يحاول الصياد بسام أبو الصادق فك وتسليك السلطعونات المتعلقة بشباك الصيد الخاصة به، ليملأ بكمياتها الكبيرة الصناديق البلاستيكية الزرقاء، بينما يقول إن الرزق وفير هذا العام وأفضل من السنوات الماضية.
ويعد سبتمبر/ أيلول وأكتوبر تشرين الثاني من كل عام، موسما مميزا للسلطعونات الشهيرة غزيًا بـ"الجلمبات"، فهذا ما يلمسه الصيادون والتجار والمواطنون، سواء كان فيما يتعلق بالكميات المطروحة في الأسواق وتوافرها أو بالنسبة للأسعار المناسبة لكل فئات المجتمع المحلي.
وأوضح أبو الصادق أن الصيادين سعداء في هذا العام فيما يتعلق بأسماك السلطعون التي يلاحظ إقبال واضح من المواطنين على شرائها، لافتًا إلى أن هذه الأسماك متوفرة من شمال القطاع حتى جنوبه، ويمكن للمواطنين شراؤها.
أما التاجر محمد أبو الخير الذي كان يعرض ما اشتراه من أسماك في حسبة السمك في مدينة غزة، بين أن العام الحالي فيه كميات جيدة جداً من السلطعونات وأنواع أخرى من الأسماك التي يتزامن موسمها مع السلطعونات مثل الغزلان، الجمبري والكلماري.
وقال أبو الخير لـ"فلسطين" إن: "السلطعونات أصبحت من الأسماك التي تحب الناس شراءها وطبخها بطرق عدة، ونلمس ذلك من خلال الإقبال الكبير على شرائها"، لافتًا إلى أن الكميات الوفيرة التي يصطادها الصيادون ساهمت في انخفاض أسعارها".
وأضاف أبو الخير :" سعر صندوق واحد من السلطعونات لا يتجاوز الـ20 شيكلاً فقط، وهو مبلغ مناسب للمواطنين والتجار والصيادين، كما أنه أفضل من أسعار العام الماضي التي كان يصل فيها سعر الصندوق الواحد منها إلى 50 شيكلاً".
وذكر أن ربات البيوت أصبح لديهن خبرة في طبخ هذا النوع من الأسماك ويتفنن بعمل وجبات لذيذة منه، مثل: الشوربة، الشوي، السلق، أخذ لحم السلطعون وعملها زبادي مع الصلصة الحمراء أو طبخها مع الأرز كالصيادية.
من جانبه، أعرب التاجر والمصدر للأسماك أحمد عارف، عن رضاه عن الموسم الحالي للسلطعونات، مبينًا أن الكميات التي يتم اصطيادها تكفي الاحتياج المحلي لسكان القطاع وما يسمح بالتصدير للضفة الغربية.
وقال في حديث لـ"فلسطين": "أصدر كميات من السلطعونات والأسماك إلى الضفة الغربية، خاصة أن أهل الضفة يحبون أكل السمك الطازج، وهذا متوفر في قطاع غزة وبالتالي لا يوجد أي مانع للتصدير إلى هناك".
في السياق ذاته، أوضح مسؤول العلاقات العامة في نقابة الصيادين عمر صلاح، أن موسم السلطعونات يبدأ من منتصف شهر أغسطس ويستمر حتى بداية نوفمبر وهي أكثر الأوقات التي يتوفر فيها السلطعونات بشكل كثيف.
وقال في حديث لـ"فلسطين" إن: "السلطعونات لا ينقطع صيدها ولكن تأتي أوقات ذروة لها خلال موسمها، فمياه بحر قطاع غزة بيئة خصبة للتكاثر وتواجد السلطعونات فيها".
وأضاف صلاح : "هناك إقبال كثيف على شراء السلطعونات من المواطنين وذلك نظراً لتغير نظرة الناس إليها وإقبالهم على أكلها، لما يتوفر فيها من مواد وعناصر وقيمة غذائية من كالسيوم وفسفور ويود".
وذكر أن التصدير للضفة من السلطعونات يكون بنوعيات مميزة ومنتقاة بحجم كبير لتصديرها إلى الخارج، لافتًا إلى أن عملية التصدير تعوض الصياد غلاء المحروقات وتكلفة رحلة الصيد.