فلسطين أون لاين

ردّ حزب الله على الاحتلال.. المقاومة ترفض العبث بـ"قواعد الاشتباك"

...
صورة أرشيفية
غزة/ محمد أبو شحمة:

لم تمضِ أيام على تهديدات الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، بالرد على اعتداء جيش الاحتلال الإسرائيلي على أهداف للمقاومة في الضاحية الجنوبية بيروت وسوريا، حتى استهدفت مجموعات الحزب آلية إسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقتل وجرح من فيها.

وعكس رد حزب الله الشجاعة التي تتمتع بها المقاومة، وقدرتها على إصابة الأهداف الإسرائيلية وتحديدها بدقة، وفي الزمان والمكان اللذين تحددهما قادتها، بهدف رفض العبث بـ"قواعد الاشتباك"، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، بحسب مراقبين.

ورأى مختصان بالشأن الإسرائيلي في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين"، أن رد حزب الله اللبناني على الاعتداءات الإسرائيلية كان متوقعاً لدى قيادة الاحتلال السياسية والعسكرية، ولدى الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين.

المختص في الشأن الإسرائيلي عباس زكور، رأى أن ضربة حزب الله التي وجهها لمدرعة إسرائيلية شمال الأراضي المحتلة، أول من أمس، حققت عدة أهداف أبرزها تحذير الاحتلال وقيادته من أن أي هجوم على مصالح الحزب فإن ذلك يستوجب الرد السريع.

وأكد زكور أن قادة الاحتلال أدركت تماماً بعد رد حزب الله، أن الوضع اختلف، حيث كانت تقصف أهدافاً للحزب دون رده على ذلك، أما الآن "ستضع عدة حسابات واعتبارات قبل قيامها بأي اعتداء عسكري على المقاومة اللبنانية مستقبلاً".

وقال: إنه رغم رد حزب الله وتأكيده وقوع قتلى وجرحى بين قوة جيش الاحتلال المستهدفة، إلا أن قيادة الاحتلال لم تستطع أخذ قرار بالحرب والدخول فيها، كونها غير جاهزة في هذا التوقيت، ولإدراكها القوة التي تمتلكها المقاومة اللبنانية، ودرجة الجاهزية العالية لديها لأي معركة.

وأضاف أن دولة الاحتلال أصبحت تدرك الآن وبعد الضربة التي نفذها حزب الله أن هناك خصماً قوياً في لبنان يهددها ويستطيع التحكم في الجبهة الشمالية للفترة الزمنية التي يحتاجها.

وأوضح زكور أن أبرز الأسباب التي جعلت الاحتلال لا يقوم بالرد بشكل موسع على ضربة حزب الله، أو الدخول في مواجهة مفتوحة معه، هو عدم تحكمه بالمدة الزمنية التي ستستغرقها تلك الحرب، وعدم معرفته نتائجها.

الردع المتبادل

المختص في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي، عدّ رد حزب الله على الاعتداءات الإسرائيلية ضد مصالحه في لبنان وسوريا، مدروساً ومتوازناً، وفيه مراعاة لحساسية الوضع الداخلي في بلاده.

وقال الرفاتي: إن حزب الله من خلال رده حافظ على التماسك الداخلي للأحزاب السياسية في لبنان، خاصة في ظل حالة التوافق الأخيرة التي تمر بها البلاد، والتشكيل الحكومي، وذلك يعد سبباً رئيساً لطبيعة هذا الرد.

وأوضح أن حزب الله ثبت من خلال رده على الاعتداءات الإسرائيلية بحق عناصره ومصالحه، معادلة "الردع المتبادل"، وأوصل رسالة لجيش الاحتلال بأن كل ضربة يتعرض لها داخل لبنان سيتم الرد عليها بضرب مواقع وأهداف إسرائيلية، وتحقيق قتل بالجنود.

ولفت إلى أن رد حزب الله ضد الاحتلال يأتي في إطار ما تحدث به الأمين العام للحزب حسن نصر الله، بأنه محسوب، حيث رد الاعتبار لحزبه من جديد، مشيرا إلى أن طريقة التعامل الإسرائيلي مع الرد أظهرت حالة من الضعف لأقوى جيش في المنطقة، وتآكل قوة الردع لديه، خاصة في طريقة رده على الضربة، التي لم تخرج عن قصف مناطق زراعية وأراضٍ فارغة.

ونبه إلى أن ضربة حزب الله أعطت دلالة على أنه يستطيع التأثير على المستقبل السياسي لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، فوفق آخر استطلاع للرأي أظهر تراجعه أمام معارضيه، قبل بدء الانتخابات الإسرائيلية.