عملية دوليف تستثير الوجدان الأمني عند أجهزة الأمن الصهيونية، وتثير أعصاب القيادات السياسية. الأسئلة المطروحة: كيف تمت العملية بعيدًا عن توقعات المخابرات؟! من الجهة السياسية التي وجهت رجال العملية؟! كيف تمَّ زرع العبوة، وكيف تمَّ تفجيرها، وكيف اختفى المنفذون؟! هل وصلت المواد المتفجرة من غزة، أم من تل أبيب، أم من صناعة محلية في الضفة؟!
هل ينتظر الجيش والشاباك عملية ثانية؟! وأين؟!
الصحف العبرية استذكرت بالمناسبة اكتشاف الشاباك قبل شهرين مصنعًا صغيرًا في الخليل، وعبوتين ناسفتين جاهزتين للاستخدام في وسائل المواصلات العامة على غرار عمليات الثأر المقدس، التي نفذها وأشرف عليها حسن سلامة انتقامًا من قتل يحيى عياش.
عمير بيرتس زعيم حزب العمل اتهم نتنياهو بالضعف أمام حماس، وبالفشل الأمني. واتهم ليبرمان نتنياهو بالفشل الأمني، والغدر بسكان غلاف غزة، وبتوفير المال لحماس ثمنًا لأمن لن يتحقق؟! التحريض السياسي في مرحلة الانتخابات يتخذ من قضية الأمن مطية له، بينما فشل بيرتس، وليبرمان عندما كانا في منصب وزير الدفاع في توفير الأمن، وحلّ مشاكل سكان قرى غلاف غزة.
عملية الدوليف قرب رام الله، أسفرت عن مقتل مجندة، وإصابة آخرين، والأهم من ذلك هو نجاح العملية نفسها، وسلامة فاعلها، وكشفها عورة أجهزة الأمن الصهيوني، وضرب السياسيين بعضهم ببعض. الخطر في نظرهم أن العملية قابلة للتكرار مع اختفاء الفاعل، ولا أحد يدري أين سيكون مكان العملية التالية؟ وكيف؟!
إن اعتراف قادة العدو السياسيين بالفشل الأمني، يجدر أن يكون بداية التراجع الحتمي عن معالجة الحقوق الفلسطينية أمنيًّا. وبداية المعالجة السياسية التي هي الطريق الصحيح للاستقرار. والقفز عن المعالجات السياسية هو وصفة جيدة لممارسة العمليات الفدائية بطرق أمنية متجددة، لفرض الرؤية السياسية الفلسطينية على الاحتلال كرهًا.