يرى محللون أن ما أعلنته فصائل العمل الوطني والإسلامي من مبادرة لاستعادة الوحدة وإنهاء الانقسام هو اختبار حقيقي لمدى الجدية في تطبيق كل ما اتُّفق عليه في لقاءات المصالحة, وتؤكد وحدة وإجماع الموقف الوطني الفلسطيني.
وأعلنت ثمانية فصائل خلال مؤتمر صحفي عقد بمدينة غزة أمس، الرؤية الوطنية لتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام, التي قُدمت لمسؤولي الحركتين حماس وفتح، بانتظار ردهما الإيجابي.
وتشتمل المبادرة الفصائلية على تشكيل حكومة وحدة بما لا يتجاوز نهاية العام، وتوحيد القوانين الانتخابية للمؤسسات، واستئناف اجتماعات اللجنة التحضيرية للبدء بالتحضير لإجراء انتخابات المجلس الوطني وفق التمثيل النسبي، وإجراء الانتخابات الشاملة منتصف العام المقبل.
وقال الكاتب والمحلل السياسي محمود العجرمي: "إن ما تضمنته المبادرة من عناوين واضحة وجداول زمنية لا أعتقد أن أي شخص وطني فلسطيني يمكن أن يرفضها، وهي تتحدث عن شراكة وطنية يعمل بها الجميع من الفصائل كتفا إلى كتف لمواجهة خطة ترامب وخطط وسياسات الاحتلال".
وأضاف العجرمي لصحيفة "فلسطين" أن ما قدم ليس بجديد بل هو تأكيد على ضرورة تنفيذ جميع الاتفاقيات التي وقعت عليها هذه الفصائل والشخصيات الوطنية نفسها, ما يؤكد أن هناك موقفا موحدا من الجميع بضرورة إنهاء الانقسام.
وتابع العجرمي أن تعنت حركة فتح وتمسكها بالتمكين الكامل وتسليم قطاع غزة للسلطة وحركة فتح، وأن يكون هناك سلاح واحد، وتطبيق برنامجها السياسي الذي وصل لنهايته, كلها عراقيل يمكن أن تحكم على المبادرة بالفشل.
وكان أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، ماجد الفتياني عد في تصريحات صحفية أن اتفاق القاهرة 2017 هو الجدول الزمني لإنهاء الانقسام الفلسطيني، مشيراً إلى أن حركته ليست بحاجة إلى مبادرات أو اتفاقيات جديدة، وأن مبادرة الفصائل الفلسطينية لإنهاء الانقسام لم يتسلمها الرئيس محمود عباس، أو حركة فتح.
في حين أكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أهمية ما قدمته الفصائل من مبادرة لتحقيق مصالحة تحمل رؤية وطنية.
وقال الصواف لصحيفة "فلسطين": "إن الحريص على الوطن والمشروع الوطني سيتمسك بها ويتوافق معها ويتبناها من أجل الخلاص من حالة الانقسام وتوحيد الجهود لمواجهة مرحلة خطيرة تواجهنا جميعا، ولكن من لا يعنيه الوطن ويسعى لأن يكون متفردا متمسكا بالبقاء ولو على حساب الوطن سيعد المبادرة ملهاة ومضيعة للوقت".
وأشار إلى أن المأمول من القوى والفصائل العمل على تجريم من يرفض المبادرة والتعاطي معها واتخاذ إجراءات تفضح الجهة الرافضة للتعاطي مع الرؤية الوطنية وعزل هذه الفئة التي تسعى إلى تدمير المشروع الوطني والوطن سعيا لتحقيق مصالح ذاتية حبا في السيطرة وفرض الرؤية الفاشلة على الكل الفلسطيني.