غيّر أشخاص عاديون من شباب وربات بيوت وعمال مجرى الأحداث في العالم، من خلال أفعال قاموا بها ولاقت رواجا كبيرا، أو شكلت مصدر إلهام لغيرهم؛ مما زاد أهمية الأفعال التي قاموا بها، ومنحها بعدا عالميا ظل يخلد أسماءهم عبر التاريخ.
وسلطت الكاتبة كيتلين أوكونيل في تقرير نشرته مجلة ريدرز دايجست الأميركية الضوء على أبرز الشخصيات العادية التي غيّرت مجرى التاريخ.
روزا باركس:
رفضت الأميركية من أصول أفريقية روزا باركس في الأول من ديسمبر/كانون الأول 1955 الامتثال لأمر السائق بالتخلي عن مقعدها لشخص أبيض والانتقال إلى الجزء الخلفي من الحافلة أثناء عودتها إلى منزلها بمونتغمري عاصمة ولاية ألاباما الأميركية، وأصبحت منذ ذلك اليوم واحدة من الأشخاص الملهمين الذين غيروا العالم في مجال الدفاع على حقوق الإنسان.
تيم بيرنرز لي:
اقترح عالم الكمبيوتر البريطاني تيم بيرنرز لي أواخر الثمانينيات مشروعا يجمع بين النص المترابط (النظام الذي يسمح لك بالنقر فوق الروابط وفتح صفحات ويب أخرى) والإنترنت.
وكان لي يرغب في إنشاء فضاء يتيح للباحثين تبادل المعلومات عبر الإنترنت، حتى يتمكن الآخرون من رؤيتها في أي وقت من اليوم، وتمكن في النهاية من إنشاء الشبكة العنكبوتية العالمية التي نستخدمها في الوقت الراهن.
تود بيمير:
حاول تود بيمير وبقية الركاب المسافرين على متن طائرة يونايتد إيرلاينز في الرحلة رقم93 في 11 سبتمبر/أيلول 2001 التصدي بسرعة وشجاعة حين عرفوا أن الإرهابيين اختطفوا الطائرة التي تنقلهم من أجل استعادة السيطرة على الطائرة، غير أنها تحطمت في حقل بشانكسفيل بولاية بنسلفانيا، رغم مقاومة الركاب.
محمد البوعزيزي:
لم يكن لدى البائع المتجول التونسي محمد البوعزيزي أي أحلام أكبر من توفير ما يكفي من المال لاستئجار أو شراء شاحنة صغيرة، لكنه مع ذلك أصبح أحد الأشخاص الملهمين الذين غيروا العالم عندما أضمر البوعزيزي النار في نفسه في ديسمبر/كانون الأول 2010، ليصبح بعد ذلك رمزا لمعاناة جميع التونسيين.
وألهمت وفاة البوعزيزي الاضطرابات في جميع أنحاء البلاد، التي أسفرت عن الإطاحة بالرئيس الديكتاتور زين العابدين بن علي، قبل أن تؤدي الانتفاضة التونسية إلى اندلاع حركة الربيع العربي، التي أطاحت بالنظامين في مصر وليبيا.
كاندس لايتنر:
أسست كاندس لايتنر في السابع من مارس/آذار 1980 منظمة تحمل اسم "الأمهات ضد السياقة تحت تأثير الكحول"، وذلك بعد مقتل ابنتها البالغة من العمر 13 سنة في حادث سيارة يقودها شخص في حالة سكر.
ولم يكن هناك تبعات قانونية تتعلق بالقيادة في حالة سكر قبل تأسيس هذه المنظمة، لكن بفضل منظمتها تمكنت لايتنر من تغيير المواقف الأميركية حول القيادة في حالة سكر، وحاربت من أجل سن قوانين أكثر صرامة في جميع أنحاء البلاد.
رجل الدبابة:
لا شك في أن الجميع شاهدوا صورة الذي الرجل وقف أمام دبابة بالقرب من ميدان تيانانمين في الصين في السادس من يونيو/حزيران 1989، وهو اليوم الذي يلي يوم القمع الدموي الذي شنته الصين على الطلاب المحتجين.
ورغم عدم تحديد هويته فإن رجل الدبابة أصبح رمزا معترفا به دوليا لمقاومة القمع الحكومي.
ج.ك. رولينغ:
قررت البريطانية ج.ك. رولينغ - التي كانت تكافح من أجل تلبية احتياجات عائلتها بعد طلاقها- استئناف العمل على كتابة رواية قد بدأتها قبل طلاقها بخمس سنوات.
ولم تفكر رولينغ في أنها ستجد نفسها من بين الأشخاص الذي غيروا العالم، وأثروا على العديد من الأجيال، بعد أن حطمت سلسلة هاري بوتر التي ألفتها سجلات المبيعات، ولاقت إعجاب ملايين القراء من مختلف الأعمار.
