فلسطين أون لاين

​الآلاف يشاركون في تشييع "شهداء الواجب" في غزة

...
غزة/ محمد أبو شحمة:

شيع الآلاف من جماهير قطاع غزة، ظهر اليوم، جثامين شهداء جهاز الشرطة الفلسطينية الثلاثة الذين ارتقوا خلال التفجيرين اللذين استهدفا حاجزين شرطيين، مساء أول أمس، مطالبين بكشف الجناة ومعاقبتهم وفق القانون.

وشارك رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية، ونائب الحركة في غزة خليل الحية، وقادة فصائل العمل الوطني، ومسؤولو الأجهزة الأمنية، في جنازة الشهداء.

وانطلق موكب الشهيدين ملازم سلامة النديم (32 عاماً)، ومساعد علاء الغرابلي (32 عاماً)، من مستشفى الشفاء وصولاً إلى منازلهم لإلقاء نظرة الوداع ثم إلى المسجد العمري الكبير، ثم إلى مقبرة الشهداء، في حين شيعت جماهير محافظة البريج وسط القطاع الشهيد ملازم وائل خليفة (45 عاماً) من المسجد الكبير.

بدوره، أكد الحية أن جريمة الاعتداء على الأجهزة الأمنية تصب في خانة الاصطفاف إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي وعملائه الذين لا يطيب لهم إيجاد غزة وفلسطين آمنة، لذلك يحاولون بين الفينة والأخرى إحداث البلبلة والفلتان والضجيج بين أبناء الشعب الفلسطيني.

واعتبر الحية خلال كلمته في تشييع شهداء الواجب ما حدث محاولةً لإخراج الاحتلال من مشاكله، حيث يجد اليوم إرباكاً في مشهده الداخلي، وجبهاته المختلفة المتوترة والمتصاعدة، سواء كانت في الشمال أو بالضفة الغربية المحتلة، أو في قطاع غزة.

وأكد أن الشعب الفلسطيني عصي على الانكسار، وعوائل الشهداء واضحة الهدف والمسار ومحدَّدة طريقها نحو بوصلة القدس والوطن وفلسطين، موضحا أن عملاء الاحتلال يحاولون إحداث إرباك في الجبهة الداخلية لقطاع غزة، وإحداث إرباك يستفيد منه الاحتلال.

وشدد على أن كل المحاولات التي تهدف لزعزعة وحدة زعزعة الأمن والاستقرار في غزة، ستبوء بالفشل، مردفاً "لا بد أن يلتفت الشعب إلى وحدته، ويقطع الطريق على المتربصين الذين يريدون زعزعة الأمن والاستقرار، وسننتظر نتائج التحقيقات لتقول لنا من هو المجرم والجهة التي استأجرت المتطرفين الذين قبلوا أن يبيعوا دمهم ووطنهم لأجهزة الأمن في العالم".

إدانة مشتركة

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش: "عندما تناقل خبر الهجوم اعتقد الجميع أن الاحتلال من فعلها، لكن مع الأسف اتضح أن أطرافاً أخذوا المهمة من يد الصهاينة لكي يستهدفوا عنوان الأمن والاستقرار في قطاع غزة وهو جهاز الشرطة".

وأضاف البطش خلال كلمته أثناء التشييع، أن استهداف الأمن ورجال الشرطة هو عنوان لخلق الفوضى ومدخل لمزيد من الفوضى الأمنية في قطاع غزة، معبراً عن إدانة حركته والقوى الإسلامية والوطنية لهذا الاعتداء.

وشدد على دعم حركته ووقوفها إلى جانب أجهزة الشرطة والمساهمة والمساعدة في كل ما هو مطلوب لاستقرار الحالة الأمنية في قطاع غزة من أجل أن تبقى الشرطة حامية للمقاومة.

وأضاف "لا مكان في غزة للمجرمين والآثمين والقتلة، وغير المجاهدين في سبيل الله، غزة مكان للذين يرفعون البندقية في وجه الاحتلال".

بدوره، شدد المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية أيمن البطنيجي، على أن الأجهزة الأمنية وفي مقدمتها الشرطة ستبقى محصنة بالإرادة الشعبية لخدمة أبناء الشعب الفلسطيني.

وأكد البطنيجي خلال كلمته في تشييع شهداء الواجب، أن الأجهزة الأمنية بدأت بالانتشار بحثاً وتحرياً عن منفذي الاعتداء على عناصر الشرطة، مؤكداً "أيدينا ستطول كل من دبر أو من حاول الاعتداء على بدلة ضابط أو فرد من أبناء الأجهزة الأمنية، ويد العدالة قادرة على إسكات المجرمين، وتعديل سلوكهم بالتي هي أحسن".

وأضاف: "غزة قادرة بخبرتها وعيونها الساهرة الوصول إلى كل آثم وتقديمه للعدالة"، داعيا النائب العام إلى محاسبة كل من يأتي بحديث عن الشهداء أو المجاهدين أو الأجهزة الأمنية، أو من يتطاول عليهم.