فلسطين أون لاين

لماذا يزعجك صوت مضغ الطعام؟ إنها "الميسوفونيا"

...
غزة - مريم الشوبكي


لا تطيق الأصوات الصادرة عن مضغ المقرمشات؟، تنزعج حينما يحرك أحدهم شيئًا على الزجاج؟، وهل يصيبك صوت الكتابة بالطباشير أو المشي على الرمال بالقشعريرة؟، تغضب من صوت بكاء الأطفال وصراخهم؟، وماذا عن الهمس؟، هل يوترك؟

إن كان ما سبق يؤذيك بأي شكل فأنت تعاني من مرض "كراهية الصوت" (الميسوفونيا)، وهو اضطراب عصبي، يجعل رد الفعل تجاه سماع بعض الأصوات سلبيًّا، ويبدأ ظهور هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة ما بين سن الثامنة والثالثة عشرة، وأحيانًا بعد البلوغ، ويستمر طوال العمر في معظم الحالات، وتزيد حدة رد الفعل في حالات الإجهاد والتعب والجوع، ولكن حتى الآن لم يحدد العلماء أسبابه الحقيقية.

سبب نفسي

"عبد الله يونس" لا ينزعج من أي صوت، لذا إنه من غير الطبيعي من وجهة نظره أن ينزعج الشخص من الصوت الصادر عن تناول غيره رقائق البطاطس مثلًا، فقد يكون كره بعض لبعض الأصوات عائدًا إلى سبب نفسي.

وعبر "بهاء أبو ناصر" عن كرهه لكل الأصوات الصادرة عن أي شخص يتناول الطعام أمامه، ويجده في بعض الأحيان مضطرًّا إلى تغيير المكان بسبب تلك الأصوات المزعجة.

أما محمد عيسى فقال: "أكره سماع صوت لوحة المفاتيح والضغط على الفأرة (الماوس)، لذا أضطر عند استخدام الحاسوب إلى وضع سماعات الأذن حتى أتفادى الشعور بالعصبية والتوتر".

بكاء الأطفال

وما يثير موجة غضب لدى "علياء شحادة" هو سماعها صوت بكاء الأطفال المتواصل، فهذا الصوت يصيبها بحالة من العصبية، ما يسبب لها بعض المشاكل، لاسيما إذا كانت بين جمع من الأصدقاء والأهل.

وقالت شحادة لـ"فلسطين": "أكره الأصوات التي تصدر عن مضغ الطعام، تصيبني بالعصبية، كما أن لمس الرمال الجافة بيدي يصيبني بالقشعريرة".

مُكتسب

وفي السياق نفسه بيّن رئيس مجلس إدارة مركز التدريب المجتمعي وإدارة الأزمات الدكتور درداح الشاعر أن كراهية الشخص لبعض الأصوات يعود إلى سبب نفسي له علاقة بالجانب الفسيولوجي للإنسان، والأصل أنه يعبر عن حالة مزاجية للإنسان.

وذكر الشاعر لـ"فلسطين" أن انفعال الإنسان من بعض الأصوات فيه جانب مُكتسب من البيئة ورد الفعل على مثيراتها، لذا بعض الأفراد ينزعجون من صوت تحريك آلة حادة على الزجاج أو مضغ الطعام، وغير ذلك.

وأشار إلى أن الأشخاص الذين يصابون بـ"كراهية الصوت" تصدر عنهم ردود فعل رافضة لهذه الأصوات، أولها الاستجابة الفسيولوجية الجسدية مثل الإصابة بالقشعريرة أو الضغط على الأشياء، وثانيها متعلق بالجانب النفسي المتمثل بأعراض منها الشعور بالضيق والتوتر والقلق، وثالثها هو الجانب التعبيري بجحوظ العينين أو إغماضهما، أو القفز أو الهروب من المكان.

وبين الشاعر أن "كراهية الصوت" تصيب بعض الأفراد لا جميعهم، وأسبابها نفسية أكثر من كونها فسيولوجية.

ولفت إلى أن مُصدر الأصوات المزعجة كالمضغ _مثلًا_ ربما يشعر بالمتعة، إذا أصدر هذه الأصوات، وهذا من منطلق نفسي وليس له سبب فسيولوجي.

وذكر الشاعر أنه لا علاج لـ"كراهية الصوت" لأنه عبارة عن استجابة لمثير، ويحدث حينما نستجيب لسيارة تسير باتجاهنا بالهروب منها بهدف الحفاظ على الحياة.

وبين أن التصرف الأمثل تجاه مصدر الأصوات التي يكرهها الشخص هو إخباره بأن سلوكه منفر يجلب الأذى لبعض الناس، ومثلًا إذا كان الأمر متعلقًا بالطعام يمكن التحدث إليه عن آداب الطعام بعد الانتهاء من تناوله.