شارك عشرات آلاف المواطنين، أمس، في فعاليات الجمعة الـ71 من مسيرات العودة وكسر الحصار، تحت عنوان "لبيك يا أقصى".
ورفع المشاركون في مخيمات العودة الخمسة شرقي قطاع غزة، لافتات تؤكد حق العودة، والتمسك بتحرير القدس والأقصى في الذكرى الـ50 لإحراقه، منها: "50 عاما ما نسينا الجريمة الكبرى بحق المسجد الأقصى"، و"أمة بلا قدس أمة بلا كرامة" و"لنا المسجد الأقصى ولنا المنبر المغدور والمحراب".
وحملت منصة مخيم العودة (ملكة) شرقي مدينة غزة، مجسمين اثنين أولهما للشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، والثاني للمرابطة في المسجد الأقصى والمبعدة عنه هنادي الحلواني.
ووجه مشاركون في أحاديث منفصلة لـصحيفة فلسطين" التحية للمرابطين في القدس ولمنفذي العمليات الفدائية في الضفة الغربية، مؤكدين استمرارهم في فعاليات مسيرات العودة.
المواطنة مرفت الكتناني التي رافقها أطفالها، قالت: "نشد على أيادي المرابطين والمرابطات ونقول لهم سيروا على بركة المولى، واصبروا وصابروا ورابطوا، ولن ينال الاحتلال منا ولا من عزيمتكم".
وأضافت الكتناني: "رسائلنا للاحتلال ولنتنياهو وترامب: لن تنجح مخططاتكم ولن تنفذ، ومن يراهن على شعبنا بأن ينكسر فهو واهم، فشعبنا لن يفرط بأرضه".
وأكدت مضيها في فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار حتى تحقيق أهدافها.
وحيَت المواطنة (أم محمد) منفذي العمليات الفدائية في الضفة الغربية، قائلة: "هذا ما يشفي صدورنا، ودماؤنا ترخص وتهون مقابل المسجد الأقصى".
ودعت إلى وقف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ووقف ملاحقة المقاومين وخلايا المقاومة في الضفة والقدس المحتلتين.
وقالت: "إذا لم تدعم السلطة المقاومة بالسلاح .. فيجب عليها وقف ملاحقتها"، مؤكدة أن الأسرى والمسرى بحاجة ماسة إلى المقاومة للدفاع عنهما.
وقال الجريح (خالد) الملثم بالكوفية الفلسطينية: "رغم أنف الحاقدين سندافع عن القدس والمسجد الأقصى وسنستمر حتى نكسر الحصار عن غزة وكل فلسطين".
وأضاف: "راح نرجع لبلادنا ورسالتنا للمقاومة سيروا على بركة المولى، والنصر حليف شعبنا ولن نتراجع رغم الشهداء والدماء".
أما الشقيقان حلمي وسعد الدين انعيم، اللذان كانا يقفان وسط شارع "جكر" المحاذي إلى السياج الفاصل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال أحدهما: "جئنا هنا لنحرر فلسطين ومش خائفين من اليهود"، فيما أضاف الآخر: "جايين عشان نحرر المسجد الأقصى وفلسطين من دنس الصهاينة".
وعلى دراجته القديمة، شارك الحاج أبو جهاد محمد في فعاليات جمعة "لبيك يا أقصى"، رافعا لافتة تدعو إلى تحرير المسجد الأقصى والدفاع عنه.
وتمنى محمد صلاة في رحاب أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، محررا من دنس الاحتلال.
وقال: "يجب أن نتمسك بمسيرات العودة، والقدس والبلاد ستعود لنا، وسنفديها بدمائنا وأولادنا وكل ما نملك"، مؤكداً أهمية استمرار العمليات الفدائية في الضفة الغربية.
لا تفريط بالحقوق
ودعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، جماهير شعبنا للمشاركة في فعاليات الجمعة القادمة تحت عنوان "الوفاء للشهداء"، تزامنا مع الذكرى الخامسة لانتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
وقالت الهيئة، في بيانها الختامي للجمعة الـ71 من المسيرات، أمس، والتي حملت عنوان: "لبيك يا أقصى" إن الجماهير التي خرجت في قطاع غزة والقدس والضفة المحتلة ومخيمات لبنان وفي الـ48 تؤكد تمسكها بالقدس عاصمة للشعب الفلسطيني ومستعدة أن تحمي مقدساتها الإسلامية والمسيحية من التهويد، وتعلن للمطبّعين والمتآمرين رفضها لصفقة القرن وتداعياتها على المنطقة العربية وشعوبها الحرة.
وجاءت فعاليات، أمس، من المسيرات بالتزامن مع الذكرى الـ50 لإحراق المسجد الأقصى المبارك على يد متطرف يهودي.
وأضافت الهيئة أن "نيران الغضب التي اشتعلت منذ ذلك اليوم في صدور الأحرار ستبقى متقدة وسيحرق لهيبها أيادي المحتلين وتطاردهم حتى كنسهم من أرضنا حتى التحرير والعودة".
وأكدت أن القدس كانت وما تزال عاصمة للشعب الفلسطيني وقبلة أولى للمسلمين نرفض تهويدها أو القبول بالأمر الواقع فيها، أو التنازل عن أي شبر فيها رغم أنف قطعان قادة الإجرام وجيشه.
وشددت على استمرار مسيرات العودة كأداة وطنية سلمية شعبية فاعلة بيد الجماهير المنتفضة ودرس تكتبه الجماهير بوعيها لكل الشعوب الحية.
وحيّت أبناء شعبنا في كل مكان وجماهير مسيرات العودة خصوصًا وكل الشهداء الذين قدموا أرواحهم عبر مسيرات العودة وفي كل محطات الثورة والجهاد.
وخصّت الهيئة بالذكر من الشهداء محمود عادل أبو سلعة "الولايدة"، ومحمد فريد أبو ناموس، ومحمد سمير الترامسي، الذين نفذوا عملية فدائية على حدود القطاع الأسبوع الماضي.
وحيّت الهيئة الوطنية المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، "والتي تبدع في كل يوم أشكالًا جديدة في مواجهة الاستيطان والعدوان على القدس، وكان آخرها عملية في دوليب (أمس) ومن قبل في عتصيون".
وجددت تأييدها لمطالب شعبنا في لبنان بتحسين فرص الحياة الكريمة لهم في مخيماتهم بلبنان، مطالبة الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء بإلغاء القرار ومراعاة ظروف اللاجئين ضيوف لبنان الشقيق.
ودعت إلى استمرار التظاهرات السلمية رفضًا لـ "صفقة القرن" ومشاريع تصفية القضية.
وحثّت الهيئة الوطنية على الإسراع في استعادة الوحدة الوطنية على أساس الشراكة في المؤسسات والبرامج الوطنية وشطب اتفاقية أوسلو وملحقاتها من تاريخ شعبنا، وإنهاء العقوبات لتعزيز صمود المواطنين ورفع الحصار المفروض على القطاع.