قال مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم، إن ما لا يقل عن 100 شخص لقوا حتفهم خلال غارة جوية شنها التحالف الذي تقوده السعودية على سجن في جنوب غرب اليمن .
وقال فرانز راوشتاين رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن بعد زيارة الموقع إنه ما زال يجري انتشال الجثث من تحت أنقاض السجن بمدينة ذمار.
وكانت جماعة الحوثي أعلنت في وقت سابق، سقوط سبعين قتيلا ومئة جريح من الأسرى التابعين للحكومة الشرعية، بقصف شنته مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي على سجن للجماعة في محافظة ذمار وسط اليمن، في حين أعلن التحالف السعودي الإماراتي استهداف موقع عسكري يتبع للحوثيين في ذمار.
وقال المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام -في تغريدة على تويتر- إن التحالف العربي يدشن العام الهجري الجديد بمجزرة مروعة، مستهدفا أحد السجون التابعة للأسرى في ذمار.
وأضاف أن الحصيلة الأولية جراء الاستهداف تشير إلى سقوط خمسين قتيلا ومئة جريح.
وقال مسؤول لجنة الأسرى التابعة للحوثيين عبد القادر مرتضى، إن الصليب الأحمر الدولي والتحالف نفسه على علم بأن كلية المجتمع التي تعرضت للاستهداف هي سجن يضم عشرات الأسرى من الموالين للحكومة.
وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن قلقها من قصف مركز الاحتجاز الخاضع لسيطرة الحوثيين.
وفي وقت سابق، قال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي، إنه جرى انتشال أربعين جثة، بعد قصف للتحالف السعودي الإماراتي سجنا للأسرى في ذمار جنوب العاصمة اليمنية صنعاء.
وأضاف أن السجناء كانوا ينتظرون الإفراج عنهم في إطار عملية تبادل أسرى مع الطرف الآخر، قبل أن تفجعهم طائرات التحالف وتغير على المبنى الذي يحتجزون فيه.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين يوسف الحاضري، إن عملية انتشال الضحايا لا تزال مستمرة حتى الآن، وسط صعوبة بالغة في وصول المسعفين جراء استمرار تحليق الطيران في أجواء المنطقة، وتم إسعاف عشرات الجرحى ونقلهم إلى مستشفى الثورة، ومعظمهم إصابتهم خطرة.
وأكدت مصادر متطابقة أن طيران التحالف نفذ في وقت متأخر أمس، ست غارات على مبنى كلية المجتمع، شمال مدينة ذمار، الذي حولته جماعة الحوثي إلى معتقل يؤوي المئات من الأسرى والمعتقلين المؤيدين للحكومة الشرعية.
وطالب الحاضري الصليب الأحمر بسرعة التحرك إلى منطقة الاستهداف بطواقمه الإسعافية والتواصل مع الأمم المتحدة للضغط على قيادة التحالف لضمان سلامة المسعفين "كون طائراتهم ما زالت تحلق وتستهدف المسعفين".
كما طالب الحاضري المنظمات الدولية والحقوقيين بسرعة التوجه نحو الموقع المستهدف "لتوثيق هذه الجريمة".
وأكد شهود عيان أن مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي شنت نحو ثماني غارات جوية على كلية المجتمع التي يتخذها الحوثيون سجنا يضم عشرات الأسرى المناهضين لهم.
وبحسب شهود عيان، فقد هرعت سيارات الإسعاف نحو الموقع المستهدف، وهناك عشرات القتلى والجرحى، ولا يزال البعض تحت الأنقاض حتى الآن.
من جانبه، قال عبد القادر المرتضى، رئيس لجنة شؤون الأسرى التابعة للحوثيين، إن السجن المقصوف فيه عشرات الأسرى التابعين "للعدو" (للحكومة الشرعية) وهناك عشرات القتلى والجرحى، ولا يزال مصير كثير من الأسرى مجهولا.
وأكد المرتضى حسب ما أفادت قناة المسيرة الفضائية (ناطقة باسم الحوثيين)، أن "السجن معروف لدى العدو (التحالف) ولدى لجنة الصليب الأحمر، إذ قامت بزيارته عدة مرات".
وحمل المرتضى من وصفهم بـ "قوى العدوان"، وعلى رأسها النظامان السعودي والإماراتي المسؤولية الكاملة عن هذا الاستهداف وما سينتج عنه.
من جانبها، حملت رابطة أمهات المختطفين في اليمن، التحالف العربي، والمجتمع الدولي، والأمم المتحدة، وجماعة الحوثي، ما حدث لأبنائهن المعتقلين في السجن، واعتبره "قتلا مباشرا ومتعمدا للعشرات منهم".
ووفق بيان أصدرته الرابطة اليوم، فقد حملت أيضاً جماعة الحوثي المسئولية عن اختطاف واخفاء العشرات من أبنائهن داخل سجن كلية المجتمع بذمار الذي حولوه من مكان تعليمي وأكاديمي إلى سجن.
ولفت البيان إلى أن السجن "توفي داخله عدد من المختطفين جراء التعذيب والإهمال الصحي الممنهج، من قبل الحوثيين"، مشيرة إلى أنه الزيارات وإدخال الطعام والشراب والأدوية كانت ممنوعة عنهم.
وطالبت الرابطة في بيانها، بفتح تحقيق دولي وعاجل ومحاسبة مرتكبي الجريمة.
من جهتها، أعلنت قيادة التحالف السعودي الإماراتي، اليوم، استهداف "موقع عسكري للمليشيات الحوثية بذمار"، مشيرة إلى أنه "مخزن للطائرات دون طيار وصواريخ دفاع جوي".
وأضاف التحالف أن عملية الاستهداف هذه "تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية وأنه تم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لحماية المدنيين".
ويأتي هذا القصف في ظل التوتر الحاصل بين الحكومية الشرعية، ودولة الإمارات التي اتهمتها الحكومة الشرعية "باستهداف قوات الجيش بقصف جوي جنوبي اليمن، مما أسفر عن مقتل وإصابة نحو ثلاثمئة من الجنود والمدنيين"، في حين أقرت الإمارات بمسؤوليتها عن القصف، ولكنها وصفت المستهدفين به بـ "الإرهابيين".
وتعيد الحادثة إلى الأذهان المجزرة المروعة التي راح ضحيتها 25 معتقلا لدى الحوثيين، بينهم الصحفيان عبد الله قابل ويوسف العيزري، وعشرات الجرحى، فيما عُرف حينها بمجزرة هران التي وقعت في 21 مايو/أيار 2015، عندما استهدف طيران التحالف مبنى حكوميا يستخدمه الحوثيون معتقلا في المدينة ذاتها، واتهمت الحكومة اليمنية حينها الحوثيين باستخدام المعتقلين دروعا بشرية.