فلسطين أون لاين

​دودين: الاعتقالات محاولة يائسة للنيل من الروح النضالية لشعبنا

اعتقال الأكاديميات والصحفيات بالضفة.. سياسة إسرائيلية لإسكات صوتهن النضالي

...
صورة أرشيفية
رام الله/ محمد أبو شحمة:

تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياسة اعتقال الصحفيات والعاملات والطالبات في كليات الإعلام بالجامعات الفلسطينية، واقتحام منازلهن في ساعات متأخرة من الليل، ضمن حملة منظمة ضدهن، وهو ما يعد مسًّا بالحريات الصحفية.

وكانت آخر المعتقلات في سجون الاحتلال، الطالبة سماح جردات التي اعتقلتها قوات الاحتلال أمس من منزلها في مدينة البيرة، واعتقال أستاذة محاضرة الإعلام في جامعة بيرزيت، وداد البرغوثي من بلدة كوبر شمال غرب رام الله في الأول من الشهر الجاري، والطالبة بكلية الإعلام في الجامعة ميس أبو غوش من مخيم قلنديا شمال القدس في 29 أغسطس الماضي.

ولا يوجه الاحتلال تهماً واضحة للإعلاميات والأكاديميات، حيث ممد أول من أمس للبرغوثي حتى يوم غد الاثنين، في حين لم يتضح بعد أسباب اعتقال الطالبات في كلية الإعلام بجامعة بيرزيت.

رئيس دائرة الإعلام في جامعة بيرزيت د. محمد أبو الرب، أكد أنه باعتقال المحاضرة البرغوثي، يرتفع عدد الطلبة والعاملين في جامعة بيرزيت المعتقلين في سجون الاحتلال إلى 80 أسيراً.

وقال أبو الرب لـ"فلسطين": "حملة الاعتقالات الأخيرة والمتواصلة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الإعلاميات في جامعة بيرزيت تعد استهدافًا واضحًا وخطيرًا للجامعة، وخاصة لكلية الإعلام بسبب الدور الكبير الذي يقوم به أبناؤها في فضح جرائم الاحتلال".

وأضاف: "الإعلام له تأثير قوي ضد الاحتلال، خاصة بالنشر باللغة العربية وعدد من اللغات الأجنبية المختلفة لمخاطبة العالم حول ما يقوم الاحتلال به من انتهاكات ضد الفلسطينيين بمناطق مختلفة، لذلك يعمل الاحتلال على اعتقال الصحفيات والزج بهن في السجون".

وأوضح أبو الرب أن الاحتلال ينظم حملة اعتقالات منظمة في الفترة الحالية ضد الصحفيات، ضمن محاولته إسكات الصوت الفلسطيني.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال اقتحمت جامعة بيرزيت خلال الفترة الأخيرة 3 مرات، رغم عدم قانونية اقتحام الجامعات وفق القانون الدولي الذي يحرم اقتحامها أو اعتقال أي من طلبتها داخل الحرم الجامعي.

وحول إجراءات الجامعة لمواجهة اعتقالات الاحتلال ضد البرغوثي والطلبة، لفت أبو الرب، إلى أن الجامعة لديها محامٍ يدافع عن طلبتها والعاملين فيها، ويتابع بشكل متواصل قضاياهم، ويسعى لإطلاق سراحهم وفق كل الطرق.

وكان المكتب الإعلام الحكومي، أكد في تقرير له، نشر مؤخراً، أن الاحتلال لا يزال يُمارس سياسة تكميم الأفواه بحق الصحفيين والإعلاميين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتقييد حرية العمل الصحفي.

ورصد المكتب الإعلامي 298 انتهاكاً بحق الإعلاميين والإعلاميات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الستة أشهر الماضية منذ بداية العام الحالي 2019.

الكاتبة الصحفية والأسيرة المحررة، لمى خاطر التي سبق أن اعتقلت في سجون الاحتلال، أكدت أن سلطات الاحتلال أصبح لديها هاجس ضد الشخصيات الأكاديمية صاحبة المواقف الوطنية المؤثرة لدى الشارع الفلسطيني، لذلك يقوم باعتقال العشرات منهن بشكل متواصل.

وقالت خاطر لـ"فلسطين": "الفترة الأخيرة شهدت حملة اعتقالات بشكل متواصل طالت صحفيين وصحفيات، وطلبة جامعات، أبرزهم من جامعة بيرزيت برام الله، التي لها رمزية خاصة عن باقي الجامعات الفلسطينية".

وأضافت: "الاحتلال وأجهزة مخابراته يعلمون جيداً أن البيئة الجامعية وخاصة في جامعة بيرزيت تساهم في صناعة الوعي الداعم للمقاومة لدى الطلاب في الشارع الفلسطيني، بسبب المساحة الحرة التي يتمتعون بها داخل الجامعة".

وأوضحت خاطر أن آخر حملات الاعتقالات الإسرائيلية كان من نصيب الأكاديمية وداد البرغوثي المعروفة في موافقها الوطنية العالية، وكذلك الصحفية ميس أبو غوش صاحبة الكلمة المؤثرة.

وتشير إلى أن سلطات الاحتلال تريد إيصال رسالة من وراء اعتقال الصحفيات، وهي عدم وجود أي خصوصية للمرأة الفلسطينية لديهم أو استثناء، فهي تتعرض للتحقيق لفترات طويلة كالرجال، ويتم الحكم عليها بالسجن لسنوات.

محاولة يائسة

من جانبها، أشادت حركة المقاومة الإسلامية، حماس، بدور المرأة في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية، عادة الاعتقالات الإسرائيلية المتصاعدة بحق النساء في الضفة، محاولة يائسة للنيل من الروح النضالية لشعبنا.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى دودين، في تصريح، أمس، إن اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي الأكاديمية د. وداد البرغوثي وأبناءها، إضافة إلى اعتقال الطالبتين ميس أبو غوش وسماح جردات، يعبر عن مشهد النضال للمرأة الفلسطينية الممتد عبر تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية.

وأضاف دودين: المرأة الفلسطينية تربي المقاومين وتحمل همومهم خلال مقاومتهم للاحتلال، وتبقى وفية لهم في السجون، وكانت وما زالت شريكة في العمل المقاوم.

وأشار إلى أن التاريخ الوطني يحمل بطولات العشرات من المرأة الفلسطينية.

وأكد أن الحصن الاجتماعي للقضية الفلسطينية ما زال حيًّا في قلوب العائلات.

وعدَّ دودين الاستهداف المتكرر للعائلات وهدم منازلها محاولة إسرائيلية يائسة للنيل من عزيمة هذا الشعب البطل الذي قرر مواصلة طريق التحرير والانعتاق من الاحتلال.

وصعدت قوات الاحتلال الأيام الماضية من حملة الاعتقالات بحق المواطنين في الضفة الغربية، وشملت ثلاثة نساء.