قال رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية الشيخ عبد العظيم سلهب: إن تغول سلطات الاحتلال الإسرائيلية واعتداءاتها على مدينة القدس وأهلها المحاصرين، تزداد وتيرته كثيرًا، في سياق مضي الاحتلال في تهويد المدينة المقدسة وسلب حقوق المقدسيين فيها.
وأكد سلهب في حديث لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن الخطر الحقيقي الذي يتهدد المسجد الأقصى في الوقت الحالي، هو تغيير الوضع التاريخي القائم، ومحاولة فرض السيطرة الإسرائيلية بالكامل على المسجد ومحرابه.
وشدد على أن القدس المحتلة ومسجدها الأقصى هما محور صفقة القرن، التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية فرضها على الشعب الفلسطيني، محذرًا من تمريرها أو التماهي معها عربيًا وإسلاميًا.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يحاول السيطرة على كل شيء في المسجد الأقصى المبارك، الطرق والغرف التي فيه، والمباني المجاورة التي تتساقط أحجارها بسبب الاعتداءات الاستيطانية والتي لن تثنينا عن الصمود في وجهها".
ودعا إلى أهمية الوجود الدائم في رحاب المسجد الأقصى وساحاته، والرباط فيه، لإفشال مخططات الاحتلال في تقسيمه زمانيًا ومكانيًا، لافتًا إلى أن المقدسيين نجحوا في إفشال خطط إسرائيلية عديدة ضد المسجد الأقصى.
وقال سلهب: "مخططات تهويد القدس زادت وتيرتها في المرحلة الأخيرة، والاحتلال ماضٍ في مشاريعه التهويدية من أسرلة للمناهج، وتغيير معالم المدينة المقدسة والبلدة القديمة، وإخراج أهلها الأصليين منها".
وحذر المسؤول المقدسي من خطورة الحفريات التي تتهدد أساسات المسجد الأقصى وساحاته، وشوارع البلدة القديمة، لافتًا إلى أن الاحتلال يتعمد دوريًّا منع لجنة إعمار المسجد الأقصى من أداء مهامها.
وأردف بالقول: "المقدسيون وأوقاف القدس ولجنة إعمار الأقصى يرفضون تمامًا سياسة الاحتلال، وينجحون بعد إصرارهم الكبير في إعادة إعمار وصيانة مقتنيات وأجزاء من أسوار المسجد الأقصى".
وشدد على صمود المقدسيين في وجه السياسة الإسرائيلية، قائلًا: "سياسة الاحتلال لن تثنينا عن الرباط في الأقصى والدفاع عن المسجد الأقصى وقبة الصخرة والمصلين الموجودين باستمرار فيه".
وأوضح أن (إسرائيل) تحاول وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية إلغاء القرارات الدولية التي تحافظ على الآثار الإسلامية في القدس المحتلة والسيطرة عليها، مؤكدًا ضرورة وقوف الفلسطينيين سدًا منيعًا أمام هذه السياسة المشتركة.
ودعا سلهب الدول العربية والإسلامية لأداء دورها الحقيقي في حماية المقدسات الإسلامية والدفاع عنها، وعن عقيدتها الإسلامية ورفع الغمة والظلم عن المسجد الأقصى.
وقال: "على العرب أن يساندوا المقدسيين في دفاعهم عن القدس، وأن يقفوا إلى جانبهم ويدعموهم بكل ما يمتلكون من أدوات الدعم والقوة"، مضيفًا: "الكل مقصر بحق المسجد الأقصى".
وأكد سلهب عدم القبول بأي مساس بالمسجد الأقصى قائلًا: "لن نقبل لا بالتقسيم الزماني ولا المكاني، ولا يمكن أن يخضع الأقصى للمفاوضات".
وأضاف: "هذا دين وعقيدة، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يخضع للتفاوض، وهو للمسلمين وحدهم، وليس لليهود أي شيء فيه، وهذا موقفنا العقائدي والوطني، ولن يتنازل أي فلسطيني عن ذلك".
وشدد سلهب على أن المحاولات الإسرائيلية لتهويده ستتكسر على صخرة صمود الفلسطينيين وأهل القدس، متابعًا حديثه: "نحن كتب علينا الرباط في المسجد الأقصى، وولدنا في القدس وسنموت فيها، وواجبنا أن ندافع عن قبلتنا الأولى".
وأضاف: "الكل مقصر بحق المسجد الأقصى، وعلى الجميع من عرب ومسلمين الوقوف ومساندة أهل القدس بجدّ وحقيقة، ومواجهة اقتحامات المستوطنين ومشاريعهم الاستيطانية والتهويدية".