يشكو مزارعو الأراضي المحاذية للشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والمناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948 من استمرار استخدام الاحتلال المروحيات في رش المبيدات الزراعية، والتي ينتقل رذاذها بفعل الرياح إلى ناحية المحاصيل الفلسطينية فتعرضها للتلف.
يقول المزارع أبو محمد بدوي إن معاناتهم مع رش الاحتلال المبيدات متجددة، فهو لا يتجاوب مع مناشدة المزارعين أو حتى تدخلات المؤسسات الحقوقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وبين بدوي لصحيفة "فلسطين" أنه يزرع قرابة ( 70) دونماً بمحاصيل حقلية وأخرى خضروات في شرق قطاع غزة وهو يخشى من تلفها بأي لحظة يرش الاحتلال مبيداته.
وأشار إلى خسائر مالية فادحة تعرض لها بسبب رش الاحتلال مبيداته.
فيما بين المزارع محمد أبو هداف أن المبيدات تتسبب في عدم قدرة الأرض على إنبات البذور المزروعة فيها، كما يجهل المزارعون والمختصون بماهية تلك المبيدات وعدم معرفة مكوناتها.
وأشار أبو هداف لصحيفة "فلسطين" إلى لجوئه لاستخدام الأغطية البلاستيكية لحماية مزروعاته من انتقال رذاذ المبيدات، مشيراً إلى أنه على الرغم من الوسائل المتبعة إلا أن المزروعات تتأثر بتلك المبيدات.
من جهته, قال المتحدث الإعلامي باسم وزارة الزراعة، أدهم البسيوني، إن المنطقة الحدودية تشكل نسبة ( 25%) من الناتج الغذائي لقطاع غزة، وتتميز بخصوبة التربة، وبتنوع المحاصيل الزراعية.
وأضاف البسيوني لصحيفة "فلسطين" أن عملية رش المبيدات التي يمارسها الاحتلال كل ثلاث أو أربع مرات في العام تؤثر سلباً على المحاصيل الزراعية الفلسطينية خاصة الورقية.
وبين أن المزارعين ينتظرون هطول الأمطار لزراعة أراضيهم في المناطق الحدودية بالمحاصيل الحلقية، وفي نفس الوقت يخشون رش الاحتلال المبيدات.
ولفت إلى أن الاحتلال يتعمد اختيار أوقات المزارعين الفلسطينيينلإتلاف محاصيلهم، مشيراً إلى أن الوزارة طلبت أكثر من مرةمن المؤسسات الحقوقية والصليب الأحمر التدخل لوقف اعتداءات الاحتلال أو حتى على الاقل اعلان موعد الرش في جانبه لأخذ الاحتياطات والاجراءات اللازمة عند مزارعي القطاع.
وكان منع الاحتلال الإسرائيلي بعد حرب 2014 المزارعين من الاقتراب من أراضيهم الحدودية، واكتفوا بزراعة المناطق التي تقع غرب "شارع جكر".
ويؤكد أستاذ العلوم البيئية المشارك في الجامعة الإسلامية د. عبد الفتاح عبد ربه، أن المبيدات التي يرشها الاحتلال هي مبيدات عشبية هدفها قتل وتدمير الأعشاب والزراعة وهي عضوية ومكلورة وتبقى في الطبيعة وتمكث وقتا طويلا.
ورجحعبد ربه في حديثه لـ"فلسطين" أن تكون المبيدات منتهية الصلاحية ومحرمة دولية ومسرطنة، مشددا على أن استمرار استخدامها ينذر بمخاطر بيئية جمة قد تصل للإنسان وحتى الحيوان.
ويوضح أن بقاء المبيد لفترة زمنية طويلة دون تحلل يمكن أن يتسبب في نقله عبر السلالة الغذائية وتسميم الكائنات الحية، والعضوية "المكلورة" التي ترش على مزارع المواطنين وتعمل على تدمير الزراعة في المناطق الحدودية للقطاع.
ويبيّن أن الاحتلال لا يعير الجوانب العلمية والإنسانية أي اهتمام وما يعنيه فقط ذريعة الأمن.