فلسطين أون لاين

مطالبات بحماية الأقصى وعَدِّه أولوية عربية وإسلامية

شخصيات وهيئات: جريمة إحراق الأقصى لا تزال مستمرة بأبعادها

...
القدس المحتلة- رام الله- غزة/ عبد الله التركماني:

أكدت شخصيات وهيئات فلسطينية أن جريمة إحراق المسجد الأقصى قبل خمسين عامًا، ما زالت مستمرة بأبعادها، إذ زادت وتيرة مخططات الاحتلال التهويدية في المسجد والمدينة المقدسة، من خلال الاستيطان وحفر الأنفاق وسحب للهويات والاقتحامات اليومية للأقصى.

ورأت الشخصيات والهيئات أن الصمت الدولي والعربي إزاء جرائم الاحتلال المتلاحقة في القدس والأقصى دفعه لزيادة جرائمه ولتنفيذ مخططاته ضد المدينة المقدسة، واستغلال أي حادثة لإغلاقه وإفراغه من المصلين والعاملين فيه.

ويصادف اليوم الذكرى الـ50 لقيام اليهودي المتطرف "مايكل دينس روهان" بمحاولة إحراق المسجد الأقصى في 21 أغسطس عام 1969.

وبلغت المساحة المحترقة من المسجد الأقصى أكثر من ثلث مساحته الإجمالية، حيث احترق ما يزيد على 1500 متر مربع من المساحة الأصلية البالغة 4400 متر مربع، وأتت النيران على منبر صلاح الدين الأيوبي بالكامل، وأحدثت ضررًا كبيرًا في بناء المسجد الأقصى وأعمدته وأقواسه وزخرفته القديمة، وسقط سقف المسجد على الأرض نتيجة الاحتراق، وسقط عمودان رئيسان مع القوس الحامل للقبة، كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب والجدران الجنوبية، وتحطم 48 من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبس والزجاج الملون، واحترق السجاد وكثير من الزخارف والآيات القرآنية.

مخططات مستمرة

رئيس مؤسسة القدس الدولية في فلسطين أحمد أبو حلبية، قال إنه ورغم مرور 50 عامًا على إحراق المسجد الأقصى، فإن المخاطر المحدقة به ما زالت مستمرة وبوتيرة كبيرة ومتسارعة وأن سلطات الاحتلال لم تتخلَّ عن مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.

وأضاف أبو حلبية في بيان أمس أن دولة الاحتلال انتهجت أساليب أكثر عنفًا وفظاظة في التعامل مع المقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى، وأن الجديد في الأمر سماحها للمستوطنين اليهود مؤخرًا باقتحام الأقصى في العشر الأواخر من رمضان وفي صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك.

وأشار إلى التصريح الإذاعي الخطير لوزير الأمن الداخلي في دولة الاحتلال "جلعاد أردان" الذي قال فيه: إنه (يجب تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى حتى يستطيع اليهود الصلاة بشكل فردي أو جماعي، في مكان مفتوح أو مكان مغلق داخل الأقصى).

وعدَّ أبو حلبية أن جريمة إحراق المسجد الأقصى ما زالت مستمرة بأبعادها، من أنفاق أسفل الأقصى، والاستيطان، وسحب للهويات والاقتحامات اليومية للأقصى.

ولفت أبو حلبية إلى أن الصمت الدولي والعربي إزاء جرائم الاحتلال المتلاحقة في القدس والأقصى دفعت الاحتلال لزيادة جرائمه ولتنفيذ مخططاته ضد المدينة المقدسة، واستغلال أي حادثة في المسجد الأقصى ومحيطه لإغلاقه وإفراغه من المصلين والعاملين فيه لساعات وأحيانًا لأيام.

كما دعا محافظ القدس عدنان غيث إلى إعلان العاصمة المحتلة مدينة منكوبة، بفعل الإجراءات الإسرائيلية التعسفية بحق المدينة ومقدساتها وسكانها محملًا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مسؤولية تفجير الأوضاع في المدينة المقدسة والساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية برمتها من أجل خدمة أغراضه الانتخابية.

وأكد غيث في بيان، حق الفلسطينيين غير القابل للتصرف بكل المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس وجميع المناطق الفلسطينية الخاضعة للاحتلال والذي تلزمه قرارات الشرعية الدولية توفير الحماية المطلوبة لها وعدم التضييق على حرية العبادة فيها.

