أسعد خبر وصول جهاز الأشعة المقطعية قبل أيام إلى مجمع ناصر الطبي بمحافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة كثيرًا من المرضى، الذين كان المستشفى يضطر إلى تحويلهم إلى مستشفى الأقصى في مدينة دير البلح بالمحافظة الوسطى للقطاع الساحلي.
ويعد جهاز الأشعة المقطعية نقطة تحول في تشخيص الأمراض، ووجوده الآن في مجمع ناصر الطبي سيحل الكثير من المشاكل التي كانت إدارة المستشفى تواجهها بسبب عدم وجوده خلال السنوات الأربع الماضية، بحسب ما ذكر مدير المجمع د. محمد زقوت.
وأوضح د. زقوت لصحيفة "فلسطين" أن المجمع كان بحاجة لهذا الجهاز منذ 4 سنوات بعد تعطل الجهاز القديم وتوقفه عن الخدمة، وفي هذه المدة كان المستشفى يبحث عن ممول لشراء جهاز جديد للأشعة المقطعية.
وأضاف: "المجمع كبير ويستفيد منه سكان مدينة خان يونس ورفح، وفي اليوم الواحد يصل عدد حالات الطوارئ إلى 500- 550 حالة، وجزء منهم يحتاج إلى إجراء أشعة عاجلة، خصوصًا مرضى الأعصاب، والجلطات الدماغية، ومرضى الحوادث المرورية (الدراجات النارية)، والسقوط والضربات بالرأس".
وبين أن هذه الحالات تحتاج لأشعة مقطعية عاجلة، وغيرهم من المرضى، وكان المستشفى يواجه صعوبة في تصويرهم في الساعة نفسها، ليضطر بعدها إلى نقلهم بالإسعاف إلى مستشفيات غزة أو الوسطى، والتنسيق لاستقبالهم.
وأكمل زقوت: "هذه العملية كانت تمثل معاناة كبيرة للحالات الطارئة والحالات المجدولة التي بحاجة إلى أشعة مقطعية، فكانوا ينتظرون مدة طويلة تصل إلى شهور لعمل الأشعة المقطعية، أما بعد وصول الجهاز فمن المتوقع أن يستفيد منه ما يقرب من 55 حالة يوميًّا".
وأكد أن تشغيل الجهاز والعمل به سيخفف الضغط عن المستشفيات الأخرى، ويقلل قوائم الانتظار، وسيسرع الخدمة في المستشفى، كما سيقلل من المضاعفات التي يمكن أن تلحق بالمريض بسبب نقله إلى مستشفيات بعيدة وسيحسن فرص الإنقاذ.
اعتماد كبير
من جانبه أوضح مدير دائرة التخصصات الفنية في وزارة الصحة إبراهيم عباس أن أطباء الأعصاب والأورام والجراحة يعتمدون اعتمادًا كبيرًا على هذا الجهاز، من أجل تشخيص الأورام والمشاكل الصحية والجلطات في القلب أو الدماغ وأي مكان آخر.
وقال في حديث لـ"فلسطين": "إن جهاز الأشعة المقطعية الذي وصل إلى مجمع ناصر الطبي وسيلة مهمة جدًّا لتشخيص حالة المرضى وإنقاذ حياتهم، خاصة أنه في السابق كان يحول المريض من مجمع ناصر الطبي في خان يونس إلى مستشفيات غزة أو الوسطى".
وأضاف عباس: "عملية التحويل تحتاج إلى ساعات عديدة، أما مع وجود هذا الجهاز في المستشفى نفسه فإن عملية التشخيص لحالة المريض لن تتجاوز نصف ساعة"، مؤكدًا أن الجهاز إضافة نوعية للخدمة في مجمع ناصر وباقي المستشفيات.
وشدد على أن الجهاز مهم جدًّا لكونه أداة لتشخيص الأمراض التي لو شخصت مبكرًا فستعالج مبكرًا، وهو ما سيوفر حماية للمرضى وسيقلل من أعداد الوفيات فيما بعد.
وبين عباس أن عدم وجود هذه الأجهزة بكثرة في غزة يعود إلى التكلفة المادية العالية لها، وعدم قدرة المستشفيات ووزارة الصحة على شرائها.
ونبه إلى وجود اعتماد كبير على هذه الأجهزة؛ فهي سهلة الاستعمال ودقيقة جدًّا في تشخيص الأمراض، مشيرًا إلى أن هذا الجهاز سيستفيد منه نحو 1000 مريض شهريًّا على مستوى مدينة خان يونس، وسيخفف من الضغط على باقي المستشفيات التي كان يحول المرضى لها.
وذكر عباس أن القطاع بحاجة إلى أجهزة الرنين المغناطيسي فتحتاج المستشفيات فيه إلى 6 أجهزة حديثة منها، لتقديم الخدمات الطبية جيدًا لأهالي القطاع.
وأكمل: "ويحتاج القطاع أيضًا إلى الأجهزة الخاصة بتشخيص وعلاج الأورام"، مشددًا على أن وجود هذه الأجهزة سيوقف تحويل حالات الأورام التي تتلقى العلاج بالأشعة في الخارج.
وأوضح عباس أن مرضى الأورام فئة هشة وضعيفة ومريضة ومنهكة ماديًّا، وتحويلهم للخارج يضيع الوقت والجهد والمال، مبينًا أن وجود هذه الأجهزة يوفر الكثير من معاناة المرضى، خاصة المحرومين من السفر ويضمن لهم الحصول على علاج كامل.