فلسطين أون لاين

​هل صحيح أن "أجمل امرأة" هي زوجتك عند "الخطوبة"؟!

...
غزة - عبد الله التركماني

يتساءل معظم الرجال حديثي الزواج، لماذا تحدث تغيرات على شكل وجمال الزوجة بعد مرحلة الخطوبة وعقب الزواج، رغم أن هذه التغيرات ليست بالضرورة أن تتناسب طردياً مع تقدم العمر؟ هل الأمر متعلق بالاعتياد والروتين؟ أم أن ذلك لا يعدو عن كونه وهماً يسوقه الزوج لتحقيق حاجات شخصية؟

الشاب براء (28 عاما) الذي تزوج منذ ثلاثة أعوام، يرى أن تغير جمال وشكل الزوجة في نظر زوجها بعد فترةٍ قصيرة من الزواج، مرتبط بعامل نفسي وهمي داخل الزوج، وهو نتاج عن حالة الرتابة والملل التي يشعر بها.

وقال لـ"فلسطين": "عند الخطوبة، يكون عنصر الاشتياق بين الخاطبين مفعلاً بشكل كبير للغاية بسبب مرور أوقات كبيرة دون أن يكون الخاطبان إلى جوار بعضهما، لذلك فالعامل النفسي لدى الخاطب يجعله يرى خطيبته أجمل في كل مرة، بينما بعد الزواج يصبح عنصر الاشتياق غير مفعل وربما يتعرض للذوبان مع تراكم العشرة الزوجية وقضاء الزوجين معظم الوقت سوياً، وهذا يجعل الحياة الزوجية برمتها روتينية ما لم تمر بمحاولات لإنعاشها بالأفكار الزوجية الجديدة التي تكسر الملل".

وأوضح أن معظم الرجال يحبون التملك والاستحواذ بصورة كبيرة، الأمر الذي يجعل من العلاقة مع الزوجة تنخفض إلى حد ما بعد الزواج بعد أن يكون قد تملكها تماماً.

نوعان من المتغيرات

ويرى الخبير في علم النفس الاجتماعي إياد الشوربجي، أن التغيرات على شكل الزوجة بعد الخطوبة، مرتبط بنوعين من المتغيرات، متغيرٌ متعلق بطبيعة نظرة الرجل لزوجته، ومتغير متعلق بالتحولات التي تطرأ على الزوجة قبل وبعد الزواج.

وقال الشوربجي لـ"فلسطين": "فيما يتعلق بالمتغير المرتبط بطبيعة نظرة الرجل لزوجته، فكما هو معروف خلال فترة الخطوبة، يرى الرجل زوجته أجمل النساء، وحتى الأخطاء التي قد تحدث بينهما لا تُعطَى قيمة واعتبارا، وربما تُصبح عيوب خطيبته محاسن في نظره، وهذا مرده الإعجاب الشديد، ولكن بعد الزواج والمعاشرة تظهر الأمور على طبيعتها بشكل أكبر".

وأضاف: "كما أن العاطفة التي تسود مرحلة الخطوبة بشكل أكبر من غيرها من المراحل الحياتية، تجعل الزوج يرى خطيبته أجمل امرأة في العالم؛ لذا بعد حدوث الاستقرار العاطفي يصبح الرجل واقعياً شيئاً فشيئاً وبشكل أكبر".

أما فيما يتعلق بالمتغيرات المرتبطة بالتحولات الطارئة على الزوجة- وفق الشوربجي- فإن المرأة في وقت الخطوبة، تكون أكثر اهتماماً بتصفيف شعرها ولون أظافرها، وتحافظ على مظهرها في أفضل حال، ولكن كل هذه العادات تخف وتيرتها بعد الزواج، فتبدأ الأعباء المنزلية والمسئوليات تأخذها بعيداً عن الاهتمام بنفسها لصالح الاهتمام بزوجها والبيت والأطفال، وتبدأ المرأة تعزز بداخلها قيماً أكثر أهمية من قيمة الجمال، مثل قيمة الوفاء والإخلاص والعطاء وتحمل المسئوليات.

ولفت الشوربجي النظر أيضاً إلى أن من بين المتغيرات المرتبطة بالتحولات المتعلقة بالزوجة، زيادة الوزن التي عادةً ما تكتسبها بعض النساء بعد الزواج، والتي عادةً ما تتعلق برغبة المرأة المتزوجة حديثاً بإعداد أشهى الأطباق لزوجها لإثبات قدرتها على الطبخ بدون أي حسابات للسعرات الحرارية أو الدهون، الأمر الذي يسهم بالتأكيد بإحداث تغيرات على شكل الزوجة.

وتابع: "كما تسهم أعراض الحمل بإحداث تغيرات جسدية عند النساء يتخلله تغيرات في الهرمونات الانثوية، وما يصاحبه من تغيرٍ في المزاج والتعب والإرهاق والتقلبات المزاجية والنفسية التي تنعكس على شكل الزوجة وجمالها في نظر الزوج، لذلك لا بد للزوجين من معرفة هذه التغيرات قبل حدوث الحمل كي لا تتوتر العلاقة بينهما لاحقاً".