فلسطين أون لاين

​الأورومتوسطي: توجهات إسرائيلية رسمية لكسر الوضع القائم في الأقصى

...
لندن- فلسطين أون لاين:

أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنّ التصعيد الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى المبارك، يدل على قرار من أعلى مستوى سياسي إسرائيلي، وسط مؤشرات واضحة عن توجهات إسرائيلية لكسر سياسة الوضع القائم في المسجد الأقصى.

وأوضح المرصد الحقوقي الدولي- مقرّه جنيف- في تقرير، اليوم الثلاثاء، أنّ أخطر ما شهدته مدينة القدس كان صبيحة يوم عيد الأضحى (11 أغسطس) عندما اقتحم مئات المستوطنين بقرار من رئيس وزراء الاحتلال المسجد الأقصى لتأدية طقوسهم التلمودية بذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، كاسرين العرف السائد بعدم تنفيذ اقتحامات في الأعياد الإسلامية، وسط قمع واسع للمصلين أسفر عن إصابة 65 منهم بجروح واعتقال 8 آخرين.

وأشار الأورومتوسطى في تقريره الذي يرصد الانتهاكات الإسرائيلية في القدس إلى أنه بعد أربعة أيام من هذا الاعتداء الواسع، أغلقت قوات الاحتلال أبواب المسجد، وطردت المصلين منه، بعد قتلها طفلا فلسطينيا وإصابة رفيقه، وهذه ثالث عملية إغلاق للمسجد ينفذها الاحتلال في غضون مدة وجيزة.

وسجل فريق الأورومتوسطي خلال الشهر المنصرم اقتحام (3687) مستوطنًا إسرائيليًا لباحات المسجد الأقصى ترافقهم حراسات مشددة من شرطة الاحتلال والقوات الخاصة، رافقتها أعمال استفزازية واعتداءات على المتواجدين في الباحات، ومحاولات لتأدية طقوس تلمودية،.

وأوضح أن عدد المقتحمين خلال أغسطس يفوق بعدة مرات المعدل الشهري للاقتحامات.

ورصد المرصد (17) حادثة إطلاق نار واعتداء مباشر من قوات الاحتلال الإسرائيلي في أحياء القدس المحتلة، أسفرت عن استشهاد طفل وإصابة (110) آخرين بجروح منهم (3) أطفال وامرأتان وصحفيان، وحارسان من حراس المسجد الأقصى، ومسعف.

ووثق تنفيذ قوات الاحتلال (61) عملية اقتحام لبلدات وأحياء القدس المحتلة، تخللها اعتقال (115) مواطنًا منهم (17) طفلا، و(6) نساء و(6) من حراس المسجد الأقصى، وبدا من الواضح أن قوات الاحتلال تمارس الاقتحام والاعتقال والاستدعاء كأداة للعقاب والترهيب دون أي ذريعة أو سبب قانوني.

ووثق أيضا (8) حالات هدم وتوزيع إخطارات لمنازل المواطنين وممتلكاتهم في القدس المحتلة، ترتب عليها هدم (6) منازل، منها 2 أجبر أصحابها على هدمها ذاتيا لتجنب دفع غرامات باهظة الثمن.

ووزعت سلطات الاحتلال ما لا يقل عن (30) إخطارًا لهدم منازل ومنشآت، جميعها تصب في سياسة الاحتلال الرامية لتهجير المقدسيين وتغيير الواقع الديمغرافي وطابع المدينة العربية المحتلة.

وأشار الأورومتوسطي إلى أنه مقابل هذا التدمير للمنازل والمنشآت الفلسطينية، وثق (3) قرارات إسرائيلية تتضمن بناء (5071) وحدة سكنية استيطانية، إضافة إلى (9) قرارات إسرائيلية تقيّد حق الفلسطينيين في تنظيم لقاءات وفعاليات سياسية ورياضية في القدس المحتلة، بذريعة منع مظاهر السيادة الفلسطينية في المدينة المحتلة.

وقال مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المرصد الأورومتوسطي أنس جرجاوي إنّ الممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى تستهدف بشكل واضح فرض تقسيم زماني ومكاني فيه، وتغيير الأمر الواقع للأسوأ.

وعبر جرجاوي عن خشيته من قرارات أكثر خطورة من الحكومة القادمة بعد الانتخابات الإسرائيلية (17 أيلول/ سبتمبر الجاري).

ودعا سلطات الاحتلال إلى وقــف سياســة التمييــز العنصــري بيــن الفلســطينيين والإســرائيليين فــي إجــراءات التحقيــق والملاحقــة والمحاكمــة، وإنهاء الاستهداف التعسفي للفلسطينيين وممتلكاتهم في القدس المحتلة.

وجدّد الأورومتوسطي مطالبته المجتمع الدولي بالخروج من دائرة الصمت الخجولة لجهة اتخاذ قرارات ومواقف توقف الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة لقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنسان، وتحمل المســؤولية تجــاه القــدس والســكان الفلســطينيين فيهــا وحمايتهــم باعتبارهــم ســكان منطقــة محتلــة بموجــب قــرارات مجلــس الأمــن والجمعيــة العامــة.

وحثّ المرصد الحقوقي الدولي المنظمات الدولية المعنية على التدخل لوقف سياسة الإبعاد القسري وانتهاك الحريات والحق في العبادة.