يرى خبيران مختصان في الشأن الأمني أن معظم الصفحات التي تتبنى الفكر التكفيري على فضاء الشبكة العنكبوتية، ومواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة، هي صفحات مشبوهة وصناعة مخابراتية إسرائيلية وغربية.
ويتفق الخبيران في حديثين منفصلين لصحيفة "فلسطين"، على أن الهدف من نشر هذه الصفحات هو جر الشباب الفلسطيني إلى الانحراف الفكري والتطرف الديني.
والثلاثاء الماضي فجر انتحاريان نفسهما في نقطتين تابعتين لشرطة المرور بغزة، أسفرت عن استشهاد ثلاثة وإصابة آخرين، مُحدثة ردة فعل وطنية مستنكرة، وسط مطالبات بضرورة محاربة التطرف.
مسار التطرف
عبد الله العقاد الخبير في الشؤون الأمنية، يقول: إنَّ تتبع مسار التطرف يقود صاحبه ويشجعه لقتل نفسه وقتل الآخرين، دون أي تردد.
وأكد العقاد أن أهم ما يستقيه المتأثرون بهذا "المرض"، يتم من الصفحات المشبوهة على فضاء الشبكة العنكبوتية، ومواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، وذلك من خلال ما تعرضه من فيديوهات معدة بشكل احترافي كبير.
وشدد على أنَّ محتوى هذه الصفحات عبارة عن إصدارات تشمل الإيقاعات والمؤثرات التي تخترق بسهامها قلب الشبان الواعدين ووجدانهم، لتستقطبهم وتغرقهم في مستنقع التطرف، ومن ثم جعلهم أدوات قتل ووبالًا على مجتمعهم.
ونبه إلى أن الشبان القريبين للتطرف يسهل السيطرة عليهم من قبل أي جماعات مشبوهة، وهم بسطاء ومندفعون ولديهم الحرقة على دينهم، غير أنهم يُوظَّفون ويُدخلَون في متاهات البراء والولاء، ومن ثم تكفير المجتمع.
وأوضح أنَّه وبعد زيارة الشبان للصفحات، أكثر من مرة، والاستزادة منها، والتعليق عليها، يتم بعد ذلك قراءة فاحصة للشخصية، والتركيز عليها، والتواصل مباشرة بعدها معها من قبل من يقف خلفها.
وأكد أن معظم هذه الصفحات وفي نهاية المطاف تكتشف أن من يقف وراءها جهات أمريكية وبريطانية وإسرائيلية، وأدوات مخابراتية.
بدوره يقول المختص في الشأن الأمني محمد أبو هربيد، إنَّ ثمة علاقة بين انتشار الصفحات على مواقع الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وبين التطرف الفكري الذي يتبناه بعض الشبان.
وأكد أبو هربيد أن هذه الصفحات هدفها الأول والأخير استدراج الشبان لتجنيدهم بالإضافة لتخريب عقولهم، وتزييف وعيهم، في ظل تقديم محتوى معد لتشويه الحقيقة، والذهاب للغلو والتطرف والانحراف الفكري عن وسطية الدين الإسلامي.
ونبه أبو هربيد إلى أن التأثير والسيطرة يتم عبر المحتوى المقدم، وفي مرحلة لاحقة يتم الاتصال والتواصل بين من يقف خلف هذه الصفحات والشبان المستهدفين بعد التيقن من وقوعهم فريسة للأفكار المطروحة.
وأشار إلى أن ذلك قد يتطور للمرحلة الأخيرة من الاندماج في التنظيم الوهمي، للقيام بأعمال تخريبية وتفجيرية ضد أبناء مجتمعه أو المقاومة.
وعبر أبو هربيد عن استغرابه من سماح إدارة محتوى فيس بوك كأحد أبرز مواقع التواصل الاجتماعي ببقاء هذه الصفحات دون حذفها، في ظل محاربته حتى لكلمة واحدة تقف إلى جانب المقاومة، مؤكدًا أن مجرد بقاء هذه الصفحات هو تأييد لمضمونها، في وقت لا يوجد أدنى شك أنها تتبع للمخابرات الأمريكية أو الإسرائيلية أو العربية بهدف جذب الشباب وتضليله.
ودعا أبو هربيد لضرورة نشر التوعية من كل الجهات المحلية، على اختلاف دورها، لمحاربة الانحراف الفكري.