وقال: "لعل ما جرى صبيحة عيد الأضحى (11/8/2019) من اقتحام مئات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى بحماية كبيرة مدججة بالسلاح من قوات الاحتلال وشرطته، ورغم التصدي البطولي للمرابطين بالأقصى الذين تمكّنوا من تأخير وإرباك تطبيق المخطط الأصلي؛ خير دليل على تمسك هذه الفئة المرابطة من أبناء الأمتين العربية والإسلامية بمسجدهم وقدسهم، آخذين على عاتقهم الوقوف بخط الدفاع الأول نيابة عن أمتهم وعلى سمع وبصر المجتمع الدولي الذي يقف متفرجًا لما يرتكب من انتهاكات سافرة بحق أبناء الشعب".

ودعا إلى إلغاء جميع الإجراءات التي من شأنها تغيير وضع القدس، والتقيد بنصوص اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الذي ينظم الاحتلال العسكري.

حماية عربية وإسلامية

في حين أكد المجلس الوطني الفلسطيني أن مسؤولية حماية المسجد الأقصى المبارك وكل المقدسات الإسلامية المسيحية وتوفير مقومات صمود المقدسيين مسؤولية عربية وإسلامية بالدرجة الأولى، ومنع تكريس مخطط الاحتلال بالتقسيم الزماني والمكاني في المجسد الأقصى.

وقال المجلس الوطني في بيان بمناسبة الذكرى الخمسين لإحراق المسجد الأقصى: إن مدينة القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية وأهلها الصامدين وعقاراتها ومنازلها وإرثها التاريخي والثقافي والديني ما تزال حتى اللحظة تتعرض لعدوان إسرائيلي ممنهج بهدف تفريغها من سكانها الفلسطينيين وصولًالتهويدها.

وطالب منظمة التعاون الإسلامي وبرلماناتها وكل مؤسساتها التي أسست بعد حريق المسجد الأقصى عام 1969، بالدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته وتوفير الدعم المادي والسياسي العاجل لمدينة القدس واستثمار كل إمكاناتها الدبلوماسية والاقتصادية والمالية لوقف استمرار حرائق الاحتلال المستمرة فيالمدينة المقدسة.

من جهتها، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس: "بعد مرور خمسين عاماً على الحريق المشؤوم تزداد المخاطر التي تهدد الأقصى بنياناً وإنشاء، فالحفريات الإسرائيلية في محيط المسجد الأقصى تهدد مبنى المسجد الأقصى وجدرانه وسائر منشآته، والأنفاق التي تحفرها سلطات الاحتلال في البلدة القديمة من المدينة، هددت وتهدد المدارس الأثرية التاريخية الإسلامية وتهدد سلوان ومسجدها والبيوت الإسلامية فيها".

وأوضحت الدائرة في بيان، أن سلطات الاحتلال تستعمل كل الوسائل في سبيل إخراج أهل القدس من مدينتهم، فتزوير الوثائق في مكاتب المحامين، وأعمال البلطجة تتم في وضح النهار وتستهدف المجاورين للحرم القدسي قبل غيرهم، ومجموعة الكنس التي زرعتها وتخطط لزراعتها في منطقة الواد في محيط المسجد الأقصى المبارك تستهدف كل وجود عربي إسلامي في القدس.

إصرار متطرف

وأكدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات أن ألسنة اللهب التي التهمت الأقصى عام 1969 لا تزال مشتعلة بفعل الانتهاكات والاعتداءات اليومية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين.

وأكد الأمين العام للهيئة حنا عيسى في بيان أمس، على أن الاقتحامات الجماعية للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين بطريقة وحشية، يدلل على إصرار متطرف على مواصلة حرق المسجد الأقصى والمساس بحرمته.

وأضاف عيسى: "هناك مجموعة من المخاطر المحدقة في المسجد الأقصى أهمها هدف دولة الاحتلال هدم المسجد وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، وقيام المستوطنين (تحت حماية قوات الاحتلال) باقتحامات ممنهجة له وتدنيسه، إضافة لمخطط تحويل باحاته إلى ساحات عامة يرتادها اليهود".

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تحرق الأقصى المبارك بكل معالمه بشكل يومي، من خلال ما تبتدعه من أساليب التهويد والتدمير، فتتضافر عمليات حفر الأنفاق واقتحامات المستوطنين وتشييد البؤر الاستيطانية من جهة، مع نيران الحرق والتطرف لتحقيق الهدف الأكبر لدولة الاحتلال بهدم الأقصى وإقامة الهيكل على أنقاضه من جهة أخرى.