نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أمس، تفاصيل قاسية ومروعة لتفاصيل الاعتقال والتحقيق مع الأسيرة هبة اللبدي من الأردن، المضربة عن الطعام منذ 14 يومًا ضد اعتقالها الإداري، والقابعة حاليا في عزل "الجلمة" بظروف صعبة.
ونقلت الهيئة عبر محاميتها، الإفادة الكاملة للأسيرة اللبدي حول ما تعرضت له في مراكز التحقيق والسجون الإسرائيلية، وإجبارها منذ اعتقالها على معبر الكرامة على خلع ملابسها، وتقيد يداها ورجليها بقيود حديدية ومن ثم نقلها لقاعدة عسكرية.
وعبرت عن صدمتها وشعورها بالحرج والإذلال أثناء مراقبة المجندات لخصوصيتها ودخولها الحمام.
وقالت: "وصلت مركز تحقيق بيتاح تكفا الساعة الثامنة مساء، كنت مرهقة كثيرًا بسبب أني مسافرة منذ ساعات الصباح الباكر وبسبب كل المعاملة القاسية، أنزلوني درج وممرات ضيقة وكانت زنازين تحت الأرض، كانت المجندة المرافقة لي تدفعني دفعاً وتتعامل بطريقة عدوانية، ارتحت بالزنزانة حوالي نصف ساعة وبعدها أخذوني للتحقيق لغاية ساعات الفجر من اليوم التالي".
وأوضحت: "أول 16 يوم تقريبا كان التحقيق متواصل منذ حوالي التاسعة صباحاً لغاية الساعة الخامسة فجراً من اليوم التالي خلال هذه الساعات الطويلة ينزلوني للزنزانة مرتين أوقات وجبات الأكل كل مرة حوالي نصف ساعة فقط، بعدها تم نقلي لغرف عصافير مجدو والجلمة ومن ثم أعادوني لتحقيق بيتاح تكفا. مكثت على ذمة التحقيق حوالي 35 يوماً بظروف قاسية جدا جداً".
وقالت: "التحقيق كان عبارة عن تعذيب نفسي وكان عنيف جداً فمنذ نحو التاسعة صباحاً لغاية ساعات الفجر من اليوم التالي، ساعات طويلة جداً بغرفة التحقيق جالسة على كرسي مقيدة ومربوطة بالكرسي والكرسي ثابت بالأرض، الشيء الذي سبب لي آلامًا شديدة بالظهر والأيدي والرقبة، المحققين كانوا يصرخون علي بصوت عالي وكانوا يجلسون شبه متلاصقين بي حيث كانت كراسيهم قريبة مني وكانوا يحيطوني وكأنهم يتعمدون ملامسة رجلي فكنت أحرك رجلي وأبعدها، طريقتهم مستفزة جداً، يبصقون عليينعتوني بأقذر الصفات ويسبوني".
وتابعت: "بعض ما قالوه لي بأنني: حقيرة، فاشلة، سافلة، صرصور، حيوانة، أنت حشرة، أنت بشعة كثير، انصرفي، راح تعفني بالزنازين، كلام قاس جدًا أول مرة أسمعه بحياتي، قالوا لي: أنت متطرفة وسبوا الدين الإسلامي والمسيحي".
وأوضحت اللبدي أنه تم تهديدها وضغطوا عليها بقولهم: "أنهم اعتقلوا أمي واختي وهددوهم بهدف سحب اعتراف مني حيث قالوا لي اعترفي أحسنك، وبعد أن يأسوا ومحاولاتهم بائت بالفشل هددوني بالاعتقال الإداري حيث قالوا لي ما عنا دليل ضدك بس عنا الاعتقال الإداري مع صلاحية لتجديده لمدة سبع سنوات ونصف وبعدها راح نحبسك بالضفة تحت عيوننا ونمنعك تروحي الأردن".
ولفتت إلى أنه "حقق معها كم كبير من المحققين.. كانت معاملتهم سيئة وتصرفاتهم سيئة جدًا وكانوا يسبون ويشتموا كان المحققون يلعبون أدوارًا فأحدهم يمثل أنه جيد والأخر سيء التعامل".
ونوهت إلى أنهم وضعوها "بزنزانة ضيقة مليئة بالحشرات.. حيث كنت أصحو والصراصير والنمل والحشرات على ملابسي، أعطوني بيجامات رائحتها كريهة ووسخة، الحيطان إسمنتية خشنة من الصعب الاتكاء عليها، فرشة رقيقة بدون غطاء، بدون وسادة، الضوء مشعل 24 ساعة مزعج للنظر، بدون تهوية طبيعية وبدون شبابيك رطوبة عالية معطل وبدون ماءالرائحة كريهة طلبت فورة نصف ساعة، فرفضوا".
