أخطر مخطط إجرامي بعد 2007م؟!
لم ينتهِ الحديث الداخلي في التفجيرات الانتحارية الأخيرة في غزة. تصريحات إسماعيل هنية الأخيرة فتحت صفحات جديدة للحديث والتفسير والتكهنات. الرجل قال: إن التفجيرات جزء من مخطط جهنمي صهيوني إقليمي داخلي؟! وقال: إن حربًا أمنية غير مرئية تدور بيننا وبين الاحتلال؟!
يبدو لي من هذه التصريحات وغيرها من الإشارات المسربة من داخل أجهزة الداخلية، أن التفجيرات الانتحارية ضد حاجزين للشرطة كانت جزءًا من مخطط كبير يستهدف ضرب الجبهة الداخلية في غزة من ناحية، وضرب الفصائل بعضها ببعض، وتمزيق الجبهة الداخلية وإخضاع حماس لما تريده إسرائيل، ولما يبحث عنه عباس، من جهة ثانية.
خطة تخريب الأمن في غزة خطة كبيرة، هي الخطة الأوسع والأعنف والأقسى منذ ٢٠٠٧م. هي الأعنف لأنها اعتمدت أسلوب التفجير الانتحاري كما حدث. واعتمدت أسلوب التطريز بالرصاص بشكل عشوائي ضد رجال الشرطة، وهذا كان سيقع بعد التفجيرين لولا لطف الله وإلقاء القبض على الانتحاري الثالث والرابع والخامس.
وهي الأوسع لأن بعض التسريبات تتحدث عن مجموعة خلايا من ثلاثين عنصرًا أو أكثر، هم الآن رهن التحقيقات.
العدد كبير. وبعض الأعضاء لهم خبرة واسعة في صناعة المتفجرات، ومنهم قناصة. ومنهم من يملك معلومات جيدة عن الفصائل الأخرى.
والأخطر من العدد، والأقسى، أنهم منخرطون في داخل تنظيمات تقاتل العدو، وتنسق ميدانيًّا مع حماس، وتحظى برعاية خاصة من الشرطة في غزة. وهذا يقول لنا إن الخطة الجهنمية تقوم على هدف مزدوج هو ضرب الأمن الداخلي وجر الفصائل إلى حرب داخلية، تتيح الفرصة لجهات الإشراف والتوجيه أن تفرض رؤيتها على غزة.
جهة التوجيه كما في تصريحات هنية ثلاثية الأبعاد: صهيونية - إقليمية - داخلية. قد يكون ذلك كذلك، ولكننا في حاجة إلى تحرير أدق يكشف عن الجهة الموجهة بشكل مباشر.
نعم. تستحق الفصائل الشكر والاحترام لموقفها الإيجابي في إدانة التفجيرات والفكر المنحرف والجهة الموجهة للانتحاريين. ولكن هذا لا يكفي، إذ لا بد للفصائل من تنقية الصف الداخلي وغربلته وطرد الدخيل. وتستحق الشكر الأسر التي تبرأت من جريمة ابنها الفاعل للجريمة، ونحن معها أن ابنها تعرض لغسيل دماغ أو ابتزاز. وأود أن أشكر أجهزة الأمن لعملهم المشرف والمسؤول في ضبط أخطر مخطط إجرامي يحاك ضد غزة بعد سنوات طويلة من القضاء على الفلتان الأمني.