"صناعة أرجوحة لأشخاص ذوي إعاقة حركية"؛ كان ذلك الابتكار نقطة البداية لعدد من الشبان في الانطلاق نحو تكوين مجموعة شبابية تعمل في مجال العمل التطوعي، لخدمة مختلف شرائح المجتمع في مدينة نابلس.
انطلقت الفكرة قبل عامين في أثناء حديث دار بين مجموعة فتيات خلال جلوسهن في حرم الجامعة في مقدمتهم نسرين الصرط (22 عامًا)، فأردن تحويلها لواقع عملي.
"بسمتكم بتهمنا" هو الاسم الذي أطلقته الصرط على مجموعتها التطوعية المكونة من 15 فتاة، حيث اقتصر عملها في بادئ الأمر على أرجاء مدينة نابلس، وهي مكان سكنها، ضمن محاولاتها لتجسيد تخصصها في الجامعة "التربية الخاصة" في ذلك العمل، وفق ما تقول لصحيفة "فلسطين".
وتبين الصرط، أن قبول الفكرة لدى الجميع كان حافزًا قويًّا لدى المجموعة للانطلاق نحو تنفيذ مزيدٍ من الأنشطة التطوعية، علمًا أن جميع التكاليف تقع على عاتق أفراد المجموعة ذاتيًّا.
وتحاول المجموعة التطوعية، والكلام للصرط، استهداف مختلف شرائح المجتمع لا سيَّما الفئات المحتاجة، خلال الأنشطة التي تنفذها دوريًّا، والتي تركز على الجانبين التطوعي والتوعوي.
وتستعرض أبرز النشاطات التي نفذتها برفقة زميلاتها منذ فترة إنشاء المجموعة، ومنها تنظيم زيارات لدور الأيتام والمسنين، والمشاركة في مساعدة المحتاجين ماديًّا، لشراء مستلزمات الدراسة لأبنائهم.
كما تشارك في الحملات التوعوية لطلبة المدارس، والمخيمات الصيفية، وتنظيم الإفطارات الجماعية والأمسيات خلال شهر رمضان، وإقامة احتفالات لتكريم أمهات الشهداء والأسرى، حسب قولها.
ومع زيادة حجم النشاطات التي تمارسها "بسمتك بتهمنا" اندفع الكثيرون من رواد العمل التطوعي للالتحاق بركب المجموعة ومشاركتهم في تلك الأنشطة، حتى وصل عدد المجموعة إلى قرابة 50 متطوعًا حتى هذه الأيام.
وتقول الصرط، إن مجموعتها التطوعية لا تزال تنفذ أنشطتها، حيث تنظم ثلاث زيارات لمراكز المسنين والأيتام شهريًا، إضافة لزيارات المدارس وبعض الأماكن العامة.
وتضيف أنها تُدير الفريق وفق خطة لديها تتمثل في تخصيص عدد مُعين من المتطوعين للمشاركة في نشاط مُعين، وذلك بهدف تنظيم أكبر قدر ممكن من النشاطات، علمًا أنه ليس لديهم مقر رسمي، مشيرةً إلى أنهم يجتمعون في الأماكن العامة.
وتؤكد أنها لم تتلقَّ أي دعم خارجي خلال تنفيذ أنشطتها التطوعية، موضحة أنها لا تبتغي من هذه الأنشطة سوى إدخال البسمة على شفاه الفقراء والأيتام.
وتعبر عن سعادتها بالابتسامة التي ترتسم على وجوه الفئات التي تُقدم لها المساعدات، الأمر الذي ينعكس عليها بالإيجاب ويُشعرها بأهمية قيمة العمل التطوعي.
وتكشف الصرط عن المخطط الأبرز الذي تنوي مجموعتها تنفيذه خلال الفترة القادمة، وهو "ابتكار" سرير لمصابي الشلل الكامل"، "لكنه يحتاج إلى تكاليف مالية باهظة" وهو ما يقف حائلًا أمام تنفيذه في الوقت الراهن.
وتؤكد أنها تواصل مساعيها في البحث عن جهة تكفل تنفيذ مشروعها من الناحية المادية والمالية، لكون أفراد المجموعة لا يمتلكون ذلك الثمن.
وتختم حديثها، بأن رسالة فريقها رسم البسمة على شفاه الفقراء والفئات "المهمشة" في نطاق عمل المبادرة في الضفة الغربية هو دون أي مقابل؛ مردفة: "يكفينا أن نسمع دعوات صادقة تخرج من قلوبهم".