لن نهدي الأمن بغير ثمن
غزة تتمرّد على الاحتلال. الاحتلال يريد أن يحتوى غزة من خلال التفاهمات. غزة تتمرد على التفاهمات التي يتلكأ الاحتلال في تنفيذها. غزة أرسلت أمس طائرة مسيّرة ألقت قنبلة على عربة إسرائيلية في غلاف غزة. في المساء قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مواقع عديدة للقسام، لأنها تجاوزت التفاهمات بالطائرة المسيّرة.
الذي يلفت انتباهنا هنا أن حماس وغزة عامة أبدعتا في وسائل مقاومة الاحتلال، وأجبرتا الاحتلال على إنفاق مليارات الدولارات على صناعات مكلفة لمقاومة وسائل غزة دون الوصول إلى الهدف. حين بثت صواريخ غزة الرعب في قرى غلاف غزة وبلدات (إسرائيل) الداخلية صنعت (إسرائيل) القبة الحديدية. وحين نشرت (إسرائيل) القبة الحديدية ركزت غزة على قذائف الهاون، لأن القبة الحديدية لا تتعامل مع قذائف الهاون.
وحين أرعبت الأنفاق الأرضية قوات الجيش، والمستوطنات القريبة من الحدود، أنفقت (إسرائيل) أموالا طائلة لمقاومتها، وبناء جدار أرضي لمنع الأنفاق. غزة قررت بدورها مغالبة إجراءات العدو الأرضية فأرسلت الطائرات المسيرة المفخخة، التي تجاوزت الجدار، والأسلاك الشائكة، وأسقطت حمولتها المتفجرة الصغيرة على عربة عسكرية.
هكذا هو المشهد القائم بين غزة والاحتلال. غزة لا تتوقف عن المقاومة، والإبداع، والانتقال من عمل محروق إلى عمل جديد، حتى باتت غزة شوكة في حلق الاحتلال لا يملك لها حلا، ولا يصبر على آليات أعمالها المتجددة. المقاومة تنفق دينارا في آليات العمل، العدو ينفق ألفًا في عمليات المواجهة، وهكذا..
من لغزة؟! من يأخذها؟! من يتولى أمرها؟! عرض الاحتلال هذا على مصر وغيرها، وفشل في عروضه، لأن غزة حرة، ولا تأكل بثدييها، والحرة تقاوم المعتدي حتى تنتصر عليه، أو تنال الشهادة، لذا لا غرابة أن تكون غزة عنوان التنافس بين أحزاب (إسرائيل) في انتخابات 17/9/2019م، حتى زعم غانتس زعيم ( أزرق أبيض) أنه سيشكل في التاريخ المذكور كابنيت أمنيا يتولى استعادة الردع في غزة! غزة لن تهدي الأمن بلا ثمن. وهذا ملخص القول والرد على غانتس.