عمت حالة من الغضب والاستياء في صفوف الكثير من أبناء قطاع غزة، بسبب التفجيرين اللذيْن استهدفا حاجزين للشرطة الفلسطينية مساء أول من أمس وأسفرا عن استشهاد ثلاثة شرطيين وإصابة آخرين.
واعتبر هؤلاء خلال مشاركتهم في جنازة شهداء الواجب في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين"، أمس، ما حدث جريمةً بحق الشعب الفلسطيني، واعتداءً على العيون الساهرة، وبمثابة غدر وخيانة للبلاد، وخدمة مجانية للاحتلال الإسرائيلي، مطالبين الأجهزة الأمنية بسرعة الكشف عن المخططين للهجومين وملاحقتهم ومحاسبتهم وتقديمهم للعدالة، وأخذ القصاص منهم، وعدم الرأفة بهم.
الأربعيني حسن نوفل، أكد أن استهداف الشرطة التي تكون مهمتها حفظ الأمن والنظام والسهر على راحة المواطنين، يعد جريمة يجب أن يقدم كل من له علاقة بها إلى المحاكمة العادلة.
وقال نوفل والغضب يملأ عينيه: "أبناء الأجهزة الأمنية في قطاع غزة ورغم الأزمة المالية وتقاضيهم نصف راتب يمارسون عملهم بكل أمانة ويحفظون الأمن، ولا يسمحون بأي فلتان أمني، هؤلاء يجب تقديم التحية لهم وليس قتلهم بدم بارد".
وأضاف "يجب أن يصل القتلة إلى القضاء بسرعة كبيرة، ويتم معاقبتهم بأحكام الإعدام وتنفيذه ضد كل من يثبت مشاركته في التخطيط وتنفيذ الاعتداء على عناصر الشرطة".
كذلك، اعتبر المواطن أحمد حمدان أن الجهة التي تقف وراء تنفيذ الاعتداء على عناصر الشرطة أثناء تأديتهم واجبهم الوطني هو الاحتلال من خلال أفراد متطرفين مغرر بهم.
وقال حمدان: "لا يمكن لأي مواطن شريف أن يفجر نفسه بمن يقوم بتوفير الأمن له إلا إذا كان مرتبطاً بجهاز مخابرات قام بتضليله (..) يجب على الأمن الضرب بيد من حديد على كل المتطرفين الذين يشكلون خطراً على غزة".
ودعا الأجهزة الأمنية للتعامل مع المتطرفين بحزم شديد، وعدم التهاون معهم، كونهم باتوا يشكلون خطراً على الأمن في قطاع غزة، ويهددون عناصر الأجهزة الأمنية.
محمد العمري، رأى أن منفذي الاعتداء على حواجز الأجهزة الأمنية في غزة، أشخاص فقدوا عقولهم، ولا يعرفون الدور الذي تقوم به تلك الأجهزة، في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها وخاصة أزمة الرواتب.
وقال العمري: "كيف لعاقل أن يقتل رجلاً خلال عمله وبحثه عن لقمة عيشه، ما حدث جريمة ضد الدين والإنسانية، ويجب على الأجهزة الأمنية في غزة الوصول إلى جميع من لهم علاقة بهذا التفجير، وتقديمهم للعدالة لأخذ حقوق من استشهدوا".
جهة مشبوهة
بدورها، أدانت عائلة النديم في الوطن والشتات الاعتداء الذي قامت به جهة مشبوهة وأدى إلى استشهاد أحد رجالاتها الملازم سلامة النديم (32 عاماً)، إلى جانب مساعد علاء الغرابلي (32 عاماً)، وملازم وائل خليفة (45 عاماً).
وطالبت العائلة في بيان لها، وزارة الداخلية، بالكشف عن الجُناة في أقرب وقت وتقديمهم للعدالة وإيقاع أقسى العقوبات عليهم، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه للعبث بأمن قطاع غزة.
وقالت: "لن يهدأ لنا بال في عائلة النديم حتى يتم تطبيق القانون والقصاص في كل من شارك وساهم وخطط لهذه الجريمة النكراء وملاحقتهم حسب القانون، وكلنا ثقة بوزارة الداخلية كما عودتنا بالكشف عن خيوط هذه الجريمة، ونشد على أياديها باتخاذ الإجراءات التي تحفظ الأمن للوطن والمواطن".
من جهتها، أشادت وزارة الداخلية بأبناء وفصائل وأطياف وقوى الشعب الفلسطيني المجتمعية كافة، على وقوفهم صفاً واحداً إلى جانب المؤسسة الأمنية والشرطية في وجه القتلة.