طالب عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د. محمد الهندي، بإعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وإجراء الانتخابات وفق اتفاق القاهرة 2005، بما يضمن فرز مجلس وطني جديد يضع استراتيجية تمثل الكل الفلسطيني بما في ذلك حركتا حماس والجهاد الإسلامي.
وذكر الهندي في لقاء مفتوح نظمه التجمع الإعلامي الفلسطيني، السبت 25-2-2017، أنه لا يحق لأحد الوقوف ضد مؤتمر فلسطينيي الخارج المنعقد في إسطنبول؛ وذلك بعد إعلان حركة فتح رفضها له بذريعة محاولته إيجاد بديل عن منظمة التحرير.
وأضاف: "ليس من حق أي أحد أن يقف ضد المؤتمر، خاصة أنه لم يعلن أنه بديل عن منظمة التحرير؛ بل هو جهد لحشد الشتات الفلسطيني، علاوة على أن شؤون الفلسطينيين بالخارج تخص منظمة التحرير، لكن المنظمة منذ ربع قرن لم تجدد نفسها، ثم تأتي بعد ذلك تحتج وتقول هذا مؤتمر بديل".
وأكد أن السلطة الفلسطينية فشلت على المستوى الداخلي في تحقيق وإنجاز المصالحة، وفي إعادة بناء منظمة التحرير، على أسس تم التوافق عليها في اتفاق القاهرة 2005، وفشلت في موضوع الانتخابات البلدية مؤخرا.
وأضاف: "السلطة فشلت في أكثر من مجال، فشلت في أن يكون لها بدائل، لا نطالبها بإعلان الحرب على (إسرائيل) ولا أن تحل نفسها ولا تنسحب من أوسلو.. نريد لها أن تساعد نفسها بعد أن أضاعت عدة فرص، منها فرصة محكمة لاهاي بشأن جدار الفصل العنصري، وتفعيل تقرير غولدستون، وفشلها في تفعيل قرار مجلس الأمن الخاص بالاستيطان".
وأشار إلى أن حل الدولتين الذي ما زالت تؤمن به السلطة قد حمل بذور فشله من البداية لأنه أجّل القضايا الرئيسة لخمس سنوات لاحقة استمرت حتى اليوم، مؤكدا أن لقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان لتأبين هذا المشروع.
تصفية القضية
واستغرب الهندي موقف السلطة التي لا تزال تلهث خلف اتصال تليفوني من ترامب وهو يدير ظهره لها، لافتا إلى أن ثمة انقلابا جديدا يحصل في منطقة الشرق الأوسط يقوده ترامب ونتنياهو، بمساعدة أطراف عربية عنوانه وضع اللمسات الأخيرة على تصفية القضية الفلسطينية والتحالف مع جهات عربية لتحقيق مصالح دولة الاحتلال.
وقال: "إن دولة الاحتلال طرحت حل الدولتين للخروج من مآزقها ورفضت بعد ذلك تفعيله وتنكرت منه"، مضيفاً: "للأسف هناك من يخرج ويقول إننا نريد دولة ديمقراطية يتساوى فيها الجميع بالحقوق، لكن (إسرائيل) التي طرحت حل الدولتين تريده فقط شعارا في المحافل الدولية دون تطبيقه على الأرض، حيث لم تتوقف عن سرقة ومصادرة الأراضي".
وبيَّن أن دولة الاحتلال عدو للجميع، لأنها ليست إلا مشروع هيمنة على المنطقة، خاصة في ظل الوضع المحلي والإقليمي القائم، وفشل السلطة الفلسطينية في كل المحافل والملفات، وتوهم البعض أن دولة الاحتلال يمكن أن تكن حليفا لأحد.
وأشار الهندي إلى أن كل خيارات (إسرائيل) في المستوى المتوسط هي خيارات صعبة طالما تمسك الفلسطينيون بالثوابت والمقاومة، مؤكدا أن حركة الجهاد الإسلامي ترى ضرورة بقاء الهدف الثابت، وهو تحرير فلسطين من البحر إلى النهر.
مجموعة موتورة
وفي تعقيبه حول هجوم حركة فتح على الأمين العام للجهاد الإسلامي رمضان شلح، قال الهندي: "إن حركة فتح لم تستخدم لغة التخوين مسبقا كتلك التي ظهرت في البيان الأخير، لذلك هذه اللغة غريبة، والبيان عبارة عن وجهة نظر مجموعة موتورة لصالح قرار في فتح وليس نهج فتح".
وذكر أن حديث البيان عن السقوط الأخلاقي والسياسي هو حديث هزلي، موضحا أن السقوط الأخلاقي يتجلى في استمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال، بينما السقوط السياسي هو أن تُعادي شعبك في وقت تُسرق فيه الأرض التي ستقام عليها الدولة.
وشدد على ضرورة المحافظة على الدور الفلسطيني في ظل الوضع البائس في المنطقة، بالاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي، كفصائل مقاومة وشعب منتفض.
وأكد أن فلسطين يجب أن يحافظ عليها فوق المحاور وليست جزءا من كل المحاور، رافعاً في ظل الوضع المهتز في المنطقة، قائلاً: هناك زلزال في المنطقة فكيف لفلسطين أن تحشر نفسها في هذه المحاور، ونلتقى على فلسطين ولا نلتقي على المحاور.
وحذر من أن "العرب يخضعون لابتزاز (إسرائيل) وألاعيب ترامب"، منوها إلى أن البعض من العرب يتوهم أنه يمكن تطبيع العلاقة مع الاحتلال، بينما يريد البعض الآخر ترتيبات إقليمية لحل القضية الفلسطينية، تقوم على التطبيع بين العرب والاحتلال.
وأشار إلى وجود محاولات لإغلاق ملف فلسطين دوليا من قبل بعض الأطراف العربية من أجل مصالحها، مضيفا: "فلسطين ستبقى رافعة للجميع وليس للفلسطينيين فقط، وستصوب بوصلة الجميع نحو عدوها المشترك، ولا يمكن أن تكون عدوا لأحد".