للمرة الثانية خلال هذا العام سيتوجه الناخبون في (اسرائيل)، يوم الثلاثاء المقبل، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهمفي الانتخابات البرلمانية الـ"21"، وذلك بعد فشل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، رغم فوزه في الانتخابات التي أجريت ابريل الماضي من تشكيل حكومة جديدة.
ويسعى نتنياهو خلال هذه الانتخابات وفي ظل المنافسة الشرسة بينه وبين حزب "أزرق أبيض" الذي يترأسه رئيس أركان جيش الاحتلال السابقبيني غانتس والأحزاب الأخرى المعارضة له، بشتى الطرق إلى اكتساب أغلبية مطلقة من المقاعد تمكنه من تشكيل حكومة يمنية بدون حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يترأسه ليبرمان.
مختصون في الشأن الإسرائيلي يرجحون أنّ نتنياهو سيواجه صعوبات جمة في الانتخابات وسيتجه في حال فوزه إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حزب "أزرق أبيض"، و إذا شعر بالفشل سيسعى إلى التشكيك في نتائج الانتخابات لإنقاذ نفسه من لائحة تهم الفساد التي تلاحقه.
الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي عليان الهندي، أوضح أنّ جميع الاحتمالات مفتوحة، في ظل الصراع المتوازن بين أحزاب اليمين واليسار، ولكن بشكل عام نتنياهو هو الأقرب للفوز في تشكيل حكومة جديدة.
وتوقع الهندي خلال حديثه لصحيفة "فلسطين"، أنّ يتجه نتنياهو إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في حال حدث كما تُشير استطلاعات الرأي إلى أنّ ليبرمان سيكون هو كفة الميزان في الانتخابات الإسرائيلية، مستبعداً لجوؤه إلى تأجيل الانتخابات مرة أخرى.
أما الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي صالح النعامي قال :إنّ "جميعاستطلاعات الرأي تُشير إلى أنّ اليمين سيفوز بالانتخابات المقبلة، لكن المشكلة التي تواجه نتنياهو أنّ جزءاً من اليمين يريد الإطاحة به، وخاصة ليبرمان الذي يرفض إعطاءه الحصانة ويشترط عليه تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حزب "أزرق أبيض" وهذا غير مقبول لديه".
وأضاف النعامي: "نتنياهو سيواجه صعوبات جمة خلال الانتخابات، وسيسعى بكل الطرق للفوز بأغلبية مطلقة تمكنه من تشكيل حكومة بدون حزب ليبرمان".
ورأى الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة، أنّه من الصعب الآن الجزم بمدى قدرة نتنياهو على تشكيل حكومة جديدة في حال فوزه، لذا تبقى كافة السيناريوهات مفتوحة، مرجحاً أنّ يتجه نتنياهو لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع حزب أزرق ابيض وبعض الأحزاب اليمنية الأخرى.
واستبعد لجوء نتنياهو إلى تأجيل الانتخابات مرة أخرى، لافتاً إلى أنّه سيسعى إلى افتعال الأزمات القضائية والسياسية في (إسرائيل) والتشكيك بنتائج الانتخابات في حال فشله.
قانون الكاميرات
وفيما يتعلق بهدف نتنياهو من وضع كاميرات في مراكز الاقتراع، أشار الهندي إلى أنّ نتنياهو يحاول من وراء ذلك تغير جدول أعمال الانتخابات من النقاش حول قضايا الفساد التي تخسره أصوات الناخبينلصالح قضايا أخرى ليسلها علاقة بذلك.
بينما قال النعامي، إنّ نتنياهو يهدف من وراء ذلك إلى التشكيك في نتائج الانتخابات الإسرائيلية واعتبارها مزيفة‘ في حال عدم تمكنه من تشكيل حكومة.
ووافق أبو زايدة، وجهتي النظرة الأولى والثانية في أنّ نتنياهو يسعى من خلال قانون وضع الكاميرات إلى خلط الأوراق على الساحة القضائية والسياسية في "إسرائيل"، من خلال افتعال الأزمات والتشكيك بنتائج الانتخابات في حال شعر عدم فوزه بالانتخابات.
انتخابات أم تصعيد
وبالحديث عن إمكانية شن نتنياهو جولة تصعيد إسرائيلية على غزة قبيل للانتخابات رأى الهندي أن احتمالية حدوث تصعيدعلى القطاع ولبنان قبل الانتخابات "ضعيف"، ولكن ربما ستبحث (إسرائيل) على إحراز نصر على الجبهة السورية باعتبارها مفككة.
وأيد النعامي وأبو زايدة الرأي الأول بأنّه من الصعب أنّ يتجه نتنياهو إلى تصعيد إسرائيلي بغزة قبل الانتخابات، باعتبارها لن تخدم أهدافه الانتخابية، وستؤثر سلباً عليه فيحال حدثت.
السيناريو المقبل
وفيما يتعلق بالمشهد المقبل بالنسبة لغزة في حال فوز نتنياهو أو خسارته، رأى الهندي أنّ إسرائيل ستتجه نحو التهدئة بقطاع غزة ولكن لفترة مؤقتة، منوهاً إلى أنّ العام القادم ربما يشهد شن ضربة قوية على غزة.
وبحسب قوله، فإن سيناريو التصعيد والحرب وارد أكثر بعد الانتخابات وخاصة في حال عدم تمكن نتنياهو من تشكيل حكومة جديدة، منوهاً إلى أنّهالتصعيد مسألة وقت فربما يكون في نهاية العامالحالي أو بعد الانتخابات، فالقيادة العسكرية في (إسرائيل) تستعد لانفجار الأوضاع في أي وقت.
فيما اعتقد النعامي أنّ الأمر لن يكون سهلاً وفرص التصعيد ستكون واردة، فجميع الأحزاب الإسرائيلية تتوعد قطاع غزة بعد الانتخابات، وتنظر لوضع غزة أنه أمر لا يمكن السكوت عنه.