كشف زاهر بيراوي عضو الهيئة التأسيسية للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج الذي افتتح أعماله في إسطنبول أمس، ويختتم اليوم، أن هيئة عمومية ستنبثق عن المؤتمر، مضيفًا أن هذه الخطوة ليست ضد منظمة التحرير الفلسطينية، لكن على الأخيرة دمج كل أطر وقطاعات وأحزاب الشعب الفلسطيني فيها، فيما شدد على أن عهد "الإقصاء والشرعية الجبرية انتهى".
وقال بيراوي، وهو أيضًا رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة: "هناك رسالة واضحة للسلطة أن عهد الإقصاء انتهى لهذا الكم الهائل من الفلسطينيين ولعدد من الفصائل الفلسطينية التي ليست منضوية تحت ظل منظمة التحرير الفلسطينية وأيضًا لا بد أن تدرك السلطة الفلسطينية أن عهد الشرعية الجبرية انتهى".
وتساءل في حديث مع صحيفة "فلسطين": "كيف يمكن أن أقتنع كفلسطيني، أن منظمة التحرير هي ممثلي الشرعي والوحيد وأنا لا أشعر بهذه المنظمة التي لا تقوم بأي من المبادئ التي أنشئت من أجلها ولا تشركني بأي عمل له علاقة بالمشروع الوطني؟".
وأضاف أن "كل فلسطيني لا يشعر بوجود المنظمة كيف تلزمه بالاعتراف بشرعيتها؟، هذا لا يعني أننا ضد المنظمة كبيت فلسطيني جامع ومنجز فلسطيني دفع ثمنه المخلصون من أبناء الشعب الفلسطيني لكن هذه ليست مقدسا لا يُمس، إنما نقول للقائمين على منظمة التحرير: إذا أردتم أن تكونوا ممثلاً شرعيًا يجب أن تصبح المنظمة ممثلاً حقيقيًا شرعيًا من خلال إدماج كافة الأطر والقطاعات الشعبية والأحزاب في هذه المنظمة".
واعتبر أنه "يجب على المنظمة أن تعود لميثاقها الذي ما زال يدغدغ عواطف وأحلام الشعب الفلسطيني ألا وهو تحرير الأرض والعودة".
وشدد على أن المؤتمر المنعقد في اسطنبول، ليس ضد منظمة التحرير "وهناك كثير من الناس ضد السلطة لأنها من إفرازات (أوسلو)، وكثير من المجتمع الفلسطيني يعتبرونها قاسمًا مشتركًا شرط أن تسعى لتطبيق ميثاق منظمة التحرير الأصلي الذي أنشئت من أجله وليس الميثاق الذي أدى إلى شطب نصف المجتمع الفلسطيني والآليات التي اعتمدها المؤسسون من أجل تحرير فلسطين".
واعتبر أن المؤتمر "هيكل الآن تحول إلى مؤسسة اسمها المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج وسيتم الإعلان اليوم، الأحد، عن انبثاق هيئة موسعة اسمها الهيئة العمومية المنبثقة عن المؤتمر التي قد يكون عددها بضع مئات تمثل شكلاً من أشكال الرقابة على جهة تنفيذية ستخرج عنها لتتابع مشاريع وأفكارا وملفات وعملا ميدانيا تنفيذيا (..) هذا هو هيكل كامل لكن هذا لا يتعارض مع منظمة التحرير إذا فتحت الأبواب (لضم الكل الفلسطيني)".
وأكد أن المشاركين في مؤتمر فلسطينيي الخارج "ليسوا ممن يحبون الانقسام، بل يعلنون ليل نهار أن الخطاب السياسي واضح ووحدوي وتجميعي للمجتمع الفلسطيني ولا نريد مزيدًا من الانقسام بل نريد وحدة على أسس تحقق لي كفلسطيني في الخارج آمالي في العودة والتحرير".
