كشف عزام الأحمد على شاشة الميادين في لقائه الأخير عن شخصية الفلسطيني المتشنج الذي لا يصلح إلا لاتهام الآخرين، ومصادمتهم بمبرر ودون مبرر. وقدم للأسف صورة مهزوزة لحركة فتح والسلطة أمام مبادرة الفصائل، وقبول حماس لها؟! الرجل كان يريد رفض مبادرة الفصائل، بدليل إحضاره وثيقة الفصائل ووثيقة مصرية زعم أنها مقدمة من حماس، ولكن الرجل المتشنج ترك هدفه وانحرف إلى التلاسن مع المذيعة، وأضاع أكثر من ثلث ساعة من وقت البرنامج وهو يزعم أن المذيعة تقاطعه، بينما هي تعيد عليه جملة ( تفضل، اتكلم). الرجل فيما يبدو كان لا يسمع، أو يسمع ولكنه يرفض أن يعقل ما يسمع؟!
لم نستفد نحن كمشاهدين من اللقاء، وكل ما قاله اللقاء وعزام إن فتح ترفض ورقة الفصائل، وتتهم الفصائل بالمناورة، وأنه لا قيمة لورقتهم، ونستنتج من ذلك أنه لا مصالحة قريبة أو بعيدة في عهد محمود عباس، وحامل ملف المصالحة عزام الأحمد. وأن المصالحة تنتظر أن يحدث فيهما تغيير. عزام ليس الرجل الصالح لملف المصالحة، وملف الفصائل والعلاقات الوطنية، لأنه سريع الغضب، ويستعلي على الآخرين بلا مبرر للاستعلاء.
المسألة التي أتحدث فيها لا تستهدف الشخص، ولكن تستهدف أداء الشخص في قضية عامة، وفي ملف عام يهم كل أفراد الشعب. ومن المؤسف أن تنعكس شخصية حامل الملف على الملف نفسه، فيجد المرء عسرا في الفصل بينهما. نحن نريد إعادة اللحمة للضفة وغزة، وربما فكرة المصالحة فكرة معيقه، لأن اللحمة يمكن أن تعود بمصالحة الفصائل، وبعدم مصالحة الفصائل، فالمصالحة قضية شخصية، واستعادة اللحمة قضية وطنية، وبمكنة الأحزاب أن تعمل للوطن عادة، وإن اختلفت في الرؤى السياسية.
عزام فشل في الدفاع عن رؤية فتح، ورؤية السلطة، أمام ورقة الفصائل، والانطباع الذي تولّد عن المقابلة أن فتح لا تريد المصالحة، ولا تريد استعادة اللحمة مع غزة، ربما لأن الاحتلال لا يريد ذلك، وربما لأن السلطة تتهرب من تبعات عودة اللحمة، وتريد أن تبقى غزة خارج النفقات الوطنية العامة.
هل يمكن لفتح أو السلطة استبدال عزام بعد الأداء الفاشل، أم عزام يمثل الأداء المحبب للسلطة وفتح؟ ولا مانع من التضحية بشخصه لصالح فتح، وتحميله أعباء ذلك لاحقا. ما يمكن قوله إن أعضاء من فتح استمعوا للقاء الأخير، وكانوا ممتعضين كثيرا، ورافضين للأداء الفاشل ؟!