فلسطين أون لاين

​عُلقت في شوارع بالضفة الغربية

مسؤولان:أدوات احتلالية تقف وراء يافطات الدولة الواحدة

...
طولكرم - خاص "فلسطين"

ندد مسؤولان فلسطينيان باليافطات التي انتشرت في بعض المناطق الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة، الداعية إلى تأييد الدولة الواحدة، متهمين شخصيات مقربة من الاحتلال بالوقوف وراءها.

وقال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة: إن تعليق هذه اليافطات جزء من حالة الترف والغموض التي تجتاح الساحة الفلسطينية.

وأضاف خريشة لـ"فلسطين" أن هذه الدعوات تطاول على الحقوق والتاريخ، ومحاولة لفرض اليهود كقومية بعد أن عاشوا طوال التاريخ كمجموعات في الشتات.

وحذر من أن هذه محاولة لإنهاء القضية الفلسطينية وإظهار أن هناك في الجانب الفلسطيني من يتجاوب مع طروحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائه الأخير من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، باتجاه حكم ذاتي وبعض الحقوق المدنية للفلسطينيين.

وشدد خريشة على أن "الاحتلال سيبقى احتلالًا، ونحن شعب تحت الاحتلال ولا يمكن التعايش مع هذا الاحتلال في دولة واحدة، ومن يدعو للدولة الواحدة يظن أنه يمكن التعايش مع الاحتلال وهذا وهم يجب أن يتوقف؛ لأنه لا يمكن أن نقبل بأن نبقى تحت الاحتلال ولا يمكن أن نقبل بصياغة جديدة لجبهة الأعداء والأصدقاء".

وطالب خريشة المسؤولين عن تعليق هذه اليافطات "بالإعلان عن أنفسهم وإلا فإن الموضوع سيبقى ضمن دائرة الشكوك". ورأى أن توقيت صدور هذه الدعوات يتزامن مع محاولات تبذلها الإدارة المدنية التابعة للاحتلال لإطلاق مشاريع مخترة جديدة في المناطق الفلسطينية، واستعادة نشاط روابط القرى بحيث يكون لكل منطقة مختار.

وأضاف أن الاحتلال يحاول استغلال حالة الفوضى في الطروحات، وإطلاق مشاريع احتلالية مشبوهة تحت مسميات مختلفة.

وطالب خريشة الجهات الفلسطينية بملاحقة المسؤولين عن تعليق هذه اليافطات، منتقدًا أجهزة أمن السلطة التي قال إنها "تعتقل المقاومين بينما لا تعتقل ولا تبحث عن هؤلاء وهذا يثير الشكوك، ويثير سؤالا موجها للسلطة الفلسطينية برسم الإجابة".

غياب الثقة

من جهته، رأى القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدران جابر، أن الأمور تسير باتجاه غياب الثقة بالقيادة والفصائل الفلسطينية، بحيث أصبح المواطن حائرا، في ظل حجم الدجل الذي تعرض له، بعد ما تربى عليه من حق تقرير المصير والدولة الفلسطينية المستقلة.

وأضاف جابر في تصريح لـ"فلسطين"، أن غياب الموقف الفلسطيني الرسمي من مجريات الأحداث كقانون شرعنة الاستيطان، دفع بعض الشخصيات المهترئة والمنبوذة اجتماعيا والجاهزة احتلاليا لإحياء فكرة الدولة الواحدة مع منح حقوق مدنية للفلسطينيين وهوية إسرائيلية، في ظل انسداد الحالة السياسية، وتساوقا مع سعى الاحتلال إلى إنهاء حل الدولتين من خلال الاستيطان.

وطالب جابر بوقفة فلسطينية جادة من هذه الدعوات والمسؤولين عنها، وإعادة تقييم الحالة الفلسطينية وتقوية مواضع القوة واجتثاث مواطن الضعف ومساعدة الشعب الفلسطيني في تقييم ما يطرح من حلول دولية وإقليمية، وإنهاء حالة التشرذم والانقسام الفلسطينية.

ووصف القائمين على هذه الدعوات بأنهم "أدوات للاحتلال الذي يسعى إلى ضم المناطق الفلسطينية مع حقوق مدنية للفلسطينيين".

وحذر من أن غياب الرد الشعبي الفلسطيني وغياب الموقف الرسمي والفصائلي يشجع هؤلاء وهو أيضا ما شجعهم على نصب هذه اليافطات.

وشدد على ضرورة تبني استراتيجية واضحة من هذه الدعوات، وتحديد المسموح والممنوع، والتصدي لأصحاب هذه الدعوات أولا بأول حتى لا تزيد حالة الضياع الفلسطينية، نتيجة هذه الطروحات والممارسات التخاذلية التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه من حالة الضياع والتشرذم.