"الإهمال الطبي" هو العنوان الذي بات تنتهجه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأسرى الفلسطينيين في سجونها، ما يؤدي إلى ارتقاء مزيداً من الشهداء، ضاربةً بعرض الحائط كل اللوائح والقوانين الدولية التي تنص على حماية الأسرى.
الشهيد الأسير بسام السايح كان الضحية الأخيرة نتيجة الإهمال الطبي المتعمدة، ليرفع عدد شهداء هذه السياسة إلى 66 شهيداً، فيما يعاني عشرات آخرين من الأمراض المزمنة في سجون الاحتلال دون تقديم الأدوية اللازمة لهم.
ومن الجدير ذكره أن عدد شهداء الحركة الأسيرة الفلسطينية في سجون الاحتلال وصل إلى 221 أسيراً، منذ عام 1967، وفق ما ذكرته هيئة شؤون الأسرى.
وتُعد حياة الأسير سامي أبو دياك الذي يعاني من مرض السرطان، مهددة بالخطر أكثر من غيره، وهو ما حذرت منه مؤسسات حقوقية، أنه قد يكون الضحية القادمة لإدارة سجون الاحتلال.
ويقبع الأسير أبو دياك؛ وهو من سكان بلدة سيلة الظهر جنوبي مدينة جنين، في عيادة سجن الرملة منذ عام 2002، ومحكوم عليه بثلاث مؤبدات إضافة إلى ثلاثين عاماً.
وأكد راغب أبو دياك خال الأسير سامي، "الأسير سامي" من أي أمراض عند اعتقاله، مستدركاً "لكن نتيجة الإهمال الطبي الذي يمارسه الاحتلال بحقه منذ سنوات، أصيب بمرض السرطان في الأمعاء، ومنذ ذلك الوقت يتراجع وضعه الصحي بشكل مستمر، بسبب عدم تقديم علاج حقيقي له".
وأشار أبو دياك في حديثه مع "فلسطين"، إلى أنه أجريت لسامي عملية إزالة أورام في الأمعاء بمستشفى سوروكا، وتم قص 80 سم من أمعائه الغليظة في عام 2015، ومن ثم جرى نقله إلى مستشفى الرملة لكنه أصيب هناك بالتلوث والتسمم نتيجة عدم نظافة السجن، ما أدى إلى تدهور خطير طرأ على حالته الصحية.
وقال: "الاحتلال يتعمد انتهاك الحقوق الأساسية للأسرى المرضي من خلال عدمالاستجابة الفورية للحالات المرضية العاجلة والتي تحتاج إلى تدخل فوري وذلك لزيادة معاناتهم ، إضافة إلى الانتهاكات التي تمارس بحق المرضي من إهمال طبي ونقل مستمر من مشفى لأخر".
سيء للغاية
بدوره، أكد مدير الاعلام في مؤسسة مهجة القدس طارق أبو شلوف، إن وضع الأسرى في سجون الاحتلال سيئ للغاية حيث يفتقدون أدني مستوى الرعاية الصحية، معتبراً ذلك "مخالفة واضحة بمبادئ الجمعية العامة للأمم المتحدة عام1990-1979 والتي أوصت بالرعاية الصحية وحماية الاسرى".
وأوضح أبو شلوف في حديثه مع "فلسطين"، أن هناك 700 حالة مرضية تقبع في سجن الرملة ما بين مزمنة وخطيرة تحتاج إلى تدخل فوري للعلاج، "ولكن حتى هذه اللحظة لم تتلق أي نوع من الاهتمام ولا على الأقل إجراء الفحوصات والعمليات الازمة لإنقاذهم"، وفق قوله.
وحمّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الوضع الخطير للأسرى المرضى، لافتا إلى أن هدف الاحتلال من هذا الفعل الصريح قتل الأسرى وضعف عزيمتهم بشكل بطئ لزيادة آلامهم.
وطالب المؤسسات الدولية بضرورة الاهتمام بقضية الأسرى والقيام بدورها لما يحدث داخل السجون الاسرائيلية ونصرتهم وتشكيل حاضنة لهم وحمايتهم .
تجدر الإشارة إلى أن عدد الأسرى في السجون يبلغ قرابة 6500 أسير، بينهم 58 أسيرة، و350 طفلاً و11 نائباً، ويبلغ عدد الأسرى المرضى 1200 أسير، إضافة 500 معتقل إداري، و32 أسير جريح، بينهم 6 فتيات.