دعا اتحاد الموظفين العرب في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ولاجئين وطلبة لتحشيد التأييد الدولي لدعم تجديد التفويض للوكالة الأممية، مشددين على أن إنهاء عمل الأونروا مرتبط بتطبيق قرار الجمعية العام للأمم المتحدة رقم (194).
وناشد هؤلاء خلال وقفة نظمها الاتحاد، أمام مقر "أونروا" بمدينة غزة اليوم، أحرار وشرفاء العالم والدول الصديقة للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتجديد التفويض للوكالة إلى حين عودة اللاجئين إلى ديارهم وقراهم.
ورفع المشاركون في الوقفة العلم الفلسطيني، ولافتات تطالب بتجديد التفويض للمؤسسة الأممية، منها: "تفويض أونروا ينتهى عند عودة اللاجئين، وعدم تفويض أونروا يعني تشريد الأطفال وتفشي الأمراض والعنف، أونروا ليست للبيع وجودها مرتبط بعودة اللاجئين".
ومن المقرر أن يُطرح تجديد تفويض "أونروا"، على الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيتم التصويت على مشروع قرار التجديد في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.
ناقوس الخطر
وأوضح رئيس الاتحاد أمير المسحال أن الوقفة تأتي بعد عام على قرار الإدارة الأمريكية وقف مساهماتها وتبرعاتها السنوية للوكالة، قائلا: "إن الأونروا تمر بأوقات صعبة ولحظات حاسمة تهدد عملها بسبب العجز في التمويل".
وعد أن وقف الدعم الأمريكي "ناقوس خطر يهدد استمرارية الخدمات الرئيسة المقدمة لملايين اللاجئين من صحة وتعليم وخدمات اجتماعية".
وحذر المسحال من استغلال الظرف القاسي على المؤسسة الدولية والعبث بخدمات اللاجئين وتخفيض جودتها وحقوق العاملين فيها، مضيفًا: "لن نسمح لكائن من كان محاولة المساس بهذه الحقوق والتي تم اكتسابها على مدار سنوات طوال".
وأكمل: "إن أية مخطط للنيل من الأونروا أو قضايا اللاجئين لن يمر"، داعيًا الجمعية العامة للأمم المتحدة والدول المانحة لتجديد التفويض للوكالة الأممية إلى حين إيجاد حل عادل وشامل لإنهاء معاناة اللجوء.
وطالب المسحال الدول المانحة بزيادة مساهماتها السنوية للأونروا بما يمكنها من الإيفاء بالتزاماتها، وإيجاد مشاريع دائمة وقوية من شأنها تعزيز الوكالة وعدم تقويضها، قبل الوقوع في كارثة إنسانية لا تعرف نتائجها.
وأوقفت واشنطن، الداعم الأكبر "للأونروا"، كامل دعمها للوكالة، والبالغ نحو 360 مليون دولار؛ مما تسبب بأزمة كبيرة للوكالة.
مؤشرات خطيرة
وفي كلمته عن اللجان الشعبية في دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير، أكد محمد البحيصي أن أية محاولات لتقويض عمل "أونروا" ستبوء بالفشل.
وحث الدول المانحة ومن تسبب بمعاناة الشعب الفلسطيني على توفير احتياجات الأونروا المالية لتأمين أعمالها في قطاع التعليم والصحة.
وقال البحيصي: "لن ينتهى عمل الأونروا حتى عودة اللاجئين إلى قراهم وديارهم التي هجروا منها على يد العصابات الصهيونية عام 1948".
من جهته، قال رئيس المجلس المركزي الأعلى لأولياء الأمور في قطاع غزة زاهر البنا: "ننظر بعين الخطورة إلى مسألة طرح تجديد التفويض للأونروا".
وأضاف: "الحديث عن تجديد عمل الأونروا هذا العام يأتي للمرة الأولى، حيث كان يتم بشكل تلقائي كل ثلاثة أعوام، إن ذلك يعطي مؤشرًا بوجود تحضيرات لمزيد من أدوات الضغط لخنق عمل الوكالة ليس على المستوى المالي بل وعلى المستوى السياسي".
وشدد على ضرورة مواصلة "الأونروا" عملها إلى حين تطبيق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (194).
أزمة سياسية
بدوره وجه الطالب محمد مرتجي من مدرسة ذكور البحرين الإعدادية، نداء إلى المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة وأحرار العالم للوقوف إلى جانب الأونروا وتجديد تفويضها.
وشدد على ضرورة استمرار خدمات أونروا وبقائها إلى جانب اللاجئين الفلسطينيين حتى انتهاء معاناتهم، داعين أحرار العالم للوقوف إلى جانب أطفال فلسطين ومساواتهم بأطفال العالم.
وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بيير كرينبول، أكد في وقت سابق، أن الأزمة التي تعاني منها الوكالة ليست مالية فقط وإنما سياسية.
وسبق أن دعا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في يونيو/حزيران 2017، إلى "تفكيك أونروا، ودمج أجزائها في مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين".