ماذا بعد تدمير ناقلة الجند في الشمال؟!
حزب الله يستهدف ناقلة جنود إسرائيلية بصاروخ فيدمّرها، ولكنه يسمح للجيش بنقل المصابين!
هل هذا الاستهداف هو رد حزب الله على العدوان الإسرائيلي الأخير على الضاحية، وعلى فيلق القدس في سوريا؟ أم أن عملية تدمير الناقلة حدث ميداني من نتاج الظروف، والردّ على العدوان قادم، في توقيت ومكان يحددهما حزب الله؟!
لا يمكن الإفتاء السريع في هذه القضية، ويحتاج المهتم إلى مراقبة الميدان لأيام، ومتابعة التصريحات السياسية وتحليلها. في ضوء المعرفة التاريخية يمكن القول إن الحدث الميداني لا علاقة له بالرد، لا سيما بعد تصريحات حسن نصر الله القوية بالرد، لأن الوقوف عند حدث ناقلة الجند ليس ردا يحفظ للحزب أنصاره، ولحسن نصر الله مؤيديه.
الجبهة الشمالية ساخنة ومتحركة، والجبهة الجنوبية كذلك متوترة، وفيلق القدس يبحث عن صيد يستعيد من خلاله مكانته وكرامته، بعد أن أثبتت الأحداث الأخيرة أن الموساد الإسرائيلي على اطّلاع مسبق على تصرفاته وتحركاته، وهو ما لم يكن يتوقع قاسم سليماني أنه بهذا الحجم!
حكومة نتنياهو تعبِّئ المنطقة الشمالية لأسوأ الاحتمالات، وفي الوقت نفسه لا تغفل عن تقلبات الحدود الجنوبية، وقرب الانتخابات يفرض على نتنياهو القيام بأعمال استباقية تدحض اتهامات المعارضة له بالضعف أمام حماس، وأمام حزب الله، من خلال أعمال عسكرية خاطفة ومؤلمة.
الجبهة الداخلية، وفي إطار المنافسة الحزبية داخل دولة الاحتلال، تتجه نحو التطرف والتحريض على القتال، حيث تتخذها الأحزاب طريقا لكسب الأصوات، وكل حزب يريد أن يقول لحماس ولحزب الله إن الانتخابات لا تمنع الدخول في حرب واسعة النطاق، وإن أمن حدود الدولة أهم من العملية الانتخابية.
إن اتجاه الأحزاب الصهيونية إلى اليمين والتحريض على القتال، يقابله جمهور عربي عريض يطالب حزب الله وحماس بالرد على الانتهاكات الصهيونية، وقد يتعرض حزب الله لمزيد من السخرية حين يسوّف في رده، أو يقول إنه يحتفظ بالرد في الوقت المناسب والمكان المناسب! الجمهور العربي يريد الردّ على العدوان بسرعة وبقوة، ولا يفهم الجمهور سياسة الوقت المناسب، لأنه ملّ منها، لأنها تتأخر ثم لا تأتي البتة.