وقال بيراوي، إنه إذا أبقت منظمة التحرير أبوابها مغلقة أمام دمج أطر وقطاعات وأحزاب الشعب الفلسطيني غير المنضوية تحتها، فلا بد من "مشاريع تضغط على السلطة والمنظمة حتى لا تبقى على موقفها الحالي".
ونبه إلى أن "فلسطينيي الخارج ليس لهم وجود في منظمة التحرير إلا بأشكال باهتة غير ممثلة لهذه القطاعات الشاسعة من شعبنا في الخارج، وهؤلاء الناس لهم الحق في أن ينظموا أنفسهم تحت اسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج أو تحت أي اسم يرونه مناسبًا وأن يشكلوا هيئة مجلس مركزي أو شعبي أو هيئة عمومية ولجنة تنفيذية ولجنة متابعة تقوم بخطوة مهمة هي الإحصاء أي العضوية في المؤتمر، والإعلان عن ذلك من أجل انتخابات قادمة قريبة".
وتابع "هذه الانتخابات قد تكون التي تدعو لها منظمة التحرير فنكون نحن تقدمنا خطوة إلى الأمام وجاهزين، أو إذا رفضت منظمة التحرير وبقيت على غلق أبوابها فهؤلاء الناس (فلسطينيو الخارج) لهم الحرية في أن ينتخبوا قيادتهم بالشكل الذي يرونه مناسبًا بنزاهة وحرية ولأناس مؤتمنين على أحلامهم وآمالهم".
ورأى أنه يجب الدفع "باتجاه إحصاء فلسطيني لفلسطينيي الشتات استعدادًا للمشاركة الانتخابية سواء كان في منظمة التحرير أو غيرها، بمعنى أنه يجب أن تكون هناك خطوات عملية تشعر الفلسطيني بأنه صاحب قرار فيما يتعلق بالمشروع الوطني الفلسطيني".
ليس بديلًا عن "م.ت.ف"
وجدد التأكيد أن مؤتمر فلسطينيي الخارج، ليس ضد منظمة التحرير وليس بديلاً عنها "لكن نريد لهذه المنظمة أن تكون ممثلا لنا جميعًا، وإذا رفضت وبقيت تغلق أبوابها فلا تلومن من يقف على الباب".
وأشار إلى أنه منذ عقود "والمجتمع الفلسطيني لا يشعر بوجود المنظمة ولا تجتمع إلا لمصالح حزبية وشخصية، فكيف له أن يؤمن بأنها تمثله؟ هذا سؤال نطرحه عليهم (القائمين على المنظمة حاليًا) وعليهم الإجابة واتخاذ خطوات تفتح الباب للناس لتكون منظمة التحرير ممثلاً لهم".
وطالب السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير باستثمار الطاقات التي يمثلها الفلسطينيون في الخارج "والتي تشكل نصف المجتمع الفلسطيني ولديها إمكانيات هائلة ثقافية وفنية وسياسية ومالية، وفي كل مجالات الحياة تجد آلافا من المبدعين الفلسطينيين منتشرين في العالم".
ولفت إلى أن "المنظمة والسلطة لا تستفيدان من هذه الطاقات الهائلة"، مضيفًا "نحن نريد أن تتم الاستفادة من هذه الطاقات الهائلة بإحدى وسيلتين: إما أن تكون هذه الطاقات (فلسطينيو الخارج) جزءا من الماكينة والهياكل السياسية التي تعمل لخدمة المشروع الوطني الفلسطيني، أو أن يكونوا مبادرين بهياكلهم الخاصة التي تمكنهم من ذلك، ولا أحد يمنعهم من تشكيل هياكلهم التي تمكنهم من العمل للمشروع الوطني الفلسطيني".
