فلسطين أون لاين

السعود: عمان لن تسمح للاحتلال بتغيير الوضع القائم في القدس

...
ئيس لجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني، النائب يحيى السعود
عمان-غزة/ نبيل سنونو:

شدّد رئيس لجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني، النائب يحيى السعود على عدم السماح للاحتلال الإسرائيلي بتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس المحتلة، فيما نبه تزامنا مع الذكرى الـ50 لإحراق المسجد الأقصى، إلى أن هذا المسجد لكل المسلمين، وأن محاولات الاحتلال لاستهدافه ستبوء بالفشل.

وشجب السعود في حديث مع صحيفة "فلسطين"، محاولات الاحتلال النيل من القدس والمقدسات وعمليات التهويد، مؤكدا أن القضية الفلسطينية محوريّة.

وقال السعود: إن المملكة الأردنية الهاشمية لن تتخلى عن مواقفها الثابتة والداعمة للأشقاء في فلسطين، وهي ترفض أي تهويد وأي تعرض للمقدسات الإسلامية والمسيحية، مضيفا: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام محاولات استهداف المقدسات.

وتابع: "لن نسمح للكيان الصهيوني بتغيير الوضع القائم في القدس".

وأشار السعود، إلى تصويت مجلس النواب الأردني على عدد من التوصيات التي تقدمت بها لجنة فلسطين والكتل النيابية، الاثنين الماضي، ومنها عدم السماح لـ(إسرائيل) بتغيير الوضع الزماني والمكاني الإسلامي للقدس، وتأكيد ديمومة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية باعتباره حقا تاريخيا كفلته كل المواثيق والأعراف الدولية.

ولفت إلى أن من التوصيات دعوة وزارة الخارجية الأردنية لاستخدام كافة الأساليب للضغط على دولة الاحتلال للالتزام بالقرارات الدولية بشأن القدس، والضغط عليه لوقف جميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية، ووقف اعمال الحفر والاشغال فيها لأنه مخالفة للقرارات الدولية، ووجوب دعم اوقاف المسجد الأقصى وزيادة عدد الموظفين والحراس فيه.

وتابع السعود: المجلس أوصى كذلك بوقف أشكال التطبيع كافة مع (إسرائيل) وإبقاء باب الرحمة مفتوحا للمصلين.

وأوضح أن إحراق المسجد الأقصى المبارك قبل 50 سنة كان في إطار "مخططات صهيونية"، مشيرا إلى مساعي الاحتلال لتقسيم المسجد زمانيا ومكانيا.

لكن السعود شدد على رفض هذه المساعي، قائلا: لن يستطيع الاحتلال تغيير أي شبر من أراضي القدس، وسنقف له بالمرصاد.

ونوه إلى الاقتحامات اليومية التي ينفذها قطعان المستوطنين للمسجد الأقصى، موجها في الوقت نفسه التحية للشعب الفلسطيني والمقدسيين المرابطين على صمودهم ومواجهة محاولات تهويد واقتحام الأقصى.
وأفاد السعود بأن وقفة احتجاجية ستنظم على جسر الملك حسين من قبل النواب يوم الجمعة المقبل، رفضا لاقتحامات وزير زراعة الاحتلال للأقصى وتصريحات وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال الذي يطالب بتغيير الوضع القائم في القدس بغية تمكين المستوطنين من أداء طقوس تلمودية في الحرم القدسي.

وأكد السعود أن الاحتلال لن ينجح في تحقيق أهدافه الرامية إلى هدم المسجد الأقصى، أولى القبلتين، محذرا من أن محاولات استهدافه تؤجج مشاعر المسلمين حول العالم.

"ضغوطات كبيرة"

وشدَّد السعود على أن الاحتلال لن يستطيع المساس بالوصاية الهاشمية على المقدسات.

وينص البند الثاني من المادة التاسعة في معاهدة "وادي عربة" الأردنية الإسرائيلية، على أن تحترم (إسرائيل) "الدور الحالي الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، وعند انعقاد مفاوضات الوضع النهائي ستولي (إسرائيل) أولوية كبرى للدور الأردني التاريخي في هذه الأماكن".

وكان مجلس النواب الأردني طالب بإعادة النظر في اتفاقية وادي عربة من خلال اللجنة القانونية ولجنة فلسطين النيابية، واستدعاء السفير الأردني في (تل ابيب) وطرد السفير الإسرائيلي من عمان.

ودعا السعود، المجتمع العربي والدولي إلى الوقوف إلى جانب الأردن، منبها إلى أن المملكة تتعرض لضغوطات كبيرة إثر موقفها الثابت من القضية الفلسطينية ودفاعها عن المقدسات.

كما دعا الحكومات العربية إلى القيام بواجبها والوقوف ضد الانتهاكات والممارسات العنصرية التي تقوم بها دولة الاحتلال.

وأوضح السعود أن مجلس النواب تبنى دعوة الاتحاد البرلماني العربي للانعقاد في عمان للتباحث في انتهاكات الاحتلال، ومخاطبة البرلمانات الدولية واطلاعها على ما تمارسه سلطات الاحتلال من اقتحامات وجرائم لاتخاذ موقف حازم وموحد تجاه ذلك.

ووفق رئيس لجنة فلسطين النيابية، فإن هذه اللجنة منعقدة يوميا بشكل طارئ منذ أشهر، لمتابعة ما تتعرض له القدس والمقدسات.

ويشار إلى أن منفذ جريمة حرق الأقصى قبل 50 سنة، هو الأسترالي اليهودي دينيس مايكل روهان، الذي أخرج وشاحا من حقبيته مغرقة بالبترول وفرشها على عتبات منبر صلاح الدين ومن ثم صب فوقه المزيد من البترول والبنزين، وأشعل فيه النار بأعواد الكبريت.

وشبّ الحريق آنذاك، في الجناح الشرقي للمصلى الواقع في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى، وأتت النيران على واجهات المسجد وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء على نحو كبير.

كما التهمت النيران منبر المسجد التاريخي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي من مدينة حلب، بينما أطلقت سلطات الاحتلال سراح روهان بذريعة "وضعه الصحي النفسي"، وقد توفي في أستراليا عام 1995.

ويواجه الأقصى والقدس عامة تحديات جمة متمثلة في مساعي الاحتلال لتفريغ المدينة من الفلسطينيين، أصحابها الأصليين، وإبعادهم عن المسجد للاستفراد به، لكن الفلسطينيين يواجهون تلك المحاولات بتصميم على البقاء في أرضهم، والحفاظ على المقدسات.