عدت نقابة العاملين في جامعة الأزهر بغزة أن استمرار رئيس الجامعة د. عبد الخالق الفرا في منصبه "اعتداء على أنظمة وقوانين الجامعة"، مشددة على أنها ستواصل إضرابها عن العمل إلى حين تحقيق مطلبها.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته النقابة اليوم، ضمن فعاليات الاعتصام المستمر أمام بوابة الجامعة، بمشاركة عدد من العاملين والأكاديميين.
وأكد رئيس النقابة د. أيمن شاهين أن قرار مجلس الأمناء الحالي لا يمكن أن يكون قانونيَّا لأن أنظمة الجامعة تمنع تولي منصب رئاسة الجامعة لأكثر من دورتين متتاليتين، وهو ما حصل فعليا مع د. الفرا، فضلا عن أن المجلس الحالي يعد مسيرًا للأعمال بعد استقالة رئيسه د. إبراهيم أبراش.
وأوضح شاهين في كلمته خلال المؤتمر أن الدليل القطعي على اعتداء مجلس الأمناء على أنظمة وقوانين الجامعة هي تنكّره للقرار الذي أصدره رئيسه المستقيل (ابراش) بعدم التمديد للرئيس الحالي، مضيفا أن قرار المجلس عدم التمديد للفرا هو نتاج فتوى اللجنة القانونية داخل مجلس الأمناء.
وأضاف: "بعد استقالة ابراش فإن مجلس الأمناء الحالي أصبح مسيرًا للأعمال فقط، فكيف لمجلس مسير للأعمال أن يتخذ قرارًا بتعيين رئيس للجامعة لولاية رابعة"، مؤكدًا أن مسيري الأعمال في كل المؤسسات مهمتهم فقط تسيير الأعمال اليومية دون اتخاذ قرارات مصيرية وهو أمر ينطبق على الجامعة.
وحذر شاهين من أن مجلس الأمناء الحالي أوصل الجامعة بقرار التمديد للفرا إلى ما وصفها بـ"المصيبة الجامعية"، ويتحمل مسؤوليتها كاملة، لأنه "يعبث بالقوانين ويضع مستقبل الجامعة في المجهول".
وذكر رئيس نقابة العاملين أن النقابة سبقت الإضراب باحتجاجات سلمية ليفهم مجلس الأمناء أن قراره خطأ وينافي النظام والقانون، مؤكدًا أن رئيس مجلس الأمناء المستقيل رفض إعادة تجديد ولاية الفرا لأسباب وجيهة تتعلق بالأنظمة المعمول بها.
بدوره دعا ممثل الهيئة الإدارية والأكاديمية د. محمد منصور، رئيس السلطة محمود عباس لإنقاذ جامعة الأزهر، مشيرًا إلى أن الأزمة الحالية تمس بحاضر ومستقبل أكثر من 15 ألف طالب ونحو 700 أكاديمي وإداري.
وطالب في كلمته خلال الاعتصام بوقف المزايدات على العاملين في الجامعة، مؤكدًا أن قرار مجلس الأمناء الحالي "موضع شك".
وتساءل منصور عن سبب التمسك بالفرا، في حين أن الجامعة لديها أكثر من 50 شخصًا من أصحاب الكفاءات الأكاديمية والإدارية "يستطيعون أن يتبوّؤوا منصب رئاسة الجامعة ويقودوها إلى مستقبل أفضل".
وذكر أن الوضع الحالي للجامعة يستدعي تدخلًا عاجلًا وقويًا لتطبيق القانون من غير تلاعب أو انحراف بما يعزز العدالة والشفافية، وذلك بالإيعاز للجهات المعنية بالعدول عن قرار إعادة تكليف الفرا رئيسا للجامعة للمرة الرابعة على التوالي.
وقال منصور: "نلتمس من الرئيس عباس أن يسرع بتكليف رئيس لمجلس الأمناء كي تستقر الجامعة، وتكليف رئيس جديد وفق المعايير والأنظمة المتعارف عليها في المؤسسة الأكاديمية".
ويشار إلى أن مجلس نقابة العاملين في جامعة الأزهر أعلن الثلاثاء قبل الماضي عن خطوات احتجاجية بدأت بإغلاق أبواب الجامعة رفضًا لقرار تمديد مهمة الفرا رئيسًا للجامعة لمدة جديدة بعد انقضاء ولايتين متتاليتين "8 سنوات"، بالإضافة إلى قرار الاستثناء الصادر عن مجلس الأمناء العام الماضي بإعادته رئيسًا للجامعة لمدة عام فقط.
ويواصل مجلس نقابة العاملين بالأزهر إغلاق أبواب الجامعة ومنع المحاضرين والطلبة من الدخول إلى حرمها لليوم الخامس على التوالي، وذلك بعد بدء المجلس خطوات احتجاجية تمثلت بإغلاق الجامعة وإعلان الإضراب عن العمل.
وكان رئيس مجلس الأمناء "أبراش" قدم استقالته رفضا للتجديد لرئيس الجامعة لولاية رابعة، وتحت ضغوط قال إنها مورست عليه من أعضاء في اللجنة المركزية لحركة فتح وخص بالذكر منهم مسؤول فتح في قطاع غزة أحمد حلس.