فلسطين أون لاين

​الحملة الوطنية: 304 شهداء منهم 253 في "مقابر الأرقام"

فعاليات جماهيريّة في غزة والضفة تطالب باسترداد جثامين الشهداء المحتجزة

...
رام الله- غزة/ محمد عيد:

طالبت فصائل وهيئات ومؤسسات فلسطينية، المؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية، بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل الإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة.

وجاءت المطالبات، خلال فعاليات جماهيرية في غزة والضفة، اليوم، بمناسبة "اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء" الذي بوافق اليوم .

وشارك في الفعاليات نواب المجلس التشريعي وقادة الفصائل، وشخصيات حكومية وحقوقية وأهلية، وأهالي الشهداء المحتجزين من غزة والضفة والقدس.

ورفع المشاركون مجسمات تجسد نعش الشهداء، والأعلام الفلسطينية، وصور الشهداء المحتجزة جثامينهم، ولافتات منددة بجرائم الاحتلال بحق الأحياء والأموات، ولافتات تطالب المؤسسات الدولية بالوقوف على مسؤولياتها، وهتفوا بشعارات غاضبة ومنددة بجرائم الاحتلال.

ونظمت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية والحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، وقفة أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر غرب بمدينة غزة.

وقال ممثل الجبهة الديمقراطية إبراهيم منصور: "يأتي اليوم الوطني لاسترداد الجثامين، والاحتلال يصعد من بلطجته ويشن حربًا ضروسًا على الشهداء والأسرى وعائلاتهم".

وأضاف منصور: "مثلما تعاني أسر الشهداء المحتجزين لدى الاحتلال، فإن عائلات الأسرى تعيش قلقًا على مصير أبنائها الذين يتحدون بطش سجانيهم بصدورهم العارية".

وأوضح أن اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء يأتي هذا العام، والاحتلال يواصل تهويد القدس والمس بمكانتها القانونية والسياسية، والإعلان عن نوايا الضم وتصعيد سياسة التهجير القسري.

ودعا منصور إلى مواصلة الفعاليات الاحتجاجية لمواجهة سياسة الهدم والتشريد والتهجير، وإجبار الاحتلال على تحرير جثامين الشهداء والإفراج عن الأسرى في سجونه.

وفي رام الله، شارك العشرات في وقفة جماهيرية على دوار المنارة وسط المدينة.

وقالت منسقة الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء سلوى حماد: إن استمرار احتجاز جثامين الشهداء سواء في "مقابر الأرقام" أو ثلاجات الاحتلال جريمة تخالف المعايير الدولية، ويجب إيقافها.

وأوضحت حماد أن عدد الشهداء المحتجزة جثامينهم بلغ 304 شهداء، 253 منها في "مقابر الأرقام"، و51 جثمانا محتجزا منذ العام 2015.

وطالب منسق القوى الوطنية والإسلامية في رام الله عصام بكر، المؤسسات الدولية والحقوقية والانسانية، بالتدخل الفوري من أجل الافراج عن جثامين الشهداء، مؤكدا أن احتجازها جريمة تقوم بها دولة الاحتلال بإمعان، وبمنهجية واضحة، بهدف كسر إرادة شعبنا.

وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي: إن (إسرائيل) وصلت لمستوى متدنٍ من الانحطاط الأخلاقي في بطشها بجثامين الشهداء واحتجازهم لسنوات، وهذا يدل إفلاسها أخلاقيا وسياسيا، مشيرا إلى أن احتجاز جثامينهم جريمة بشعة، وتحرم عائلات الشهداء من حق دفن أبنائها بكرامة.

من جانبه، أكد نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، أن استمرار احتجاز جثامين الشهداء من قبل سلطات الاحتلال جريمة حرب وضد القيم والمثل الإنسانية والأخلاقية.

وطالب عبد الكريم بالإفراج الفوري عن الجثامين المحتجزة، بما فيها التي مضى على احتجازها عشرات السنوات، من أجل تمكين عائلاتهم من احتضان جثامينهم، ومواراتها الثرى بما يليق بكرامتهم وقيمتهم الإنسانية والدينية.

وشدد الرئيس الروحي لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك الأب عبد الله يوليو، على أن هذه الوقفة تأتي للتأكيد على أن نضال شعبنا مستمر حتى دحر الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

حواضن جماهيرية

وفي السياق، شارك أهالي مدينة الخليل في مسيرة جماهيرية، انطلقت من أمام بلدية الخليل وصولا إلى دوار ابن رشد وسط المدينة.

ووصف منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء أمين البايض، اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء بيوم "عرس الدم الفلسطيني".

وقال البايض: "نُحيي هذا اليوم لنقول لعوائل الشهداء ولشهدائنا الأكرم منا جميعا، سنستمر بقضايانا ومسيراتنا حتى تحرير آخر جثمان".

ودعا البايض إلى تشكيل حواضن جماهيرية لاحتضان أهالي الشهداء، مبينا أن الجثامين المحتجزة في مقابر الارقام تبلغ 304 من الشهداء، منهم 51 في الثلاجات، و68 مفقودا، و4 شهداء منهم من الخليل.

وطالبت رائدة الطرايرة والدة الشهيد محمد الطرايرة، منظمات حقوق الإنسان بالتدخل للإفراج عن الجثامين المحتجزة حتى يتمكن الأهالي من دفنهم بطريقة تليق بهم بعزّة وكرامة وشموخ.

إلى ذلك، اعتصم عشرات المواطنين وسط مدينة نابلس، للمطالبة بالإفراج عن جثامين الشهداء.

وقال مدير مركز القدس للمساعدة القانونية عصام العاروري: إن الاحتلال يحتجز 51 شهيدا منذ العام 2015، و253 شهيدا في "مقابر الأرقام"، و68 مفقودا.

وأكد العاروري أن الحملة ومنذ انطلاقها عام 2008، استطاعت تحرير 310 جثامين كانوا محتجزين لدى الاحتلال، 180 منهم منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2015.

وأكد أن الحملة ستواصل فضح جرائم الاحتلال.

وقال: يأتي هذا اليوم والاحتلال يصعّد من إجراءاته، سعيا وراء تجويع أسر الشهداء.

تنكّر حقوقي

إلى ذلك، طالب الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، حنا عيسى، سلطات الاحتلال باحترام قواعد القانون الدولي، مطالبا بالإفراج عن 304 من الشهداء لا تزال جثامينهم محتجزة.

وأضاف عيسى في بيان اليوم: رغم النصوص القانونية والمواد الملزمة الواضحة في القانون الانساني الدولي، إلا أن السياسات الاسرائيلية والممارسات على أرض الواقع تظهر تنكر سلطات الاحتلال بشكل واضح لهذه المبادئ والالتزامات.

ونوه إلى أن "مقابر الأرقام" غير لائقة ولا تحترم جسد وقدسية الإنسان، بل ويتم دفن الجثث بمسافة لا تتجاوز نصف المتر، ما يجعلها عرضة لنهش الكلاب الحيوانات وقد تجرفها مياه الأمطار والسيول.