أميركا تؤيد الهجمات الإسرائيلية المباغتة التي قام بها جيش الاحتلال في سوريا والعراق ولبنان؟! الهجمات في عرف الإدارة الأميركية ضرورية لأمن (إسرائيل). الهجمات في سوريا وقعت ضد فيلق القدس، بقيادة سلماني بشكل مباشر. استخبارات العدو زعمت أن فيلق القدس كان يعدّ خطة لهجمات مباغتة على أهداف إسرائيلية باستعمال طائرات مسيرة مفخخة.
إذا دولة العدو حاسبت إيران على نواياها؟! ومن المعلوم أن أحدا لا يعرف النوايا قبل وقوع الحدث؟! (إسرائيل) هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحاسب الآخرين على نواياهم، لأن لها علم الغيب، فهي ترى، ما لا يراه الناس؟!
لا نقول هذا دفاعا عن إيران، فإيران دولة كبيرة وهي قادرة على التعامل مع هذه الاعتداءات، ولكن نقول هذا دفاعا عن حقنا الفلسطيني الذي تتنكر له دولة العدو بالزعم أن الدولة الفلسطينية خطر على أمنها، وأنها ستكون قاعدة متقدمة لإيران؟! وهكذا تنكرت (إسرائيل )لما التزمت به في مفاوضاتها مع عباس؟!
(إسرائيل) هاجمت الضاحية في لبنان بطائرات مسيرة، أسقط منها حزب الله طائرتين، وكان تعليق الرئيس اللبناني أن (إسرائيل) تشن حربا على لبنان، وأن للبنان حق الردّ، وقد هدد حزب الله برد قاس. (إسرائيل) هاجمت قوات شيعية في العراق بزعم موالاتها لإيران، وقال نتنياهو إنه سيهاجم إيران في كل مكان، لمنع تهديداتها؟!
إن حركة الطيران الهجومي في ثلاثة أماكن هي سوريا والعراق ولبنان توحي بأن (إسرائيل) تسعى لاشتباك واسع النطاق مع إيران، تتولد عنه حرب متعددة الأطراف تقودها لاحقا أميركا وحلفاؤها، وتنتهي بالسيطرة على القوة الإيرانية، وإحباط قدرات إيران على تصنيع الصواريخ، وإخضاع قيادتها السياسية لمطالب البيت الأبيض وإسرائيل، وهذه الحرب المستجلبة بالهجمات الإسرائيلية المباغتة، تتيح (لإسرائيل ) فرص أكبر من التطبيع و التحالف مع دول الخليج، وتتيح لها فرصة جيدة لضرب حماس، وحزب الله أيضا.
لا يوجد مبرر قوي لهذه الهجمات الممتدة القائمة على النيات المتخفية بملابس الاستخبارات، غير هذه الغاية الكبيرة التي تسعى لها حكومة نتنياهو. والله أعلم.