واعتبر بيراوي أن هاجس وتخوف معارضي مؤتمر فلسطينيي الخارج، ليس على المصلحة الوطنية الفلسطينية ولا على مصلحة فلسطينيي الخارج، لأن المصلحة الوطنية تقتضي العمل مع كل قطاعات الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده وتحشيد طاقاته من أجل خدمة المشروع الوطني، أما من يعارض تحشيد هذه الطاقات فعلامة الاستفهام تكون عليه هو، بمعنى أنه هو الذي يُتهم.
ورأى أنه ليست هناك أي مصلحة وطنية فلسطينية فيما ذُكِر من تشويه واتهام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، مبينًا أن هناك "خوفًا من بعض الأطراف في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، على مصالح شخصية أو حزبية في أحسن الأحوال".
جدير بالذكر أن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج أثار انزعاج منظمة التحرير، إذ اعتبر عضو لجنتها التنفيذية أحمد مجدلاني في تصريحات له، أنه "تجاوز للممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".
ومؤتمر فلسطينيي الخارج، الذي يرأسه العضو السابق في المجلس الوطني الفلسطيني أنيس القاسم، تداعت إليه مجموعة من الشخصيات والمؤسسات الفلسطينية في الخارج، ويعتبر –بحسب بيراوي- "نقطة تحول وتطوير آليات عمل فلسطينيي الخارج من أجل دعم قضيتهم وأهلهم ومن أجل المشاركة في المشروع الوطني الفلسطيني"، منوهًا إلى أن أعداد الفلسطينيين المشاركين في المؤتمر فاقت التوقعات، إذ بلغت أكثر من خمسة آلاف من قرابة 50 دولة، ويعد ذلك مؤشرًا على كم التفاعل في تلك الأقطار مع الفكرة.
ويوجه المؤتمر، والكلام لا يزال لبيراوي، رسالة للاحتلال الإسرائيلي أيضًا أن "الفلسطينيين في الخارج رغم الشتات والبعد وبحبوحة العيش النسبية والراحة في بعض الدول وخاصة في أوروبا والغرب عمومًا فإنهم متمسكون بحق العودة والتحرير ومستعدون للعمل من أجل ذلك والانخراط في أي هياكل تنقلهم من مرحلة الأحلام والآمال للتطبيق والعودة لأرضهم".
وأشار عضو الهيئة التأسيسية للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج المنعقد في اسطنبول، إلى أن هذه رسالة للاحتلال الإسرائيلي أنه "مهما تنازلت بعض القوى الفلسطينية وخاصة المتمثلة بالسلطة الفلسطينية ومهما حصلت (إسرائيل) على الدعم من أمريكا ومن غيرها من الدول الغربية فإن ذلك لن يفت من عزم ومعنويات الفلسطينيين في الخارج بل هم على استعداد للاستمرار في النضال والالتفاف حول حركات المقاومة التي تقاوم المشروع الاستيطاني غير الشرعي على أرض فلسطين".
ونوه إلى أن المشاركة الواسعة في المؤتمر الشعبي "مقلقة لدولة الاحتلال"، مشددًا على أن "الشعب الفلسطيني لم ينس، وأنه لا يضيع حق وراءه مطالب، وسنبقى نطالب حتى يعود الحق إلينا".
أما رسالة المؤتمر للشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتلة، فهي أن فلسطينيي الخارج سيعملون على دعم صمودهم، ومستعدون لبذل كل ما يملكون من أجل حريتهم وكرامتهم بالذات في قطاع غزة وسيبذلون قصارى الجهد من خلال الهياكل التي سيتم فرزها في المؤتمر لتفعيل جهد كسر الحصار عن غزة وإعادة الإعمار والدعم والإسناد وتفعيل جهود الضغط السياسي والتحشيد لدعم قضيتنا في المحافل الدولية؛ بحسب بيراوي.
وتمم أن "هناك كثيرًا من اللجان والبرامج والمشاريع التي تم طرحها خلال الأيام الماضية في مرحلة الاستعداد للمؤتمر وهي مبشرة بشكل كبير".