فلسطين أون لاين

​التغول الإسرائيلي في الضفة.. حرب يومية لا تتوقف رحاها

...
صورة أرشيفية
رام الله-غزة/ أحمد المصري:

يومياً وعلى مدار الساعة، وعلى مرأى أعين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، استباحة مدن الضفة الغربية المحتلة، وقراها وبلداتها، على طول مساحة مواقعها، منفذًا سلسلة اعتداءات واعتقالات متكررة في صفوف المواطنين لا تتوقف رحاها تحت أي ظرف من الظروف.

وقد اقتحم جيش الاحتلال، أمس، عددًا من مدن الضفة الغربية، وشن حملة اعتقالات طالت نحو سبعة عشر مواطنًا، بينهم أسرى محررون، بعد مداهمة منازلهم، فيما كشفت سلطات الاحتلال عن اعتقال أربعة مواطنين من وسط مدينة رام الله متهمة إياهم بالمسؤولية عن عملية "دوليب" الفدائية التي قتلت على إثرها مستوطنة.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي د. عبد الستار قاسم إن مسلسل الاعتداءات والاعتقالات الإسرائيلية في الضفة الغربية بات وسمًا يوميًا، ونهجًا أصيلًا لا تتخلف عنه أجهزة الاحتلال مطلقا.


قناعة يقينية

ويؤكد قاسم وهو أستاذ العلوم السياسية، لصحيفة "فلسطين"، أن المتتبع للصورة الحية في مدن الضفة الغربية يتوصل لقناعة يقينية أن سلطات الاحتلال هي السلطة الأساسية القائمة، وأن السلطة الفلسطينية هي "سلطة شكلية" ليس أكثر من ذلك.

ويضيف "أدق ما يمكن قوله إن ما يجري هو تطبيق للاتفاقات ما بين السلطة والاحتلال"، موضحا أن "هناك نصا واضحا في اتفاق أوسلو أن الأمن الإجمالي يبقى في يد (إسرائيل)".

ويشير إلى أنّ تقسيمات أوسلو للمناطق المعروفة بمناطق (أ) و(ب) و(ج) والتي تقع مسؤولية السلطة على جزء كبير منها، هي ملغاة فعليا وفق عبارة "الأمن الإجمالي يبقى في يد (إسرائيل)".

ويؤكد قاسم أنه حسب إدراك السلطة لاتفاق أوسلو، فإن الاحتلال لا يمارس انتهاكًا بتوغله في الضفة الغربية، وقيامه بأي "نشاط" ينفذ عبره عمليات "القتل والاعتقال" على الأرض.

ويشدد على أن الحالة الإجمالية من التغول الإسرائيلي، وتراجع القضية الفلسطينية، وانتكاستها، هي حصيلة فعلية للمشروع السياسي لحركة فتح والسلطة التي تقف صامتة وعاجزة أمام أي فعل إسرائيلي.

ورصد مركز أسرى فلسطين للدراسات 119 ألف حالة اعتقال نفذتها سلطات الاحتلال منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، من بينهم 2070 امرأة وفتاة، و16490 طفلًا، و68 نائبًا في المجلس التشريعي.


حكم ذاتي

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات، أنّ الفلسطينيين في الضفة الغربية فعليًا هم أمام حالة غير مسبوقة من التغول والتوحش الإسرائيلي اليومي، مضيفا أن "المواطن يرى بعينيه الجيبات العسكرية الإسرائيلية تجول بكل سهولة ويُسر في عمق مدن الضفة وتقوم بما تشاء وما يحلو لها".

ويضيف عبيدات لـ"فلسطين" أن الاقتحامات والاعتقالات باتت بمثابة عمل يومي لقوات الاحتلال في الضفة الغربية، وكل شيء يجري بصورة طبيعية جدا، ودون ردة فعل تؤكد أن السلطة موجودة على الأرض، مشددًا على أن سياسة السلطة لا تنفلت عن تفسير الالتزام الحرفي باتفاق أوسلو وسياسة التنسيق الأمني.

ويؤكد أن الاحتلال يتحكم في كل مناحي الحياة في الضفة الغربية، وأن من يتحدث غير ذلك فهو مجاف للحقيقة، مشيرا إلى أن السلطة لا سيطرة لها على الأرض، وتتمثل سلطتها في إدارة حكم ذاتي محدد.

ويكمل: "السلطة مع التوغل الإسرائيلي الفاحش، وعمليات الاقتحام والاعتقالات اليومية، لا سيطرة لها على الأرض"، لافتا إلى أنها تقوم على أكثر الأحوال بأمور خدماتية، كما كانت مهام روابط القرى قبل قدومها للضفة الغربية وقطاع غزة عام 1993.

ويرى أن السلطة ورغم الاعتداءات الإسرائيلية اليومية في مدن الضفة، لا تزال تراوح مكانها، وذلك في إطار رهانها على المشروع التفاوضي مع الاحتلال، مشيرا إلى أنه وفي ظل ذروة التوحش والتوغل الإسرائيلي تصرّح السلطة بأنها جاهزة للتفاوض مع الاحتلال، وتضعه خيارا استراتيجيا لا غنى عنه أو بديل.