أطلق نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسم "مش قدها"؛ رفضاً لتراجع قيادة السلطة الفلسطينية عن قرارها قبول أموال المقاصة التي تحتجزها سلطات الاحتلال الإسرائيلي "منقوصة" وخصم أموال الشهداء والأسرى والجرحى.
وتداول النشطاء الوسم بشكل واسع على مختلف مواقع التواصل أبرزها "تويتر" و"فيسبوك"، مع طرح تساؤلات لقادة السلطة حول تراجعها عن تأكيداتها بأنها لن تستلم أموال المقاصة منقوصة، وهل سيتم دفع رواتب موظفي السلطة في قطاع غزة كاملة، بعد استلام جزء كبير من تلك الأموال.
وشهد الوسم تفاعلا بآلاف التغريدات من النشطاء والمواطنين، مع نشر تصريحات لرئيس السلطة محمود عباس خلال تعهده للشعب الفلسطيني بعدم استلام أموال المقاصة "منقوصة" من الاحتلال، وخاصة رواتب الشهداء والجرحى والأسرى.
وكان عباس قال في تصريح له نشر في فبراير/ شباط الماضي أثناء ترؤسه اجتماعا للجنة المكلفة بتنفيذ قرارات المجلس المركزي الخاصة بإنهاء الاتفاقيات مع الاحتلال: "إن السلطة الفلسطينية لن تستلم أموالا منقوصة قرشاً واحداً، ولن تقبل بذلك إطلاقا".
وخلافا لتعهدات عباس، أكد رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية حسين الشيخ، أنه التقى الخميس الماضي، وزير المالية بحكومة الاحتلال موشيه كحلون، وجرى الاتفاق على تحويل دفعة من أموال "المقاصة" للسلطة، دون أموال الشهداء والجرحى والأسرى.
غضب شعبي
الناشط السياسي إبراهيم المدهون، اعتبر عودة المقاصة للسلطة منقوصة وتنازل عباس عن "شرطه"، يحمل تخوفًا عميقًا على رواتب الأسرى وأهالي الشهداء واستحقاقاتهم.
وقال المدهون في تغريدة له عبر وسم "مش قدها": "نتمنى ألا تكون عودة الأموال على حساب حقوق أهالي الشهداء والجرحى، كون ذلك يعني حربًا على كل بيت فلسطيني، وأذيتهم ستدخل شعبنا ومجتمعنا الفلسطيني في أزمات غير مضمونة العواقب".
فيما كتب بهاء الدين الغول حول تراجع السلطة عن قرارها: "أطلق عباس تصريحات نارية، على وزن لن أستلم شيقلا واحدا إذا نقصت أموال المقاصة وخصم الاحتلال مخصصات الشهداء والأسرى، وها هو استلم 1.8 مليار شيقل".
الناشطة سميرة أبو شعر كتبت في تغريدة لها عبر وسم "مش قدها": "مصاري الشعب، الضرائب ونحوها، تؤخذ من الشعب وتستثمر في خدمة الشعب فحسب، لكن ما جدوى كون العدو الصهيوني هو من يتحكم حتى في عائدات أموالنا، عباس ممثل فاشل".
وقال خالد شبير في تغريدة له: "رئيس سلطة فتح محمود عباس يلهث وراء سراب المفاوضات التي أثبتت السنين أنها خيار عبثي، واليوم يلهث خلف حفنة من مال يستجدي الاحتلال للحصول عليها".
وتساءل رائد علي في تغريدة عبر وسم "مش قدها"، كتب فيها: عباس أكد مراراً أنه لن يستلم أموال المقاصة من سلطات الاحتلال منقوصة شيقلاً واحداً، ولكن تراجع، لذا ما هو السبب الذي دفعه لذلك؟
داود أبو ضلفة تساءل في تغريدة له: "لماذا تقبل السلطة استلام أموال المقاصة بعدما أزعجت رؤوسنا برفضها؟!".
ورأى أبو ضلفة تراجع السلطة "موقفا هزيلا يعبر عن الخضوع للاحتلال وموافقة ضمنية منها على عدم صرف مخصصات الشهداء والأسرى".
وفي أغسطس/ آب الماضي، سبق وأن استلمت السلطة عن 7 أشهر ماضية، جزءا من إيرادات ضريبة "البلو"، التي كانت تجبيها سلطات الاحتلال وتُحول مع أموال المقاصة، بقيمة ملياري شيقل.