تضامن آلاف المواطنين بمشاركة قوى وطنية وإسلامية وهيئات شعبية مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، دعماً لهم في إضرابهم المفتوح عن الطعام رفضاً لعدم تلبية إدارة سجون الاحتلال حقوقهم واحتجاجاً على الاعتقال الإداري.
وأكد الناطق باسم مكتب إعلام الأسرى في غزة علي المغربي أن الأسرى لن يتراجعوا عن إضرابهم المفتوح عن الطعام حتى تحقيق جميع مطالبهم، مشددا على أن استمرار تجاهل الاحتلال الإضرابَ سيفتح الباب أمام خطوات احتجاجية جديدة.
وأشار في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن نحو 140 أسيرا يضربون عن الطعام في الوقت الحالي من بينهم قادة الأسرى، لافتا إلى أن الأسرى يتوقعون بدء المحادثات مع إدارة سجون الاحتلال مساء اليوم، بعد هدوء عاصفة الانتخابات الإسرائيلية.
خطة نضالية
وذكر المغربي أن الأسرى وضعوا خطة لاستمرار نضالهم عبر مواصلة الإضراب في الوقت الحالي، مضيفا أن الإضراب هو أولى الخطوات، وقد تتبعه خطوات أخرى من قبيل زيادة أعداد المضربين في مختلف السجون وحل الهيئات الإدارية.
وأفاد بأن الأسرى ينتهجون التدرج في خطواتهم الاحتجاجية، مشيرا إلى أن هذا الاضراب اشتمل على توزيع المضربين على مجمل السجون من أجل إرهاق الاحتلال واستنزافه عبر إجباره على اتخاذ إجراءاته الخاصة في كل السجون وليس في سجن واحد فقط.
وشدد على أن كل المساعي الخارجية وفي مقدمتها رسالة حماس للوسيط المصري هي عامل مساهم في إجبار الاحتلال على الانصياع لمطالب الأسرى، علاوة على الأهمية الكبرى للفعاليات الشعبية في رفع معنويات الأسرى ودعمهم نفسيا في إضرابهم.
وأكد المغربي أن ممارسات الاحتلال ضد الأسرى هي محض انتقام من الأسرى بعد الانتصار الذي حققوه في معركة الكرامة 2 التي ألزمت الاحتلال بوضع هواتف عمومية في أقسام الأسرى وإزالة أجهزة التشويش التي يتلكأ الاحتلال في إزالتها حاليا.
وأشار إلى أن الأسرى في الوقت الحالي يرفعون شعارا واحدا وهو إما التزام الاحتلال بما تم الاتفاق عليه سابقا، أو انضمام أعداد جديدة وكبيرة من الأسرى للإضراب والفعاليات المصاحبة له.
وفي السياق ذاته حملت حركة حماس، حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإدارة السجون المسؤولية الكاملة عن تداعيات ونتائج استمرار الانتهاكات والتصعيد بحق الأسرى، والتنصل مما تم التفاهم عليه مع قيادة الحركة الأسيرة والالتفاف على حقوقهم.
ودعت الحركة في بيان، أمس، إلى أوسع حراك وطني جماهيري شعبي ومن الفصائل كافة والنخب والمستويات لإسنادهم وتفعيل قضيتهم ودعمهم في مواجهة العنف والإجرام الإسرائيلي بحقهم وتثبيت حقوقهم المشروعة.
وأكدت أنها لن تسمح بأن تكون حقوق الأسرى ساحة للتنافس الانتخابي الإسرائيلي، ولن تتركهم وحدهم، وستبقى على عهدها معهم، مضيفة "أننا سنخوض المعارك كافة وبكل قوة دفاعا عنهم وعن حقوقهم حتى نيل حريتهم".
كما أكد المتحدث باسم الحركة حازم قاسم أن قضية الأسرى في سجون الاحتلال ستظل واحدة من الأولويات المركزية للحركة على مستويات العمل المختلفة، مشددا على أن الشعب الفلسطيني قدم تضحيات كبيرة من أجل حرية الأسرى.
وقال في تصريح صحفي إن "عهد الأسرى علينا ان ننتزع حريتهم ونحطم قيدهم ونبدد عتمة سجنهم لأنهم ضحوا بحريتهم من أجل حرية شعبنا".
وقفات تضامنية
وفي السياق ذاته نظمت القوى الوطنية والإسلامية أول من أمس، في بلدة برقين بمحافظة جنين مسيرة ووقفة تضامنية دعماً وإسناداً للأسرى المضربين عن الطعام الذين يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام لفترات متفاوتة رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري التعسفي.
وانطلقت المسيرة الحاشدة بعد صلاة العشاء مباشرة من مسجد برقين الكبير إلى منزل الأسير المضرب عن الطعام سلطان خلف، ورفع المشاركون صور الأسرى المضربين عن الطعام، وهتفوا نصرة للأسرى المضربين عن الطعام.
وبعد المسيرة الحاشدة التي جابت شوارع البلدة ألقى متحدثون عن الفصائل الفلسطينية كلمات تضامنية أمام منزل الأسير المهندس سلطان خلوف.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان إن الأسرى لا يثقون بمحاكم الاحتلال ولا بأطبائه ولا بسياسييه، مضيفا: "كلهم مجرمون، ولو أننا توقعنا خيرًا من ذلك لما أضربنا أصلًا".
كما أكد القيادي في حركة حماس الشيخ عبد الجبار جرار أن هذا اليوم هو يوم نصر بكل ما تحمله الكلمة، مبرقاً تحياته للأسرى المضربين الذين وحدوا كل أطياف الشعب الفلسطيني بصمودهم وجوعهم.
وفي موضوع متصل، خرج العشرات من الأسرى المحررين وأهالي الأسرى، أمس، في اعتصام أسبوعي تضامناً مع الأسرى المرضى والمضربين عن الطعام في سجون الاحتلال أمام مقر الصليب الأحمر الدولي بمدينة البيرة.
وطالب المشاركون خلال الاعتصام بمساندة الأسرى وإنقاذ حياتهم، وتحديداً الأسرى الذين يعانون من الأمراض داخل المعتقلات، لا سيما الأسير المريض سامي أبو دياك، بعد تدهور وضعه الصحي إلى مرحلة الخطر.
وحمل المشاركون في الاعتصام صور الأسرى المضربين عن الطعام، ولافتات كتب عليها شعارات تدعو لإسناد الأسرى ودعم صمودهم، مرددين الهتافات لإنقاذ حياة الأسرى، والمنددة بالممارسات القمعية التي يتعرضون لها في سجون الاحتلال، بحسب الوكالة الرسمية.
وفي طولكرم أكد العشرات من ذوي الأسرى والمتضامنين أن أعداد الأسرى المرضى تتزايد يوميا، وتتفاقم أوضاعهم المرضية التي يتهددها خطر الموت، داعين إلى التدخل العاجل لإنقاذ حياتهم.
وشارك عدد من ممثلي المؤسسات الرسمية والشعبية والفصائل في وقفة تضامنية أمام مقر الصليب الأحمر، وطالبوا المؤسسات الحقوقية والإنسانية في العالم بالتدخل لإنقاذ الأسرى الفلسطينيين وفي مقدمتهم المرضى.
وأكد المتحدثون خلال الوقفة ضرورة تحقيق المطالب التي اتفقوا عليها مع مصلحة السجون المتمثلة في إزالة أجهزة التشويش، وإعادة الأسرى الذين عُزلوا إلى أماكنهم، وتركيب الهواتف العمومية في سجن الدامون، وقسم الأشبال، ومجموعة من الأقسام في سجون ريمون ونفحة والنقب.