نتنياهو في الخليل. ماذا يعني وجود نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال ورئيس حزب الليكود في الخليل العربية المحتلة؟! كيف ننظر نحن كفلسطينيين لهذه الزيارة؟! وكيف ينظر إليها اليهود عامة ويهود الخليل خاصة؟!
النظرة السريعة تقول إن هذه زيارة انتخابية لجمع أصوات اليمين الاستيطاني لصالح الليكود، وقد يكون القول صحيحا، ولكنه لا يقول كل شيء، ولا يرقى إلى ما قاله نتنياهو نفسه، الذي قال إن الخليل مدينة اليهود إلى الأبد، وإن اليهود فيها ليسوا غرباء، وإن المسجد الإبراهيمي هو بيت المغارة اليهودي، وهي ميراث أنبياء بني إسرائيل.
في ضوء تصريحات نتنياهو من العبث فلسطينيا أن نقف عند البعد الانتخابي، لأن البعد الانتخابي فرع على رؤية نتنياهو الإستراتيجية للضفة الغربية، وللخليل على وجه الخصوص. لو كانت الانتخابات أصلا في هذه الزيارة لكان بالإمكان أن نجد نتنياهو في بلدات يهودية ذات كثافة انتخابية كبيرة. نتنياهو الذي نجحت دبلوماسيته مع ترامب، وشطب القدس صرح قبل أيام أن الضفة الغربية أرض (إسرائيل) ولا يمكن تفكيك الاستيطان فيها، ولا يمكن أن تقام فيها دولة فلسطينية، وأنه يعمل على ضمها للدولة رسميا؟!
الزيارة المشؤومة تقول لليمين المزايد على نتنياهو: لا تزايدوا على الليكود، لأن الليكود أكثر حرصا من ليبرمان، ومن أحزاب المتدينين، على الحفاظ على ما يعرف في ثقافتهم أرض (إسرائيل) الكاملة، وأنه لا مفاوضات على الأرض البتة.
الزيارة المشؤومة تحمل أخطر المؤشرات الإسرائيلية الدالة على مصير الخليل. وهل سيحدث منها انسحاب أو تفكيك مستوطنات، أم لا؟! وهنا يجدر أن نتذكر أن نتنياهو هو من أنهى وجود قوات الأمن الدولية في الخليل.
زيارة نتنياهو زيارة استيطان من ناحية، وزيارة ضم وتهويد للخليل، قبل أن تكون زيارة انتخابات. وهنا نقول إن مواجهة الزيارة المشؤومة فلسطينيا برفع الرايات السوداء لا يكفي، بل لا بد من إجراءات عملية في الميدان، ومنها وقف التنسيق الأمني، ودعم مقاومة أهل الخليل في كل المستويات. الخليل مدينة الأبطال والقادة العظام، وهي مدينة الفداء والتضحية، ورجال المدينة يمكنهم الدفاع عنها وإخراج المستوطنين منها شريطة أن ترفع السلطة عنهم يدها الأمنية الثقيلة.