فلسطين أون لاين

​خلال ندوة نظمتها دائرة القدس بحركة حماس

دعوات لوضع إستراتيجية إسلامية لمواجهة المخاطر المحدقة بالقدس

...
جانب من الندوة - عدسة صحيفة فلسطين
غزة/ إبراهيم الحواجري:

دعت فصائل وشخصيات إعلامية فلسطينية لضرورة وضع إستراتيجية فلسطينية عربية إسلامية لمواجهة المخاطر المحدقة بمدينة القدس والأقصى، محذرة الاحتلال من استمرار اعتداءاته على القدس.

وأكدت الفصائل خلال ندوة نظمتها دائرة القدس بحركة حماس اليوم، بعنوان "القدس عنوان الانتفاضة والثورة" في الذكرى التاسعة عشرة لانتفاضة الأقصى أن الهجمة الإسرائيلية على القدس والمسجد كبيرة وممنهجة وأنها تهدف لتهويد كل ما في القدس المحتلة.

وشارك في الندوة عن حركة حماس د. زكريا الهور، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية صالح ناصر، والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، وعدد من الشخصيات الوطنية والإسلامية، بالإضافة لعدد من الكتاب والمحللين السياسيين.

وحمل الهور الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات بحق القدس التي تتعرض لهجمة احتلالية شرسة هدفها إنهاء الوجود الفلسطيني فيها، مشددا على أن مدينة القدس ستحرر قريبا جداً.

ووجه نداء إلى كل الأحرار في العالم بأن يلتفتوا إلى مدينة القدس وما يحدث فيها، كما طالب أبناء الأمة العربية بألا يتركوا مدينة القدس ، مؤكداً أن حركة حماس والمقاومة الفلسطينية لن تترك أهالي القدس وحدهم، وستكون جسدا واحدا معهم.

صندوق القدس

من جهته أكد صالح ناصر أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، أعطى لحكومة الاحتلال غطاءً سياسياً كثيفاً لمواصلة أعمال التهويد والأسرلة والحصار والضم في القدس المحتلة.

وأوضح ناصر أن الاحتلال يواصل طرد المقدسيين من منازلهم وإحلال مستوطنين بدلاً منهم لإغراق القدس بالسكان اليهود، والعمل على نزع الصفة المقدسية عن أبناء المدينة بتشريعاته الجائرة، وحفر الأنفاق أسفل القدس، وشق الطرق ومد خطوط السكك الحديدية وتعميق عزلة المدينة عن محيطها الفلسطيني لإحداث التحول المطلوب اقتصادياً وديمغرافياً.

وحذر من تأزيم وتفجير الأوضاع في مدينة القدس على غرار الزيارة الاستفزازية التي قام بها شارون عام 2000 التي أشعلت الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وطالب بتوحيد المرجعيات الوطنية في مدينة القدس، والعمل على رصد موازنة خاصة تستجيب لحاجاتها بما يخدم مشاريع مدروسة تهدف لتعزيز صمود المقدسيين ومؤسساتهم على اختلاف وظائفها.

ودعا ناصر لتبني رؤية سياسية وخطط عملية مدعومة مالياً لمواجهة سياسة التهويد والضم بما في ذلك دعم المنازل المهددة بالمصادرة تحت ذرائع مختلفة.

وطالب السلطة في رام الله بدور سياسي ودبلوماسي نشط في مواجهة سياسة الاحتلال، بتفعيل قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن خاصة القرار 2334 الذي جدد التأكيد على أن القدس جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة في عدوان 1967، وتبني سياسة ميدانية فعالة لدعم صمود القدس وصون موقعها عاصمة لدولة فلسطين.

حراك جماهيري

بدوره قال أحمد المدلل: "على قادة العالم العربي والإسلامي أن يتحمّلوا مسئولياتهم التاريخية نحو القدس والأقصى وفلسطين، مطالباً بحراك جماهيري فلسطيني وعربي وإسلامي.

