فلسطين أون لاين

​الواجبات المدرسية .. عبء إضافي أم مصلحة للطالب؟

...
الواجبات المنزلية يمكن أن تؤثر إيجابيًّا في أداء طلبة المرحلة المتوسطة
غزة/ هدى الدلو:

"قضاء الكثير من الوقت في إنجاز الواجبات المنزلية لا يرفع بالضرورة من نسبة النجاح في الاختبارات المدرسية، بل يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية"، هذه إحدى نتائج دراسة تحليلية علمية أمريكية لأثر الواجبات المنزلية على أداء الطلاب.

وحسب نتائج هذه الدراسة إن الطلبة الذين يدرسون في ظل أنظمة تعليمية تولي الواجبات المنزلية أهمية كبيرة يحصلون على مراتب متأخرة، في نتائج البرنامج العالمي لتقييم الطلبة التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وقد أكدت الدراسة نفسها إلى جانب ما سبق أن الواجبات المنزلية يمكن أن تؤثر إيجابيًّا في أداء طلبة المرحلة المتوسطة شريطة اقترانها بمساعدة الآخرين حين الإنجاز، غير أن أثرها الحقيقي في الدعم والتقوية لا يظهر إلا ابتداء من سن 15، وهو ما يوافق بداية المرحلة الثانوية.

عبء نفسي

أم علي مشرفة مشروع خاص ولا تعود للبيت إلى الساعة الثانية، فتنهمك في أداء مسئوليات البيت، والإشراف على الواجبات المدرسية في البيت لأبنائها؛ قالت لـ"فلسطين": "لدي أربعة أبناء، جميعهم في المدارس بمراحل مختلفة، لا أفضل كثرة الواجبات المنزلية، خاصة أن جميعهم يعتمدون علي في كتابتها، فلو كان كل واحد منهم عليه واجبان، فمتى أنتهي منهم؟!، هذا فضلًا عن عمل الأنشطة أو الدراسة للامتحان أو مراجعة الدروس".

ورأت أن الواجبات الكثيرة عبء نفسي وجسدي على الأهل والطالب، خاصة الطلبة في مراحلهم الدراسية الأولى؛ فلا يتمتع الطفل بطفولته، ويتكبدون مشقة، فتشفق عليهم من هذا الحمل لقضائهم يومًا دراسيًّا طويلًا بين دوام مدرسي وكتابة الواجبات المدرسية.

أما سعاد أحمد فكان رأيها مخالفًا للرأي السابق، إذ ترى أن كثرة الواجبات تعود بالدرجة الأولى والأخيرة بالنفع على الطالب، خاصة أن أغلب الطلبة لا يوجد لديهم مبدأ مراجعة الدروس، ولا يفتحون الحقيبة المدرسية إلا لكتابة الواجب.

وأضافت: "الواجب أو النشاط البحثي الذي يطلب من الطالب يجعله على تواصل دائم مع الحصة الدراسية ويعود بذاكرته لما شرح، أيضًا كثرة الواجبات المدرسية مؤشر على كفاءة المدرس واهتمامه بطلبته".

وأشارت أحمد إلى أنه فيما يتعلق بالنشاطات التي تطلب من الطلبة، لا تحبذ تلك التي تتطلب ميزانية مالية، كملفات الإنجاز التي تشترى، أو اللوحات وغيرها، لأنها لا تتناسب مع الوضع المادي الصعب لكثير من العائلات، أما التي تعتمد على جهد الطالب وبحثه فلا بأس بها.

أداة تقييم

من جهة أخرى قال نبيل مسامح -وهو مدرس لغة إنجليزية-: "الواجبات المنزلية تساعد الطالب على تعزيز وحفظ المعلومات التي تلقاها الطالب خلال الحصة والفصل، وتثبت المعلومات".

وأوضح أن الواجبات أداة للتقييم والوقوف على نقاط القوة والضعف عند الطالب، أما إذا زادت عن حدها فإنها تنقلب ضد الطالب وتعطي نتائج عكسية، فيبدأ الملل وعدم الاهتمام ولا يفكر بحلها في البيت.

ولفت مسامح إلى أنه مدرسًا لا يفضل الواجبات الكثيرة، فغالبًا ما يجيب عن بعض الأسئلة في الحصة، ويترك سؤالين أو ثلاثة أسئلة للطالب.

وقد أوضحت دراسة سابقة أن المدة الزمنية المخصصة للواجبات المنزلية يجب في جميع الأحوال ألا تتجاوز 10 إلى 15 دقيقة حدًّا أقصى في المرحلة الابتدائية، ومن جهة أخرى، تؤثر الواجبات المنزلية سلبًا على العلاقة في الأسرة، فيجب أن يكون اللعب والمرح جزءًا لا يتجزأ من عملية التعلم، وهو الأمر الذي لا يتوافر في أوقات إنجاز الواجبات المنزلية.

وبينت الاختصاصية النفسية تحرير أبو شرار أن الواجبات المدرسية سلاح ذو حدين سلبي وايجابي، وقالت: "لو تناولنا الجوانب الإيجابية فهي مهمة للتحقق من تلقي الطلاب المعلومة بالدرجة المطلوبة، ودليل على كفاءة العملية التعليمية".

وأضافت: "الواجبات تعمل على إضافة تحسن كثيرًا من مستوى الطالب الأكاديمي، وتقوي قدرته على الاستيعاب، وتحسن من مهاراته في إدارة الوقت ما بين حل الواجبات والدراسة والمهام الأخرى، إلى جانب أنها تساهم بسير العملية التعليمية بالتكامل بين المدرسة والأهل".

أما من الناحية السلبية فنبهت أبو شرار إلى أن كثرة الواجبات قد تسبب ضعف التركيز والملل والإحباط، وقد يكون ذلك دافعًا نحو كرهه للمدرسة، لأنه يقضي نصف يومه في المدرسة والنصف الآخر في حل الواجبات المدرسية، وكثرة الواجبات تعيق استذكاره المواد الدراسية وتحضيره للدروس في اليوم التالي.

"بذلك يتأثر الطفل نفسيًّا فيشعر بالملل والرتابة من كثرة الواجبات المدرسية يوميًّا، والتعب النفسي والجسدي والإرهاق، لذا يجب على المدرسين أن يوازنوا في تكليف الطلاب الواجبات المدرسية حسب مرحلتهم العمرية والدراسية" حسب قولها.