فلسطين أون لاين

​حقوق الطفل في الإسلام ومتى تبدأ ؟

...
خديجة طلال القديري

هو نفحة الأمل والغد المشرق لعالمٍ واعد، إنه أب الإنسانية، فهل يعقل أن نتركه دون أن نرسخ حقوقه ونكفلها؟ فخير من كفل حقوق هذا الكائن الصغير اللطيف هو الذي خلقه من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب، فقد أوضحت الشريعة الإسلامية حقوق عدة للطفل وهي كالآتي:

حق الطفل قبل ولادته؛ قبل أن يبصر النور وقبل أن يوضع في رحم أمه وهو لا يزال في جسد أبيه، ومن هنا تبدأ حقوقه أي قبل زواج والديه وذلك بحسن اختيار الزوج زوجته التي ستكون أمه، فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "تنكح المرأة على إحدى خصالها لجمالها ومالها وخلقها ودينها فعليك بذات الدين تربت يمينك"، وحسن اختيار الزوجة لزوجها الذي سيكون أباه، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه". حق الطفل بالحياة والرزق وهو جنين برحم أمه، فقد حرم الإسلام اجهاضه إلا للضرورة" ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم".

حق الطفل بعد صرخته الأولى: عندما يتلقفه والده ليسمعه الأذان مكبراً ومهللاً، فيسمعه أجمل كلمات.

تحنيك المولود ثم الرضاعة ويكون التحنيك بتليين جزء من تمرة حتى تصبح مائعة فتوضع على الاصبع ثم يدلك بها فم المولود لتقوية عضلات الفك واللسان، ولتسهيل عملية الرضاعة التي يفضل أن تكون طبيعية لما لها من أهمية للطفل والأم، فهي كما تمد الطفل بالغذاء اللازم فهي تساعد رحم الأم في العودة كما كان قبل الحمل والولادة.

حسن اختيار الاسم للطفل وتجنب الأسماء القبيحة والمحرمة شرعًا، وفي حال اختلاف الأبوين فالأولى للأب تسميته، يا حبذا لو قمنا بتكنية الطفل بأبي فلان لإشعاره بالعزة والمسؤولية منذ نعومة أظافره.

– حلق رأس المولود والعقيقة، يحلق رأس المولود ويتصدق بوزن شعره فضة، ويكون الحلق للذكر والانثى لما فيه من إماطة أذى لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "مع الغلام عقيقة فأريقوا عنه دمًا وأميطوا عنه أذى"، والعقيقة سنة مؤكدة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم"، عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاه، يفضل أن تذبح يوم السابع من ولادته.

الختان ويستحب في اليوم السابع أو قبله أو بعده، وإذا دخل وقت البلوغ، فإنه واجب له فوائد عدة، كالنظافة والطهارة وهو شعار الإسلام، ويجب الابتعاد عن ختان الإناث لما فيه أذى جسدي ونفسي وجنسي على الفتاة.

حق الطفل في النفقة والرعاية وكفالة احتياجاته، فقد أوجبت الشريعة الاسلامية على الوالد النفقة حتى بلوغ الذكر وتزوج الأنثى، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "أفضل دينار ينفقه الرجل دينار على عياله".

– حق الطفل بالمداعبة والعناق والتقبيل والاحتضان والحب والحنان واللعب، فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين وعنده الأقرع اليمني فقال: عندي من الأولاد عشرة ما قبلت منهم أحدًا، فنظر إليه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: من لا يرحم لا يرحم.

- حق الطفل في النسب حيث ينسب لأبيه في الفراش، فهذا يكفل حقه في الميراث وحقه في الجنسية وحفظ ماله من الضياع. حقه في التربية الحسنة أخلاقياً واجتماعياً وتربوياً وتعليمياً وثقافياً وبدنياً، تربية قائمة على نهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم في أقوالهم وأفعالهم.

– حق الطفل في المساواة بين الجنسين، فالتمييز لصالح الذكر يجعل منه شخصية أنانية متمركزة حول ذاتها، فهذا أيضاً يؤثر سلباً على نفسية الفتاة مما يجعلها تتخذ موقفاً سلبياً تجاه الرجال مستقبلاً، فلا ترى فيهم سوى الأنانية والذكورة التي نشأ عليها، يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: ساووا بين أولادكم في العطية فلو كنت مفضلاً أحداً لفضلت النساء، كما وجعل الإسلام البنات حجابا للآباء من النيران عندما يحسن تربيتهن.

نختم؛ بأن حقوق الطفل جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان، فعندما نتعهد الطفل وحقوقه فهنا نقدم له أنفسنا كنموذج إيجابي في حماية حقه فنعلمه درسًا مهمًا في حياته وهو كيفية حماية واحترام حقوق الآخرين سواء كانوا أطفالاً أو شباباً أو كهولاً من كافة الاجناس والطوائف والاديان والجنسيات والأعراق ورغم اختلاف اللون ولكنه اللسان فهذا من جمال الإسلام.