فرانك ويلز:
كان حارس الأمن فرانك ويلز يقوم في 17 يونيو/حزيران 1972 بجولات منتصف الليل في مبنى مكتب ووترغيت في العاصمة واشنطن عندما لاحظ وجود شريط لاصق فوق قفل باب الطابق السفلي.
وأزال ويلز الشريط اللاصق ظنا منه أن عاملا آخر تركها عن طريق الخطأ، لكنه عثر عليه في المكان نفسه في وقت لاحق مما دفعه إلى الاتصال بالشرطة.
وبعد مرور سنتين على هذه الحادثة، استقال الرئيس نيكسون بسبب تورطه في التستر على اقتحام ووترغيت.
راين وايت:
أصبح المراهق راين وايت -الذي أصيب بمرض نقص المناعة المكتسب نتيجة عملية نقل دم ملوث- الوجه الجديد لهذا المرض، بعد أن دحض الأسطورة التي تقول إن نقص المناعة المكتسب يصيب وينتقل من مدمني المخدرات والأشخاص الذين يمارسون العلاقات الجنسية غير المحمية.
وساعد كفاحه من أجل المعاملة العادلة والمتساوية في مدرسته على كشف التمييز الذي يواجهه مرضى نقص المناعة المكتسبة، وجعله أحد الأشخاص الملهمين الذين غيروا العالم.
ليلي ليدبتر:
رفعت الناشطة ليلي ليدبتر عام 1998 دعوى قضائية ضد الشركة التي كانت تعمل فيها نظرا لأنها كانت تدفع لها أجرا أقل من أجر زملائها الذكور، وذلك بعد مرور عشرين سنة على تقاعدها من العمل.
ورغم أن المحكمة العليا لم تصدر حكما لمصلحتها، فإن القاضي روث بدر غينسبرغ دعا الكونغرس إلى تغيير القانون، ونقح عام 2009 قانون الأجور العادلة.
ميستي كوبلاند:
أصبحت ميستي كوبلاند أحد الأشخاص الملهمين الذين غيروا العالم من خلال إثبات أن الباليه لم يكن مخصصًا للبيض أو الأثرياء فقط.
وبدأت كوبلاند في أواخر سن 13 الرقص، وحصلت على تدريب من ناد محلي للرقص.
ورغم المعايير الثقافية التي تراكمت ضد عرقها وشكل جسمها، أصبحت كوبلاند أول راقصة باليه أميركية من أصل أفريقي تصعد على مسرح الباليه الأميركي.
ملالا يوسفزي:
عندما سيطرت حركة طالبان عام 2008 على البلدة التي تعيش فيها ملالا يوسفزي في باكستان، مُنعت الفتيات من الذهاب إلى المدرسة.
وعارضت يوسفزي هذا القرار، مما تسبب في إصابتها برصاصة في الجانب الأيسر من رأسها، ثم انتقلت بعد شفائها مع أسرتها إلى المملكة المتحدة، حيث أسست صندوق ملالا الخيري (مؤسسة خيرية تعمل على ضمان حصول كل فتاة على فرصة للذهاب إلى المدرسة).
وحصلت ملالا على جائزة نوبل للسلام في 17 من عمرها، لتكون بذلك أصغر شخص يحصل على هذه الجائزة.
إيرينا سندلر:
ذكرت الكاتبة أن إيرينا سيندلر كانت تساعد اليهود المذعورين بمنحهم الطعام وتوفير المأوى لهم عندما غزا الألمان النازيون وارسو سنة 1939.
وتظاهرت سيندلر بأنها ممرضة للدخول إلى حي اليهود في وارسو بالتعاون مع منظمة زيغوتا السرية، وتمكنت من إطلاق سراح نحو ثلاثة آلاف طفل يهودي.
لويس جيبز:
أسست لويس جيبز مركزا لحماية المواطنين من النفايات الخطرة، الذي يعرف الآن باسم مركز الصحة والبيئة والعدالة، بعد أن اكتشفت أنها كانت تعيش بالقرب من عشرين ألف طن من المواد الكيميائية السامة، في ظل عدم وجود منظمة لمعالجة هذه المشكلة.
وتم إجلاء أكثر من ثمانمئة عائلة بفضل هذا المركز، وبدأت عملية تنظيف حي قناة الحب الموجود بالقرب من شلالات نياجرا.
أغنيس بادن باول:
ساعدت أغنيس بادن باول في تأسيس جمعية المرشدات للفتيات في المملكة المتحدة عام 1910، بعد أن حضرت مجموعة من الفتيات أول تجمع لفتيان الكشافة.
وتأسست في السنوات التالية جمعية المرشدات في بلدان أوروبية أخرى، وجمعية فتيات الكشافة في الولايات المتحدة، وذلك بفضل الجهود التي بذلتها بادن باول.