بعد مخاض عسير، وجولات مكوكية من الحوار، استمرت ثلاثة أيام متواصلة؛ أعلنت نقابة المعلمين الأردنيين وقف الإضراب عن العمل بعد توقيع اتفاقية تفصيلية مع الحكومة تلبي مطالب المضربين، خاصة العلاوة المالية.
وعلى مدى 72 ساعة وأكثر، تحاور الطرفان على قائمة طويلة من الطلبات؛ أبرزها العلاوات المالية، حيث حصل المعلم على علاوات مالية تتراوح بين 35 و75% من الراتب الأساسي، وفق نظام الرُتب.
مفاوضات إنهاء الإضراب تمت في نقابة المعلمين، حاملة معها إشارات تقدير رسمي للنقابة والمعلمين، وبحث حثيث عن حلول للأزمة من الطرفين.
تفاصيل الاتفاق
وفي تفاصيل الاتفاق التي أعلن عنها منتصف الليلة وزير الدولة للشؤون القانونية مبارك أبو يامين ونائب نقيب المعلمين ناصر النواصرة في مؤتمر صحفي؛ حصل المعلم المساعد حديث التعيين في وزارة التربية والتعليم على علاوة بنسبة 35% من الراتب الأساسي.
أما رتبة المعلم بخبرة أقل من عشرة أعوام فحصل على علاوة بنسبة 40%، في حين حصل المعلم الأول أقل من 15 عاما في التربية على علاوة 50% من الراتب الأساسي، وحصل المعلم الخبير، أي بخدمة أكثر من 15 عاما في التربية، على علاوة بنسبة 65%.
وخلال المفاوضات تم استحداث رتبة جديدة للمعلم القائد الإداري، وحصل على علاوة هي الأعلى بين المعلمين بنسبة 75%، ومن ضمن الاتفاق أن يسري بدء تطبيق العلاوات اعتبارا من مطلع العام القادم 2020.
وبخصوص تعويض الطلبة عما فاتهم من دروس، قال النواصرة إن النقابة ستنسق مع وزارة التربية لتنفيذ خطة تتضمن تعويض الطلبة عن كل حصة ويوم دراسي.
وخلال جولة الحوار المسائية، احتشد مئات من المعلمين أمام نقابتهم مرددين هتافات داعمة لمجلس نقابتهم في مفاوضات الحل النهائي التي أفضت للاتفاق.
وبقرار نقابة المعلمين فك الإضراب بعد اتفاقها مع الحكومة على العلاوة، يعود نحو مليون ونصف مليون طالب وطالبة لفصولهم الدراسية، في أربعة آلاف مدرسة حكومية بأنحاء المملكة.
اعتذار حكومي
وصباح السبت، قدم رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز رسالة تقدير للمعلم في يومه العالمي، ثمّن بها دور المعلمين، وقدّر لهم صبرهم على "الأوضاع المعيشية الصعبة والبيئة الصفية البعيدة عن الطموح".
ورد نقابة المعلمين على رسالة الرزاز الدافئة لم يتأخر كثيرا، فـ"اعتذار رئيس الوزراء خطوة في الاتجاه الصحيح، وننتقل الآن إلى الخطوة التالية وهي تحقيق مطلب العلاوة".
وأبرقت النقابة رسالةً للمعلمين في يومهم، عبرت فيها عن إيمانها الراسخ بأن "الخطوة الأولى لتطوير النظام التعليمي يبدأ من تطوير المعلم وتحسين ظروفه المعيشية ودفع مكانته في المجتمع، وتقزيم دوره ما هو إلّا دعوات لإخراج جيل مهزوم لا يؤمن بنفسه ولا بقضاياه الوطنية وتحديات عصره".
نهاية الأسبوع كانت ساخنة في أروقة نقابة المعلمين مساء الجمعة، ثم انتقلت السخونة إلى بيت الرئيس الرزاز في جبل اللويبدة (وسط العاصمة عمان)، حتى مطلع فجر السبت، وبحث فيها الطرفان كافة الملفات العالقة بين النقابة والحكومة.
ووفق مصدر خاص شارك في الاجتماع، فإن ممثلي النقابة شاركوا في إعداد رسالة الاعتذار التي قدمها الرزاز للمعلمين، وحرص الطرفان على تذليل كافة العقبات أمام عودة المعلم إلى فصله الدراسي مرفوع الرأس.
يشار إلى أن إضراب المعلمين -الذي استمر نحو شهر- يعد أطول إضراب في تاريخ المملكة.