وأكدت أن المحققين تعمدوا تعذيبها وإهانتها وإذلالها، لافتة إلى أن القنصل الأردني زارها بتاريخ 3 سبتمبر/ أيلول المنصرم تقريباً وبعد زيارته تم نقلي إلى سجن "الجلمة" ثم "مجيدو" أيام بهدف انتزاع اعتراف عند العصافير، "حيث كان يحضر رجال على باب الزنزانة هناك ويدعون أنهم أسرى ويقولون لي احكيلنا اللي ما حكيتيه بالتحقيق، احنا بنحاول نساعدك، والخ، طبعاً لم يكن لدي شيء لأقوله لهم".
واستطردت: "بعدها أخبروني بأنهم سينقلوني لسجن الدامون مع باقي الأسيرات، وصلنا الدامون انتظرت بالبوسطة ساعتين وبعدها قالوا لي بانه عندي محكمة وإذ بهم ينقلوني لسجن مجيدو حيث بقيت 3 أيام هناك، كان هناك برد شديد طلبت حرام فلم يعطوني سوى شرشف وفرشة رقيقة بدون ملف وبدون وسادة، كمية النمل التي كانت غير طبيعية وكأني اسبح بالنمل".
تابعت: "وبعد ذلك تم ارجاعي لتحقيق بيتاح تكفا حيث صدمت عندما أعادوني للتحقيق لأنهم أعلموني بانتهاء التحقيق ونقلي للدامون، مديرة معتقل بيتاح تكفا عندما أرجعوني من عند العصافير حكتلي: إذا ما قدرتي تتحملي الوضع وبدك مهدئات ومنوم بعطيك لأنه الكل هون بوخذ مهدئاتفقلت لها: اعطيهم للمحققين الذين فقدوا أعصابهم وهم يحققوا معي فهم يحتاجوه أكثر مني".
ونوهت إلى أن "العنف النفسي أشد من العنف الجسدي فهو متعب أكثر وآثاره لا تزول وهم كانوا يتعمدون ارهاقي نفسيًا، كمية الحقد والعدوانية لم اراها من قبل كنت اشعر انني بمحددة كلها أبواب واقفال حديدية وكذلك قلوبهم من حديد، انا فقدت الإحساس بوجودي كإنسانة فهم لا يعرفون الإنسانية وقد أخبرت المحقق أن التعذيب النفسي عندهم أشد وأعظم من الجسدي فقال لي انه يعلم ذلك".
وذكرت أنه سلطات الاحتلال سلمتها بتاريخ 24 ايلول المنصرم أمر الاعتقال الإداري لمدة 5 شهور واحتجاجاً على ذلك قمت بالإعلان عن الاضراب المفتوح عن الطعام، إدارة وضابط مخابرات سجن "الدامون" حاولوا اقناعي بالعدول عن الخطوة فرفضت وقلت لهم ان مأساة الاعتقال الإداري يجب أن تنتهي وأنا ذاهبة للنهاية فإما النصر وإما الشهادة.
وأردفت بالقول: يوم الخميس 26 سبتمبر تم نقلي كعقاب على الإضراب إلى زنازين "الجلمة"، اقبع بزنزانة بها 4 كاميرات مراقبة، لا أستطيع تبديل ملابسي، الحمام بابه من زجاج
ولفتت إلى أنها طلبت قران كريم وفراش صلاة، "بالبداية رفضوا وبعد ان اخبرتهم بانه من حقي ممارسة شعائري الدينية وبأنني سوف أخبر منظمات حقوق الانسان تم إحضار لي قران كريم من أغراضي التي حملتها من سجن الدامون والتي حرموني منها بمعتقل الجلمة، تم حرماني من جميع اغراضي فهي موجودة عندهم ولكن لم يعطوني إياها، فأنا بنفس الملابس ونفس الملابس الداخلية".
وأشارت إلى أن إدارة السجن منعتها من الخروج للفورة، ولفتت إلى "تفتيشات بشكل كبير ومستفز تصل أحياناً الى 5-6 تفتيشات باليوم هذا غير وقت العدد وبالرغم من وجود 4 كاميرات مراقبة، ضغط نفسي كبير".
وتعاني اللبدي حاليا من نبضات قلب سريعة، ونقص شديد بالأملاح، أوجاع معدة شديدة.
وختمت الأسيرة اللبدي حديثها: "ما عانيته بالتحقيق وظروف الاعتقال لغاية اليوم من بشاعة وفظاعة وقساوة هو شيء كنت اعتقد انه خيالي ولكنني عشته وهو شيء غير طبيعي وظلم كبير، كنت اسمع عن معاملتهم ولكن ليس بالحجم الذي عشته وجربته فهو أكبر ظلم للإنسانية لذلك الموت ولا المذلة".