظمات الهيكل" المزعوم، الخاصة باقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك، خلال الأيام القليلة القادمة بمناسبة الأعياد التلمودية.