وأوضح المدلل أن الانقسامات العربية والصراعات داخل الوطن العربي والصمت الدولي والعربي والإسلامي ساهمت في تشجيع الاحتلال على الغطرسة والمزيد من العدوان ، مبيناً أن انشغال الأمة عن قضية فلسطين المركزية شجع الاحتلال على التمادي بجرائمه واستيطانه بحق القدس.

وأكد المدلل أن مسيرة العودة مستمرة ولن تتوقف حتى تحقيق أهدافها ، وأهمها الدفاع عن القدس.

من جانبه طالب محمد البريم الناطق باسم لجان المقاومة خلال مداخلة له بتفعيل جميع أشكال المقاومة في الضفة الغربية والقدس وغزة لمواجهة الخطر الذي تواجهه القدس، وفضح كل من يتآمر على القضية الفلسطينية.

وشدد البريم على أن المفاوضات بين السلطة و(إسرائيل) أثبتت فشلها على مدار الأعوام السابقة، مشيراً إلى أن المفاوضات أعطت الشرعية والغطاء السياسي للاحتلال بالاستمرار في تهويد المدينة المقدسة، وزيادة الكتل الاستيطانية، وجعلت نتنياهو يريد ضم الضفة المحتلة والأغوار وغير ذلك.

ووصف موقف السلطة من قضية القدس "بالهزيل"، ولا يرتقي لمستوى تضحيات أهالي القدس، وجعلت نتنياهو يتبجح بقوله سأضم الضفة الغربية ضارباً بعرض الحائط جميع المعاهدات والاتفاقيات.

بدوره قال وليد مقداد في كلمة حركة المجاهدين: "يجب تعزيز الحاضنة الجماهرية في كل دول العالم التي تدافع عن القدس، وأن يدرس موضوع القدس لجميع مراحل المدارس في العالم العربي والفلسطيني".

إستراتيجية إعلامية

ومن جانبه أكد الإعلامي عماد الإفرنجي ضرورة وضع إستراتيجية إعلامية وطنية عربية لمواجهة كل الأخطار المحدقة بالقدس، لافتاً إلى أن القدس مغيبة عن المشهد الإعلامي العربي وهو أمر خطير.

وقال: "إن القدس تحتاج لجهد حقيقي لحمايتها من انتهاكات الاحتلال، بل يجب ألا نسلم بمصطلح (القدس الشرقية)، بل استخدام مصطلح القدس عاصمة الدولة الفلسطينية".

ويتفق مدير تحرير صحيفة "فلسطين" مفيد أبو شمالة خلال مداخلة له في ضرورة وضع إستراتيجية إعلامية لمواجهة كل الأخطار المحدقة بالقدس ، متسائلا :"أين دور منظمة التعاون الإسلامي مما يحدث بمدينة القدس، أين السفارات الفلسطينية مما يحدث بمدينة القدس؟".

وأضاف أن المطلوب هو تشكيل سفراء من الشعب الفلسطيني يتحركون في جميع أنحاء العالم من أجل تعريف الشعوب بالأخطار التي تواجهها القدس.

كما دعا أبو شمالة لضرورة عقد مؤتمرات عربية لحماية القدس ، ومواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، وألا تقتصر قضية القدس على ندوات وورش عمل هنا وهناك فقط.

أما المحرر شعيب أبو سنينة، فنبه إلى أن الدعم المالي والإعلامي تجاه مدينة القدس ضعيف جداً، منبهاً إلى أن نسبة الفقر بين أبناء مدينة القدس وصلت 80%، داعيا إلى توفير الدعم المالي والفوري لتعزيز صمود أهل القدس.

وبين أبو سنينة أن الاحتلال يفرض قوانين خطيرة على العائلات الفلسطينية الموجودة بالمدينة المقدسة، وهذا يهدد وجودهم وصمودهم.