فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

الإبادة في يومها ال 365.. قصف مدفعيّ متواصل وغارات عنيفةً بـ "الأحزمة النَّاريَّة" على شمال قطاع غزَّة

"عقب الغارات الوحشيَّة على الضَّاحية الجنوبيَّة".. حزب اللَّه يُعلق على "شائعات" اغتيال صفي الدِّين

قطف ثمار الزَّيتون.. إصرار لمزارعي قطاع غزَّة وسط الحرب

عام على الإبادة.. دعوات مغربيَّة لمسيرة تضامنيَّة مع غزَّة غدًا الأحد

نقص حادّ في الأجهزة الإلكترونيَّة وارتفاع أسعار الصِّيانة في غزَّة

الاحتلال يقرُّ بخسائر جديدة في معارك غزَّة ولبنان.. وضابط "إسرائيليّ" يكشف: الجيش لا يملك ما يكفي من الرِّجال أو الدَّبَّابات

"عبر الزَّمن، الفاشيَّة لا تظهر فجأة".. هآرتس: تحذيرات من تمرُّد مدنيّ يقود إلى حرب أهليَّة في "إسرائيل"

باحث تركيّ لـ "فلسطين أون لاين": (إسرائيل) لم تحقق أهم الأهداف التي وضعتها لحربها على غزَّة

"تثير الدَّهشة بالفعل".. تقارير عبريَّة: الجيش يواجه تعقيدات في التَّعامل مع المسيرات العراقيَّة

تحقيق يكشف: واشنطن تجاهلت سوء استخدام "إسرائيل" للقنابل الأمريكية ضد المدنيين بغزَّة

​"أم الثوار" .. رصاصة إسرائيلية أقعدت جسد "رضا البنا" ولم تقتل إرادتها

...
صورة أرشيفية
غزة/ يحيى اليعقوبي:

بين الأمس واليوم، اختلف الحال بالنسبة للأربعينية رضا البنا، بعد تعرضها لإصابة في قدمها خلال مشاركتها في مسيرات العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة.

فقبل إصابتها كانت "البنا" تقوم بتزويد المتظاهرين ولا سيما الشباب الثائر بمياه الشرب، والتطوع في علاجهم للتخفيف من آثار قنابل الغاز السامة التي تطلقها قوات الاحتلال بغزارة صوب المتظاهرين السلميين.

لكن "البنا" اليوم تشارك المتظاهرين، الذين يحتشدون على بعد مئات الأمتار من السياج الفاصل بين غزة والأراضي المحتلة عام 1948م، على كرسي متحرك تقوده ابنتها، لا سيما أن جراحها أقعدتها طريحة الفراش غير أن إصرارها وإرادتها وعزيمتها لم تتغير.

عقارب الساعة تقترب من السادسة والنصف مساء، لحظات بقيت على غروب الشمس بدأت بتفقد أبنائها التسعة (خمس بنات وأربعة ذكور) الذين قدموا معها للمشاركة في جمعة "انتفاضة الأقصى والأسرى"، حتى هدأت نيران قلبها المتوترة مع حضور آخر فرد حولها.

إصابة مباغتة

في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2018م وما إن انتهت "البنا" من رش محلول على وجه متظاهر أغمي عليه من أثر قنابل الغاز السامة، حتى باغتها قناص إسرائيلي بإطلاق رصاصة متفجرة أصابت ساقها اليمنى.

تعود في حديثها لتلك اللحظة: "بعدما انتهيت من رش المحلول على وجه الشباب، عدت لترديد الهتافات مع الشباب وكنا ننشد: علا يا بلادي علا.. الموت ولا المذلة.. وحينها تعرضت للإصابة".

المشهد يفترش ذاكرتها التي لم تنسَ تفاصيله بعد، "فبعد إصابتي قام جنود الاحتلال بإلقاء قنابل الغاز بغزارة بالقرب منى لتأخير عمليات الإسعاف".

وهكذا دفعت الأم الفلسطينية ضريبة تقديم خدمة علاجية إنسانية تطوعت بها لرش المحاليل الطبية على وجوه المتظاهرين -كانت تعتقد أنها محمية بعرف القانون الدولي- لكن حتى هذه الخدمة لم تشفع لها أمام جنود الاحتلال وقناصته، وكانت هدفًا متنقلًا لهم، ولم تدرك وهي تتنقل بين صفوف المتظاهرين أنها تحت نظر قناص إسرائيلي يضع يده على زناد بندقيته وينتظر الفرصة المناسبة.

وعلى كرسي بلاستيك أسود اللون تمد "البنا" قدمها اليمنى المغطاة بالشاش الأبيض وجهاز تثبيت العظام، وعلم فلسطين يلتف حول رقبتها، تقول: "كنت أساند المتظاهرين، وأمدهم بالطاقة والعزيمة وأحثهم على المشاركة وأدعمهم كغيري من النساء بسقيا الماء ورش المحاليل، فهم يحتاجون إلى من يقف معهم".

آلام مضاعفة

عانت "أم أحمد" كثيرًا أثر إصابتها، فما زال الألم ينخر جسدها، ومنذ أكثر من عام تأتي للمشاركة في مسيرات العودة وكسر الحصار على كرسيها المتحرك ولم تتخلف جمعة واحدة، سوى الفترة التي خرجت فيها إلى جمهورية مصر العربية لاستكمال إجراء العمليات الجراحية اللازمة لحالتها الصحية.

وتحتاج إلى عملية جراحية لزراعة 5 سم من العظام في ساقها المصابة.

"أم الثوار".. هكذا يطلق عليها المتظاهرين في مسيرات العودة (مخيم ملكة)، لا تخشى من جنود الاحتلال فعزيمتها وإصرارها أكبر من كل رصاصهم.

"أنا ما بستسلمش للاحتلال".. بهذا تتحدى ألمها، وتقول "أم الثوار": "أصبر على هذا الوجع إلى أن أعود وأمشي على قدمي وأساند الشباب الثائر وسأبقى صابرة على جراحي وآلامي بعزيمة وإصرار".

تجسد رضا البنا دور المرأة الفلسطينية في بذل التضحيات الكبيرة في سبيل الوطن، وتقول: "للمرأة الفلسطينية دور مهم في مسيرات العودة، كنا في السابق نتقدم الصفوف الأمامية ونخرج شبابا محاصرين بين رصاص الاحتلال، نتحدى قنابل الغاز والرصاص المطاط.. ولكننا لم نستسلم".

وتضيف: "المرأة الفلسطينية تشارك في إعداد الطعام والشراب وتحث الشباب على المشاركة إلى جانب المهام الإسعافية والتطوعية".

مواقف كثيرة واجهت الجريحة، لكنها ما زالت تذكر ذاك الشاب الذي لم تنسَه: "كنت أحاول إسعاف أحد الشباب الثائرين بعدما تعرض للإصابة برصاص قناص إسرائيلي، إلا أن روحه ارتقت وهو بين يدي".